بسم الله الرحمن الرحيم
عندما نهرب من الهموم الى الهموم
عندما تتراقص امام عيونا ذكراكم
عندما تشاء الصدفة ان نعرف
عندما يأن الضمير في الصدور
لابد لنا ان نكتب وليس لي ذنب في سطوري الباكية فكل ما حولي باكي وان صبغناه بصبغه الامل فقط لنعيش ونستمر وليس ايمانا بان نهاية النفق قريبة .القصة تبدأ مساء البارحة عندما هربت من همومي الى الانترنيت عسى ان اقطف خبر علمي او اخر مضحك او التقي بمن فرقتني بهم الظروف فالماسنجر اصبح هو الوطن الذي يجمع من عرفت وليختصر الكيلومترات البعيدة بضغطة زر . غير ان كبسة الزر تلك لم تاتي الي بخبر جيد بل زاد الالم جرحا اخر ولله الحمد في كل الاحوال فلقد التقيت بصديقتي التي فرقني وبينها القرار فلقد اختارت البقاء في العاصمة وقررت هجرها غير اسفة عليها فلقد اصبحت بغداد قاسية جدا علينا فبعد ان كانت خرساء ضد ما يحدث عندما هجرونا باتت عمياء حينما تقول زال الخطر وعودوا فلقد عاد الامان !! ولا اريد اقسو عليك يا بغداد واقول بانك بلهاء حينما تظنين ان الامان مع البعثيين الذي تحتضنينهم غير مبالية بدمائنا التي يسيلوها على ترابك فهل تتوقعين منا ان نقول عفا الله عن ما سلف ابدا يا بغداد ابدا حتى وان كان الثمن الابتعاد عنك فلست اسفة لهذه اللحظة واعذريني انا التي كنت اتغنى بحبك صرت اليوم ....ااقولها هل تتحملين ؟ صرت اكره صمتك وربما ذات يوم اكرهك بشكل كامل .
بالرجوع الى الصديقة التي صدقت بك يا عاصمتي ورجعت والتي التقيها بين الحين والاخر لتخبرني عن ما يحصل من احداث تلك الصديقة جاءتني بخبر كثيرا ما اخبرتني بشبيهه سابقا لامر بذات المشاعر فهي من اخبرتني بان احد زملائنا الشاب الذي لم يمضي على زواجه سنة قد ذهب بالتفجير هذا وتلك الصديقة تعوقت بذاك واليوم انا من بادرت بالسؤال فالصديقة مسيحية لذا سالتها ارجو ان لايكون قد اصاب احد معارفكم مكروه في الكنيسة ؟ فاجات بانه بلى قد حدث وانتي تعرفينهم !! فلقت لها من فاخبرتهم بهم وكم تالمت رغم انني التقيتهم مرة واحدة في حياتي سأسرد لكم اللقاء.
ذات يوم اتصلت صديقتي قائلة بان احد اصدقائهم قد جاء لبيتهم وهو طالب جامعي ويريد ان تساعده في مادة الرياضيات كونه مكمل في المادة وان الاستاذ اعطاهم مجموعة من الاسئلة وهو لايعرف كيف يحلها وهي ايضا استصعبت جزءا منها ولعلمها ان اختصاصي قريب من اختصاصه جاءت طلبا للمساعدة ولاننا اخوة قبل ان نكون اصدقاء لم تكن المسالة تنتظر اجابتي فاخذت الاسئلة وهممت بالحل لساعات وثم ارسلتها اليهم فاذا بالباب تطرق وصديقتي برفقة امراءة كبيرة فعرفت نفسها بانها ام لهذا الشاب واخذت تطلب مني ان اذهب عند صديقتي لاشرح له فهو يريد ان يستفهم فتبسمت وقبل ان ارد قبلتني حتى تقتل اي تردد لي وقالت بانه امتحان مصيري ولي الاجر فذهبت معها واذا بالشاب كتله من الادب وكان الارتباك ياخذ منه منحى حتى صرت انا من اشجعه على ان يسال بعكس ما كنت اتوقع بانني ربما من ساميل لجادة الارتباك ولم يكلفني الامر غير ساعة وسمعته يهمهم بكلمات الشكر حيث اني لم اسمع له صوتا سوى ايمائات بانه فهم او لا .
