سعد البصري
هناك العديد من الحالات التي تختلط فيها الدماء ولا يمكن حينئذ التفريق بين هذه الدماء لان ما جمعها اكبر بكثير من الذي يفرقها ..! وأنا هنا اذكر نوعين من هذا الاختلاط الذي يهمني لأنه بات حالة واقعية تعيش في ما يدور بالمشهد العراقي ، فالتفجيرات الإرهابية التي تطال أبناء العراق يوميا هي تفجيرات تريد أن تطيح بالإنسان العراقي بالدرجة الأساس ولا تعرف إلى أي جهة ينتمي من يقتل أو إلى أي دين أو مذهب ، فهي غالبا ما تكون عمياء كالفتنة تضرب الحابل بالنابل ، ولكنها تصبح كزرقاء اليمامة عندها تعرف ( أي التفجيرات ) إلى ماذا تسعى ..؟ فالعملية الأخيرة التي نفذها الإرهابيون الجبناء ضد أبناء الدين المسيحي في كنيسة سيدة النجاة ( وسط بغداد ) كانت تعي جيدا ما تريد ..؟ وهنا حدث الاختلاط الأول بالدماء ، فان من سقط في هذه العملية ومن سقط بعد ذلك في تفجيرات الثلاثاء الأسود وفي بغداد أيضا جعل الدماء الزكية من أبناء الدين المسيحي والدماء الزكية من أبناء الدين الإسلامي تختلط بالتراب العراقي الأصيل بحيث أصبحت مادة واحدة تروي التراب العراقي . وبعد ذلك كان لابد للجرحى والمصابين في هذه العمليات من دماء كي تضخ في أجسامهم بدل الدماء التي فقدوها أثناء العمليتين الغادرتين وهنا حدث النوع الثاني من الاختلاط فلا يعلم الجريح دم من بات يسري في عروقه هل هو دم مسيحي أم دم عربي أم ولكنه يعلم يقينا انه دم عراقي .
https://telegram.me/buratha
