محمد التميمي
سمعت شيئا اثار انتباهي وانا اتابع المقابلة التلفزيونية التي اجرتها قناة السومرية الفضائية مع دولة رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي، وهذا الشيء هو قول المالكي بأن حكومته كاملة الصلاحيات وتمارس عملها بشكل طبيعي وبالكامل الى ان تتشكل الحكومة الجديدة!.وتذكرت كلاما للسيد المالكي نفسه قبل حوالي شهرين في مقابلة تلفزيونية ايضا اجرتها معه قناة العراقية الفضائية، في اطار رده على الاتهامات الموجهة اليه بتجاوز صلاحياته الدستورية، لم يذكر فيه ان حكومته كاملة الصلاحيات، وانما قال ان حكومته لها الصلاحية بالقيام بكل مهامها ووظائفها المنصوص عليها في الدستور الا ابرام الاتفاقيات والمعاهدات وتعيين كبار المسؤولين في الدولة لان ذلك يحتاج الى موافقة مجلس النواب بأعتباره السلطة التشريعية في البلاد.فرق كبير بين الكلام الاول قبل شهرين والكلام الثاني قبل عدة ايام، واذا احتكمنا الى الواقع سنجد استغلالا كبيرا واختزالا للدولة والسلطة في مرحلة غياب السلطة التنفيذية وفق الدستور من اجل مكاسب خاصة.وعندما ذهب السيد المالكي مؤخرا في جولة شملت عدة دول اقليمية فأنه ابرم اتفاقيات بأسم العراق مع تركيا وسوريا والاردن، علما انه هو بنفسه كان قد قال ان حكومته لاتتمتع دستوريا بحق ابرام المعاهدات والاتفاقيات.والسيد المالكي بنفسه قرر ان يعيد المياه الى مجاريها مع سوريا وهذا امر حسن وجيد ولكن من حقنا ان نسأل .. لماذا تأزمت الامور معها قبل اكثر من عام، وماذا تغير حتى نعيد المياه الى مجاريها، الا اللهم التنافس السياسي الحاد على منصب رئاسة الوزراء والحاجة الى الدعم الخارجي لترجيح الكفة.الفرق بين السيد المالكي والاخرين ، انه غير مستعجل على تشكيل الحكومة الجديدة ولايهمه حتى وان لم تتشكل بعد عام مادام موجودا في قمة السلطة، بينما الاخرين يريدون ان تذبح الامور على قبلة كما يقولون، وتنتهي حالة الضياع والتشتت هذه .والفرق بدون شك كبير جدا جدا..
https://telegram.me/buratha