انطوت الايام واذا ذات يوم تزورني صديقتي برفقت ذات المراءة هناك فقبلتني وضلت تتشكر مني حتى اخجلتني وقرأت في عيناها ان ابنها قد نجح وفوق ذلك جلبت لي هدية وصارت تتكلم وتضحك بعكس المرة السابقة حيث يبدو انها كانت قلقة على مصير ابنها في الامتحان وعرفت انه وحيدها وهي حريصة على مستقبله .
تلك العينان التي رايت الفرحة تتراقص فيهما فرحا بتخرج ولدها هي ذاتها راته قتيلا في قلب بيت العبادة وليس بمفرده فلابد ان لقلبها ان يكابد امتحانا اكبر فالعائلة جميعها هناك الا بعض الانفار وقد قتلوا جميعا في جريمة بشعة لابد لكل انسان ان يستنكرها ولم يبقى سوى الام وقد فقدت الوليان فلها الله , اه والف اه ماذا نقول كيف نعبر قد هربت الحروف من افواهنا وصرنا نستثقل الكلام لكثرة التكرار فلمن نتجه وهل هناك جهة اكثر قديسة من بيوت الله لنتجه اليها ولتصبح هي بذاتها مقرا لارتكاب الجرائم فالله اكبر وهو قادر ان يضع حدا لما نكابد فان كان ابتلاء فنساله الصبر وان كان مما جنته ايدينا فنساله اعانتنا على تغير حالنا ليرفع عنا هذا الغم .
كتبت المقالة لا لازيد همومكم ولا لاخفف همومي وانما هي رسالة لكل من يظن ان هناك خلاف بين المسيحين والمسلمين ولا حتى بين المسلمين انفسهم مشكلتنا في البعثية فهم كفرة مهما كانت طائفتهم واسمائهم البعث نجس لابد من ان يزول لنشعر بالطهارة , صبر الله قلبك ايتها الام الثاكلة وطبعا الام الان في حالة يرثى اليها كما نقلت صديقتهم نسالكم الدعاء لها ولا اعلم هل من المجدي ان اقول باني تفاجئت بالخبر لسبب انني قبل يوم من الحادث كنت قد تذكرت كتابي ( المصدر الذي اعتمدت عليه لاحل اسئلته ) والذي تركته في فوضى هروبي ولم اعرف مصيره وحينها تذكرت ذاك الشاب رغم مرور سنوات طوال على الحادث وبعد ساعات من ذلك اسمع خبره رغم انني لم اتذكره طيلة كل هذه السنوات وقد تفاجئت صديقتي عندما تذكرته مباشرة واخبرتها بما حصل فتالمت واستغربت كي يشعر الانسان بالانسان
وها هو كتابي وحيدا في مكان ما ومالكته في اخر والمستفيد منه تحت الثرى رحم الله امواتنا فلم يكفي ان اغلب زملائنا في الجامعة قد لقوا نفس المصير وفعلا رحيل الشباب يكون اكثر ايلاما لاننا نشعر ان البلد يلفض انفاسه الاخيرة حينما يغادره شبابه .
نسال الله الفرج لصاحب الامر فلقد ضاعت السفينة في امواج بحر الانانية للساسة ولم يبقى لنا الا الامل الكبير ذاك هو منقذ البشرية ارواحنا لتراب مقدمه الفداء .
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن صلواتك عليه وعلى ابائة في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافضا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.
اختك المهندسة بغداد ( وهل تستحقين يا بغداد ان تكوني رمزا لاحد !!)
https://telegram.me/buratha
