حازم محمد
رغم موافقته على كامل نصوص الورقة الكردية ووقوف الصدريين والفضيلة معه لكن التطورات السياسية والأمنية المتلاحقة خففت من حظوظ المالكي في الوصول ثانية إلى رئاسة الوزراء !.أكثر من تطور أكد ذلك ولعل الطاولة المستديرة في بغداد وتاليا في اربيل وعدم الاستعجال الكردي على حسم الجدل بالشكل الذي يتمناه المالكي كلها أسباب حقيقية تدفع إلى القول ان الوصول إلى رئاسة الوزراء ليس بالامر اليسير على الذين يعتقدون أنهم قاب قوسين أو ادنى من التجديد لولاية ثانية .هذا من جانب ومن جانب أخر اصبح واضحا ان رئيس السن فؤاد معصوم ذاهب إلى جلسة برلمانية لا علاقة لها بالجلسات البرلمانية المسؤولة لأنها تأتي في ظل غياب كتل كبيرة وشخصيات مؤثرة في العملية السياسية وذلك بضغط من رئيس الوزراء الحالي الذي عطل البرلمان ستة اشهر لتمرير انقلاب ما يسمى في عرف ائتلاف القانون بحكومة الأغلبية السياسية مع ان العراقيين بمختلف فئاتهم أدركوا قبل يومين تأثيرات الاصرار على تشكيل حكومة اغلبية سياسية في الشارع والاسواق الشعبية من حي الامين إلى الكمالية ومن حي الجهاد إلى الحسينية ومن الكاظمية إلى الشعلة وإذا ما قدر لهذا الانقلاب ان يستمر ويحظى بغطاء برلماني مزور فان الساحة العراقية ستشهد انقلابا اكبر على الأوضاع والتطورات السياسية والأمنية في البلد وسيكون العراق في مهب العاصفة وفي عين الإرهاب وسندخل اربع سنوات اضافية من معاناة وتنكيل القاعدة فضلا عن الفساد الذي يجري عميقاً في مؤسسات الدولة .الحكم العدل في منع تمرير مشروع انقلاب الأغلبية السياسية هو رئيس الاقليم مسعود البرزاني الذي يملك القرار الكردي .. هو القادر على منع العاصفة من الوصول إلى بغداد وبامكان الطاولة المستديرة في اربيل والمبادرة الوطنية التي تتحرك بجدية في الاوساط العراقية ان تمنع الانقلاب فهو يقف في الوسط ألان ويمثل بمبادرته الوطنية تيارا من الوسطية السياسية التي يفترض ان تضع الشعب العراقي ومصالحه الوطنية في الأولوية وتقدمه على كل المصالح الفئوية والسياسية والانتخابية وبوسطيته هذه التي يقف فيها بين القانون من جهة والعراقية والمجلس الأعلى وبقية الأطراف الوطنية الأخرى تكمن الحكمة بتغليب المصالح الوطنية على إي مصالح أخرى .ان حكمة البارزاني لا شك ستاخذ بالاعتبار وعلى ضوء قراءتها لطبيعة المشكلة العراقية المحلية حساب تركيا والاردن والسعودية والكويت والامارات العربية المتحدة ومصر وسوريا التي ترفض وجود حكومة اغلبية سياسية ولا ترتاح إلى وجود المالكي في السلطة وعدم الارتياح هذا مبني على سياسة سابقة ومؤشرات وضعت هذه الدول في الخانة المقابلة لخانة من يتطلعون للتجديد رغما عن إرادة القوى السياسية الأخرى التي تصر على بناء تحالف دولة يفضي لتشكيل حكومة شراكة وطنية .ان حكومة الشراكة الوطنية هي المنفذ الوحيد الذي يخلص العراق من ارهاب القوى العدوانية والنهوض بالبلد إلى ما يحقق اهدافه الوطنية الداخلية كلها دون تنقيص ولذا يعتقد الكثيرون ان استمرار المالكي بالسلطة هو استمرار واضح بهدر الدم العراقي واشعال النيران في كل جانب ولن يستفيد من هذا الانقلاب الا الإرهاب ومن يقف وراء دعم حملة المالكي في الداخل والخارج .
https://telegram.me/buratha
