حافظ آل بشارة
القداس الدموي في كنيسة سيدة النجاة ببغداد هل كان منجزا عربيا جديدا ؟ المعلومات الأولية للتحقيق الرسمي في مذبحة الكنيسة التي جرت مساء الاحد تقول ان بين الانتحاريين الذين اقتحموا الكنيسة عربا يتكلمون بلسان عربي مبين ، لكن اسكتوا رجاء حفاظا على سرية التحقيق ، الخبر سبب صدمة جماهيرية وحذف كل مشاعر التفاؤل التي انبعثت مع اعلان المبادرة السعودية التي تجري تحت مظلة الجامعة العربية وهدفها جمع القوى العراقية وحل الازمة السياسية ، العرب الرسميون يتعاطفون مع العراق ، والعرب التكفيريون يذبحونه ، فهم اخيار واشرار ولكن شرهم سبق خيرهم ، كل العرب حاضرون ايضا في دعوات المصالحة والحوار وتبريد الأزمات ، لكن دعوات الخير التي تتبناها الحكومات والقادة العرب بطيئة ولا تثمر شيئا اما مشاريع القتل الجماعي فنجاحها مضمون وفوق المتوقع ! ونحن بين هذا وذاك دائخون لا نعرف كيف نتعامل مع الدول فجلادوها يذبحون وحكامها يستنكرون ، الكتاب عندنا يتلقون تعليمات متضاربة مرتبكة حول طريقة الكتابة بشأن الموضوع ، قولوا ارهابيين ولا تقولوا عربا ، قولوا عربا ولا تقولوا دول الجوار ، قولوا دول الجوار ولا تقولوا ارهابيين ، قولوا العصابات وليس الحكومات ، قولوا كل ماتريدون فالصمت حرام ، لا تقولوا شيئا فمصلحة العراق اهم ، اتركوا غيركم يكشف المستور ، وهكذا يسود الارتباك والخوف والخجل في معالجة موضوع الارهاب ، نخجل من الجميع ولا يخجل منا أحد ، في ايام الفتنة الاولى كانت مخابرات الدول تنفذ مذابحنا وتقول انها تقاوم الاحتلال ، وكلما قتلت جنديا امريكيا قتلت معه عشرة عراقيين ، وتقول فتاوى المخابرات ان ذلك جائز بسبب تترس الكفار بالمسلمين وسيذهب الكافر الى النار والمسلم الى الجنة ، ولكن بعد ايام أخذت المذابح تستهدف المسلمين وتترك الكفار المحتلين فاتضحت معالم اللعبة ، وعندما وقع الامريكيون اتفاقية الانسحاب تبرأت مخابرات الدول واصبحت تتفرج على العصابات لوحدها وهي تواصل قتل المسلمين والعفو عن الكافرين ، وبعد الانسحاب قالت الحكومات انها تتحمل مسؤولية اغلاق الحدود امام الارهابيين ولكن الحدود لم تغلق فواصلت العصابات برنامج الابادة ، افتقد العراقيون الشفافية في بيانات حكومتهم ووزارة داخليتهم ، وهناك اسئلة ما زالت بلا أجوبة حفاظا على سرية التحقيق ! دول المنطقة في دعايتها الاعلامية تقسم بأنها ترفض بشدة العمليات الارهابية ، وترفض الطائفية والتعصب والتشدد ، وترفض تدخل الاجانب في شؤون العراق ، وتقول انها هي نفسها ضحية للارهاب والجريمة المنظمة ، ولكن هؤلاء الانتحاريون القادمون من دول المنطقة من يغسل ادمغتهم ومن يدربهم ويجهزهم ويرسلهم ويمولهم ؟ المحققون لديهم الخبر اليقين لكن الكلام ممنوع حفاظا على سرية التحقيق ! سيحرقون بيوتنا ويبيدون ابناءنا ويجعلون الديار بلاقع ولا احد يعرف الحقيقة والصمت مستمر حفاظا على سرية التحقيق ! العراق كله فداء لسرية التحقيق ، يعيش التحقيق .
https://telegram.me/buratha
