المقالات

تشجير


حسن الهاشمي

الأخضر كان ولا يزال اللون المحبب لدى الأمم والشعوب المذواقة، وهو رمز النمو والطبيعة والأمل والحياة والخصوبة والنبل، ولا يزال بعض السادة من آل الرسول يضعون شارات خضراء على أجسامهم علامة الشرف، حيث إن اللون الأخضر هو رمز للسلالة الطاهرة من آل الرسول، وهو اللون الذي يرمز إلى الإسلام، وهو اللون المُحبَّب في الطبيعة وقد توارثت بعض الأمم والشعوب الإحتفاء بطبيعة فصل الربيع كالفرس والأكراد والأفغان في (عيد نوروز) والعرب في (عيد الشجرة). وللأخضر ميزة لا تجدها في بقيه الألوان وهي انه يتوافق مع اغلب الألوان ولا يتنافر معها، ويعتبر أفضل الألوان الشافية حيث يستخدم لإحداث التوازن في الجسم، بل إن تجدد الطبيعة ونمو النباتات الخضراء يجسدان صورة قوية مستخدمة من قبل كافة المجتمعات الإنسانية، فالأخضر هو رمز للسلام والحرية، وله وجود في العديد من أعلام الدول، ويعتقد أن له تأثيرا مهدئا، ولهذا يستخدم في المستشفيات وغرف الأطفال، وثمة اعتقاد بأن اللون الأخضر يساعد على التأمل ويوحي بالهدوء، ولهذا فغالبا ما يستخدم في المكتبات والمدارس، وكيف لا والنفس تبتهج بخضرة ونضارة الربيع بما تحمل من نسائم الهواء العليل والمناظر الجلابة التي تجلب للإنسان موجبات الدعة والراحة والصحة والاسترخاء.ونحن عندما نؤكد بضرورة تخضير المدن فهو ليس ضربا من الخيال بل ممتدا في جذور ثقافتنا وحضارتنا التي كانت تطلق عليها منذ القدم ببلاد الرافدين وبلاد السواد لكثرة الخضرة الداكنة والمتراكمة التي تترائى للناظر من بعيد بالسواد، وتشجير المدن وتجميلها والاعتناء بنظافتها ووداعتها وألقها يصب في هذا المضمار بما لها من مقومات حضارية واجتماعية وطبيعية وتراثية، وأبسط حقوقها وحقوق أهلها وزائريها وسائحيها أنها تظهر بالمظهر الجميل الذي يبهر الناظرين، ولاسيما إن مقومات الخضرة متوفرة فيها بما تحمل من أرض خصبة ومياه وفيرة، ولكننا بحاجة إلى همة وتصميم وجرأة وإقدام. فالتشجير وكما قلنا وبما له من الأثر النفسي الجميل على المواطن والزائر والسائح لبلاد الرافدين، ظاهرة حضارية وهي بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لإحيائها، البلدية تبدأ بالجزرات الوسطية وأرصفة الشوارع الرئيسية والفرعية وإنشاء الحدائق والمتنزهات في الأحياء الشعبية والأماكن الترفيهية، وصاحب المحل أمام محله وصاحب البيت أمام بيته وصاحب المعمل أمام معمله، الحاصل مشاركة الجهات الرسمية وغير الرسمية في إحياء سنة التشجير ضرورة ملحة لابد منها، فالأرض بحاجة إلى من يمدّ يده إليها فهي معطاءة لمن يحييها والعكس بالعكس، والمدن كلما كانت خضراء كلما أثرت على نضارتها وجماليتها وساكنيها.ولكي نجعل مدننا خضراء وفيها حالة من البهجة والسرور والأناقة نحن بحاجة إلى جهد بقدر ما بحاجة إلى تعاون، وهذا الموضوع يعود بالنفع إلى مدننا ومواطنينا والى جميع الوافدين إليها وهم يشاهدون مدن جميلة نظيفة خضراء تناسب ما لها من حضارة موغلة في القدم تعشعش بين حناياها دمل خضراء تنتظر من يفجرها لتعم البهجة والفرحة وتشمل الجميع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك