المقالات

جرف هار ليس له قرار


قاسم العجرش

رفعت الحكومة المنقضية ولايتها شعارا كبيرا داعب مخيلة المحرومين والمنهوبة أرزاقهم وأصول ثروتهم ، فقد قالت أنها حرب ضد الفساد المالي والإداري الذي نخر جسم الدولة العراقية وضيع الأموال والطاقات وفرص البناء، ومع أن الحديث عن الفساد ومقارعته يجر الى القول بأن الدولة تتوفر على عدد كبير من الأجهزة الرسمية والأطر القانونية والتشريعية التي أنشأت من أجل مقارعة الفساد بكل أشكاله ويمكنها أن تنهض بهذه المهمة على أتم وجه، إلا أن كثرة الأجهزة المعنية بمكافحة الفساد لا يمكن أن تفسر لصالح القضاء على الفساد، كيف؟

نعود هنا إلى ما قاله الآباء الحكماء في أن السفينة تغرق حينما يكثر ملاحيها، إذ أنه عندنا الآن عدد يفوق العد من الأجهزة المعنية بهذا الشأن، هيئة نزاهة، مفتشون عامين، لجنة نزاهة في مجلس النواب، رقابة داخلية، ديوان رقابة مالية، قضاء أداري،أجهزة أمنية، ولكنها جميعا وبلا استثناء لا تعمل بالكفاءة المطلوبة أو المفترضة، ليس بسبب عدم وجود الناس الكفوئين، بل لأن الأكفاء مبعدين عن مواقع المسؤولية فيما يتصدى لتلك المواقع من هم ليسوا بأهل لها، وحتى في مؤسسات مكافحة الفساد ذاتها، فإن المسالة لا تعدو أن تكون إطارا أشبه بديكور ليس إلا..

إن محاربة الفساد تستدعي وجود رجال على قدر المسؤولية لإدارة هذا الملف الذي أكل من جرف العراقيين كثير حتى أحاله إلى جرف هار ليس له قرار، وما لم يول هذا الملف لرجال لا يرتعشون فرقا من هذا المسؤول او ذاك، لرجال لا يسيل لعابهم على رزم الدولارات، لرجال لا ينحنون على سيقان البغايا، رجال يضعون العراق في حدقات العيون ويكتنزون فيما بن الشغاف والقلب بعضا من ماء دجلة والفرات فلن نفلح بالقضاء على الفساد...الأشد أيلاما أن تلك الهلمة من الأجهزة ركزت متابعاتها وملاحقاتها على القطط الصغار، فقد ألقي القبض على شرطيين من حماية المنشآت متلبسين بتعاطي الرشوة في دائرة الأحوال المدنية وتركت (العتاوي) يسرحون ويمرحون...سلام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك