المقالات

على حافة الانقلاب /


حافظ آل بشارة

أحداث ليلة الثلاثاء الدامية اسقطت بغداد أمنيا ووضعتها على حافة الانقلاب العسكري ، في تلك الليلة لم تعد الحكومة تملك من بغداد سوى المنطقة الخضراء ، لا يعوز الانقلاب سوى بث البيان رقم واحد من أي فضائية تتبرع بهذه الخدمة وكأنها تبث اعلانا تجاريا عن الشاي المعطر ، هذا التوصيف يغضب رجال الدولة وذلك من حقهم ، هناك تصور بأن العراق غادر عصر الانقلابات ودخل عصر الانتخابات ، ولكن القوم لا تتغير احوالهم عادة حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فاذا كان الساسة الجدد يشبهون في ثقافتهم وغاياتهم ووسائلهم ما كان عليه اسلافهم بعد الاحتلال البريطاني فكيف نأمل انتهاء عصر الانقلابات ؟ الذاكرة العراقية لا تنسى تلك السلسلة اللامعة من الانقلابات : انقلاب بكر صدقي سنة 1936 ، انقلاب رشيد عالي الكيلاني1941 ، ثورة 14 تموز 1958 ، الانقلاب القومي البعثي 1963، الانقلاب البعثي 1968، انقلاب صدام على البكر 1979 والغريب ان الانقلابات لم تهدأ الا في ظل حكومة القمع الصدامية لربع قرن ، العملية السياسية بشرت بنظام حكم ديمقراطي انتخابي ، لكن اغلب رجالها يعانون مما يجري في عروقهم من دماء نوري السعيد وجيله من العسكر والساسة المخضرمين رموز الانقلابات والفتن العسكرية والطائفية ، قد تكون تلك النوعيات من الساسة منسجمة مع عصر التأسيس في الثلاثينات ، أما الآن فالعملية السياسية تجري في عصر ونظام دولي مختلف ومجتمع آخر . مع ذلك لو كانت الاشكالية تخص طبيعة ومزاج الساسة العراقيين الراهنين لامكن تجاوزها ولكن القضية أخذت ابعادا أكثر تعقيدا فالقوى التي تريد اعادة النظام السابق الى السلطة نجحت في استثمار نقاط الفشل وهي قوى ليس لديها قوانين في الصراع وتفعل كل ماتريد لتحقيق اهدافها وقد تحالفت مع عصابات التكفير الانتحارية ، واقامت علاقات تعاون مع عدد من حكام المنطقة وتحظى بتمويل بحجم تمويل دولة صغيرة ولديها منظومة اعلامية وفضائيات ودوائر حرب نفسية وهي التي صنعت اسطورة موقع ويكي ليكس لاسقاط العملية السياسية ، وما زالت تحاول تفجير حرب طائفية في البلاد ، و تكاد تنجح في الغاء قانون المسائلة والعدالة ، و تدير عمليات القتل الجماعي اليومية المتواصلة ، وتقوم بتهريب المحكومين من السجون وكلما صدر حكم الاعدام على مجموعة جديدة من اركان النظام السابق أخذت ثأرهم مقدما بعمليات قتل عشوائي في مخطط انتقامي عنيف ، ولديها كل عراقي محكوم بالاعدام . على الساسة ان يواجهوا هذه الشدائد بروح التضحية والايثار ويكونوا اصحاب موقف وطني ولو بمستوى نوري السعيد! المطلوب مبادرة عاجلة لتشكيل الحكومة وتاجيل الخلافات لدفع هذا البلاء العظيم الذي يفترس المستضعفين خاصة ، ثم التفرغ فورا لمواجهة الارهاب والجريمة المنظمة عبر برنامج أمني واسع ومنظم وبمهنية عالية واستخدام قواعد القضاء العادل وآلياته في التعامل مع مرتكبي الجرائم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك