بقلم الكوفي
بالامس القريب كانت مواقف السيد مقتدى الصدر واتباعه ومناصريه واضحا وجليا من التواجد الامريكي على ارض العراق ، كما انهم رفعوا السلاح واعلنوا عن موقفهم بانهم ضد هذا التواجد وان الامريكان ماهم الا محتلون لارض الرافدين حتى ذهبت الالاف من الارواح في معارك دامية وشرسة ،
كنا نتمنى حينها لو ان التيار الصدري منح الامريكان فرصة لمعرفة نواياهم الحقيقية والقاء الحجة عليهم وغلق الابواب بوجه البعثيين الذين وجدوا لانفسهم متنفسا عندما اشتدت المعارك وانشغل الصدريون وغيرهم في تلك الاوضاع المأساوية ،
لقد شخص الشهيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) في وقتها الامور بدقة متناهية ومنها عندما قال مخاطبا ابناء الشعب العراقي وهو في صحن جده امير المؤمنين عليه السلام حيث قال ( الزموهم بما الزموا انفسهم ) اي اعطوا الامريكان فرصة لكي نعرف حقيقية ما يريدون وهم القائلون اتينا لنخلص الشعب العراقي من نظام الطاغية المقبور صدام ،
واكمل شهيد المحراب كلامه قدس سره عندما نتيقن من امريكا لها اهداف غير ما اعلنته فعدنها سيكون لنا ردا اخر وكان يلوح بحمل السلاح وقتال الامريكان ، بالطبع الامريكان عرفوا جيدا ان السيد الحكيم سيكون العقبة الحقيقية امامهم وانه سيفشل جميع المخططات وبالتالي لابد من تصفيته باسرع وقت وفعلا تمت تصفيته بابشع طريقة مع نخبة من المؤمنين ،
عودة الى السيد مقتدى الصدر واخوته في التيار الصدري ومن خلال هذه المقدمة نريد ان نوصل رسالة لعلها تجد اذان صاغية عندهم وهم الاخبر والاعرف بالامريكان قبل غيرهم باعتبار انهم دخلوا في معارك طاحنة وقدموا الكثير من الانفس الزكية قرابين من اجل اخراج المحتل ،
اليوم وكما يعلم السيد مقتدى الصدر وكتلة احرار ان الامريكان هم من يصرون على منح المالكي رئاسة الوزراء وان دل هذا على شيء انما يدل بان الحكومة ستكون مفروضة من قبل الامريكان لا من قبل الكتل السياسية التي انتخبها العراقييون وبالطبع ان امريكا عندما تفضل طرفا على طرف انما تقدم مصالها على مصالح الشعب العراقي كما انها لايمكن ان تدعم طرفا الا اذا كان موافقا على كل ما املته امريكا عليه بالخفاء لا بالعلن ،
النداء الذي نريد ان نوصله للسيد مقتدى الصدر والتيار الصدري على حد سواء هو ان يكون لهم موقفا مشرفا من التوجهات الامريكية التي تريد ان تؤسس الى دكتاتورية جديدة من خلال فرض من تريده هي لا من يريده الشعب العراقي وبالتالي فان موقف التيار الصدري الثابت من الامريكان ومن مخططاتهم بات يتراجع ولا نعرف الاسباب الحقيقية والواضحة وان كان واحد من بين هذه الاسباب ان هناك ضغوطات مورست عليهم ونحن نعلم ان اهل المبادىء لا يرضغون الى اي ضغوطات فالشهيد الصدر الاول قدس سره لم يرضغ الى ضغوطات البعث الكافر وكذلك تبعه الشهيد الصدر الثاني قدس سره كما هو حال جميع اهل المبادىء والقيم الاسلامية الصحيحة ،
في الختام نتمنى ان يلتفت السيد مقتدى الصدر وجميع الاخوة في التيار الصدري الى حجم المؤامرة التي تنتظر ابناء الشعب العراقي كما اننا نتمنى ان لايكونون طرفا في ذلك حتى وان كلفهم ان يخسروا مناصب هي زاءلة لا محال كما اننا نشد على موقف المجلس الاسلامي الاعلى وان لا يحيد عن مبادئه التي عاهد الله عليها .
بقلمالكوفي
https://telegram.me/buratha
