المقالات

(تبادل الادوار .. والحقوق)

737 12:48:00 2010-10-31

السيد محمد الموسوي مسؤول منظمة بدر النجف

لقد حطم العراق الرقم القياسي الدولي في تاخير تشكيل الحكومة بعد الانتخابات النيابية التي جرت في مارس مطلع هذا العام ، سبعة أشهر ولا يزال الحديث عن تشكيل الحكومة وكانه في بداياته ، وكلما اعتقد العراقيون ان اوان انفراج الازمة قد اقترب عادت الى السطح خلافات اخرى جديدة ، ان قرار المحكمة الاتحادية القاضي بالغاء الجلسة المفتوحة وتوجيه الدعوة بعقد جلسة رسمية للبرلمان للبدء فعليا بمناقشات تشكيل الحكومة وتوزيع المناصب قد غيرت بالفعل من مسار حوارات الفرقاء حيث اصبحت الجدية ومغالبة الزمن المتبقي امرا واقعا ، وليس الحديث هنا عن غالب ومغلوب ورابح وخاسر في الصفقة السياسية المقبلة اذا كان المعيار هو مصلحة الشعب والوطن فمن كان في الحكومة او خارجها هو بالتاكيد لا يزال في دائرة صنع الحدث السياسي ، ربما يحاول البعض التشديد على فصل مجلس النواب عن الحكومة باعتبار ان عمل الاول تشريعي والثاني تنفيذي الا ان هذا الفصل وبحسب الدستور والنظام النيابي الذي يحكم البلد غير واقعي الا من ناحية التفاصيل فلمجلس النواب حق استجواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء والمدراء العامين في أي وقت يختاره وللاسباب التي يراها ضرورية وللمجلس النيابي الحق في اقالة الحكومة متى شاء وضمن الضوابط الدستورية دون الرجوع الى اية هياة اخرى ، انجز الشعب العراقي وبنجاح دوره في ترسيخ التجربة الديمقراطية وتامين العملية السياسية : (برلمان انتقالي ، تصويت على الدستور ودورتان نيابيتان) وفي ظروف امنية وسياسية واقتصادية اقل ما يقال عنها انها شديدة القساوة ، وبالفعل كانت ممارسة الجماهير للديمقراطية وفي تلك الظروف الصعبة حديث العالم باسره ومصدر اعجابه ودهشته ، والكرة الأن اصبحت في ملعب ممثلي الشعب الجدد وعليهم وحدهم ان ينهضوا بمسؤولياتهم التي انتخبوا من اجل تحقيقها ، نعم لا يختلف نائب عن نائب في حجم المسؤولية وليس هناك فرق في الامانة بين من يشغل منصبا في الحكومة المقبلة وبين من يبقى في المجلس النيابي وبين من يتحول الى صفوف المعارضة من حيث وان اختلفت السبل في تاديتها ، ولاتزال على طاولة الدولة العراقية ملفات كبيرة وخطيرة لم تنجز بدءً بتثبيت الامن وتحقيق السيادة الكاملة مرورا باعادة بناء البنى التحتية للبلد وصولا الى الخدمات ... الخ ، وجميع تلك المهام ليست مستحيلة ولا محض احلام لا تمت للواقع بصلة المهم هو ان تكون هناك خطوة واحدة بالاتجاه الصحيح فتعقبها خطوات اخرى وصولا الى النهاية ، هذا ما يجب ان يكون عليه الحال وهذه هي الغاية من وجود نظام نيابي وحكومة منتخبة ، ان الاداء الحكومي في الفترة السابقة وقبلها غير مشجع بتفشي الفساد واستشراءه الكبير في جسد الدولة مهدداً كيانها فلابد اذن من مراجعة حقيقية لجميع الادوار الحكومية بل حتى الاداء النيابي من مختلف الكتل البرلمانية وعلى مختلف الصعد ومن الضروري جدا ان تكون هناك اجراءات عملية وجدية من قبل السلطتين التشريعية والتنفيذية لتصحيح المسار وتقويم الاخطاء واستكشاف مواطن الضعف والخلل ، فالاشهر المقبلة ستكون حاسمة ومصيرية لمقياس نجاح التجربة الديمقراطية ومقدار ما يمكن ان تمنحه من امل للمواطن العراقي الذي اصبح شديد القلق والخوف من مستقبل بلد ضيعت ثروته بين تخريب الدخلاء من عصابات التكفير والارهاب وتهريب الفاسدين لملايين الدولارات التي هي حق صرف لابناء الشعب العراقي بصورة عامة ، الفرصة مؤاتية لكنها حاسمة والايام المقبلة ستكشف امام العراقيين الفاصلة الكبيرة بين من يجعل الوطن غايته وهمه وبين من يجعله وسيلة وغنيمة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك