المقالات

من المستفيد من استمرار أزمة تشكيل الحكومة العراقية ؟

768 22:24:00 2010-10-23

عماد الاخرس

لقد مضت ثمانية شهور تقريبا على أزمة تشكيل الحكومة العراقية ولازالت تراوح في محلها ولا توجد في الأفق اى إشارات على نهايتها وكأنها وصلت مرحلة الاستعصاء !!وبالطبع هذه ألازمه كشفت الكثير من المستور عن حقيقة ما تخفيه البعض من القوى السياسية الفائزة بالانتخابات الأخيرة من النوايا الحزبية والمذهبية والشخصية بعيدا عن اى معيار وطني وبما أساء بشكل مباشر للعملية الديمقراطية في العراق الجديد حتى وصل التفكير بالبعض بضرورة إحداث انقلاب عسكري للخروج منها ! أما القادة السياسيون فهم مستمرون في صراع المناصب دون وضع اى اعتبار لإطالة أمد الفراغ السياسي ونتائجه السلبية على نفسية المواطن ودرجة استيائه التي وصلت حد الذروة من الديمقراطية الجديدة وتغيير عام 2003 .ويستمر الفراغ السياسي والوزارات العراقية شبه معطله بانتظار تعيين رئيسها القادم .. والوزراء الحاليون يجهلون مصيرهم ويعيش كل منهم بأمل أن يكون الجديد منحدر من نفس الفصيلة التي ينتمي إليها .ويبقى المواطن العراقي هو الضحية يصارع المصير المجهول بين الموت بأحد وسائل الإرهاب المتزايد وانتظار القرارات التي ترتبط باستمرار حياته وملئت أدراج المكاتب من كثرة التأجيل ووعود التصديق .وكاتب هذا المقال حائر ويتساءل مع نفسه .. من الذي له مصلحه في وصول المواطن العراقي إلى هذا الحال ؟ إن الإجابة على هذا السؤال ستساعد في الإجابة على السؤال الوارد في عنوان المقال وتحديد المستفيد من استمرار أزمة تشكيل الحكومة العراقية .وبما إن المواطن العربي يتابع بحرص شديد الأزمات السياسية المستمرة والتردي الكبير في سوء حال أخيه العراقي منذ عام التغيير وليومنا هذا .. لذا أصبح يعيش في هاجس الخوف من الديمقراطية الجديدة في العراق واليقين بان رفضها والبقاء على حكامه وعدم التفكير بإحداث اى تغيير أفضل له من مواجهة نفس معاناة المواطن العراقي .وبالاعتماد على التفسير أعلاه يمكن الإجابة على السؤال الوارد في عنوان المقال بالقول .. إن الحكام العرب قادة الأنظمة الجمهورية الوراثية والملوك والأمراء هم المستفيدون من استمرار هذه الأزمات وآخرها التي لم تنتهي بعد لما في ذلك من إحباط نفسي لمواطنيهم من أي تغيير والذي يعنى تعزيز لمواقعهم في البقاء بالسلطة أطول مده ممكنه .لقد لعب الحكام العرب دورا كبيرا في محاولة إفشال التجربة الديمقراطية العراقية وعدم امتدادها إلى بلدانهم بإتباع كل الأساليب التي تلحق الأذى بالمواطن العراقي وأهمها .. أولا .. اللعب على الورقة الامنيه ودفع الآلاف من شبابهم لتنفيذ أعمال إرهابية انتحارية بمساعدة مرتزقة من الداخل ضمن مخططات مدروسة بدءاً من إثارة وتعزيز الفتنه الطائفية أو الدينية أو العرقية وصولا إلى القتل العشوائي وبدون تمييز .. ثانيا .. و بعد أن سقطت كل الأوراق في أولا وتم الكشف عن حقيقتها و بناء القوات الامنيه العراقية جيدا بدءا اللعب على الورقة الجديدة والتدخل في صراع الكتل والأحزاب ومحاولة خلق حالة من التباعد بينها بأي صيغه لاستمرار استعصاء تشكيل الحكومة . وأرجو أن لا يخدعوك عزيزي القارئ بالتصريحات الكاذبة التي يطلقها اغلبهم بالسعي للتقارب بين المتصارعين السياسيين ووقوفهم على مسافة متساوية من الجميع !!ولابد من التنبيه بان البعض من القوى السياسية المتصارعة لها دور سلبي في استمرار هذه الأزمة ومن الممكن أن يكون ذلك بالتنسيق مع الحكام العرب وهذا ما يؤكده واقع الحال الذي يبين زيادة حالة الاستعصاء مع زيادة المشاورات واللقاءات معهم !أخيرا أقولها .. إن المستفيد الأول من تعقيد أزمة تشكيل الحكومة العراقية هم الحكام العرب لما يسببه الفراغ السياسي بالمزيد من الكوارث التي تلحق بالعراق أرضا وشعبا لتكون دروس وعبر للمواطن العربي الذي يُفكر في تغيير حكامه !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك