المقالات

(تبادل الادوار .. والحقوق)


السيد محمد الموسوي مسؤول منظمة بدر النجف

لقد حطم العراق الرقم القياسي الدولي في تاخير تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية التي جرت في مارس مطلع هذا العام ، سبعة أشهر ولا يزال الحديث عن تشكيل الحكومة وكانه في بداياته ، وكلما اعتقد العراقيون ان اوان انفراج الازمة قد اقترب عادت الى السطح خلافات اخرى جديدة ، ان قرار المحكمة الاتحادية القاضي بالغاء الجلسة المفتوحة وتوجيه الدعوة بعقد جلسة رسمية للبرلمان للبدء فعليا بمناقشات تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب قد غيرت بالفعل من مسار حوارات الفرقاء حيث اصبحت الجدية ومغالبة الزمن المتبقي امرا واقعا ، وليس الحديث هنا عن غالب ومغلوب ورابح وخاسر في الصفقة السياسية المقبلة اذا كان المعيار هو مصلحة الشعب والوطن فمن كان في الحكومة او خارجها هو بالتاكيد لا يزال في دائرة صنع الحدث السياسي ، ربما يحاول البعض التشديد على فصل مجلس النواب عن الحكومة باعتبار ان عمل الاول تشريعي والثاني تنفيذي الا ان هذا الفصل وبحسب الدستور والنظام النيابي الذي يحكم البلد غير واقعي الا من ناحية التفاصيل فلمجلس النواب حق استجواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمدراء العامين في أي وقت يختاره وللاسباب التي يراها ضرورية وللمجلس النيابي الحق في اقالة الحكومة متى شاء وضمن الضوابط الدستورية دون الرجوع الى اية هياة اخرى ، انجز الشعب العراقي وبنجاح دوره في ترسيخ التجربة الديمقراطية وتامين العملية السياسية : (برلمان انتقالي ، تصويت على الدستور ودورتان نيابيتان) وفي ظروف امنية وسياسية واقتصادية اقل ما يقال عنها انها شديدة القساوة ، وبالفعل كانت ممارسة الجماهير للديمقراطية وفي تلك الظروف الصعبة حديث العالم باسره ومصدر اعجابه ودهشته ، والكرة الأن اصبحت في ملعب ممثلي الشعب الجدد وعليهم وحدهم ان ينهضوا بمسؤولياتهم التي انتخبوا من اجل تحقيقها ، نعم لا يختلف نائب عن نائب في حجم المسؤولية وليس هناك فرق في الامانة بين من يشغل منصبا في الحكومة المقبلة وبين من يبقى في المجلس النيابي وبين من يتحول الى صفوف المعارضة من حيث وان اختلفت السبل في تاديتها ، ولاتزال على طاولة الدولة العراقية ملفات كبيرة وخطيرة لم تنجز بدءً بتثبيت الامن وتحقيق السيادة الكاملة مرورا باعادة بناء البنى التحتية للبلد وصولا الى الخدمات ... الخ ، وجميع تلك المهام ليست مستحيلة ولا محض احلام لا تمت للواقع بصلة المهم هو ان تكون هناك خطوة واحدة بالاتجاه الصحيح فتعقبها خطوات اخرى وصولا الى النهاية ، هذا ما يجب ان يكون عليه الحال وهذه هي الغاية من وجود نظام نيابي وحكومة منتخبة ، ان الاداء الحكومي في الفترة السابقة وقبلها غير مشجع بتفشي الفساد واستشراءه الكبير في جسد الدولة مهدداً كيانها فلابد اذن من مراجعة حقيقية لجميع الادوار الحكومية بل حتى الاداء النيابي من مختلف الكتل البرلمانية وعلى مختلف الصعد ومن الضروري جدا ان تكون هناك اجراءات عملية وجدية من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية لتصحيح المسار وتقويم الاخطاء واستكشاف مواطن الضعف والخلل ، فالاشهر المقبلة ستكون حاسمة ومصيرية لمقياس نجاح التجربة الديمقراطية ومقدار ما يمكن ان تمنحه من امل للمواطن العراقي الذي اصبح شديد القلق والخوف من مستقبل بلد ضيعت ثروته بين تخريب الدخلاء من عصابات التكفير والارهاب وتهريب الفاسدين لملايين الدولارات التي هي حق صرف لابناء الشعب العراقي بصورة عامة ، الفرصة مؤاتية لكنها حاسمة والايام المقبلة ستكشف امام العراقيين الفاصلة الكبيرة بين من يجعل الوطن غايته وهمه وبين من يجعله وسيلة وغنيمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك