بقلم : جاسم الصافي
أن اعرق الحضارات التي بناها الإنسان وأعمقها تأصلا هي تلك التي حكمها القانون ومهما يكن هذا القانون فهو مشترك يكرس لإدارة النظم الاجتماعية في حل النزاعات أو عقد الاتفاقيات ولكي تقوم دولة مركزية وقوية في تلك ألازمان كان لابد أن تكون مصحوبة بقرارات قاطعة وحاسمة أي حكما دكتاتوريا والسبب هو تفاوت الوعي بين الأفراد واستغلاق الإفهام الكبير ارضخ الجميع لحكم الأجدر أو الأقوى أو الأكفاء
ورغم هذا كان الحكم آنذاك يترك مساحات معينة للحريات يمكن للابداع أن يظهر فيها وهو ما أسس لبناء هيكلية الدولة حتى تطورت واعطت اعتبارا للقانون ولمفاهيم المدنية كما اكدته ذلك مسلة حمورابي وشريعة اليونان والفرعنة ، وهنا كانت ولازالت انانية الانسان تتقاطع مع قانون شراكه المواطنة المدنية الذي هو درع الدولة وهيبتها وتكاملها الذي لا ينفي التعارض بقدر ما يعني أن الرؤى المتعارضة لاتتقاطع اما المصلحة العامة ، ولكون هذه المفاهيم معنوية وتأخذ شكلا مطاطي في سياقها العام ، أخذا الإنسان بدهائه يحتال عليها ويؤسس له مساحة من المسايسة لاحتلال روافدها ، انه ما اسموه في القديم بالدهاء كما يؤكد حديث الأمام علي ( ع) حين قال ( لولا التقوى لكنت أدهىالعرب ) هذا الدهاء يدعونه اليوم سياسة وهو لا يأتي ألا باستغلال جهل الجماهير في فهمهم المغلوط ما بين الدولة والسلطة ، الحرية والفوضى ، القهر والعنصرية ، الاشتراكية والقومية ، الدين والسياسة ....وهو خلط قديم حين رفع الدهاء تلك المصاحف ... وتسبب في ايجاد الجدل والصراع الفكري والسياسي وجعل من التطرف وقود للتحاوروهو ما ابرز لنا اليوم رموز سياسية كارتونية أو خرافية كل ما لديها سحر الخطابة المنقوع في ألوان احتياجات الناس ، فهم الد أعداء الحريات وهم أنصار الرجعية والتخلف ، اتخذوا الديمقراطية وسيلة للوصول الى هذه المناصبهم ، مستغلين جهل الناس في معرفة ما لهم وما عليها من واجبات تجاه الدولة وتجاه السلطة وتجاه المجتمع وهذا هو عماد بقائها ، حتى اصبحت السياسة في العراق مثل رقعة شطرنج يديرها أكثر من المتفق عليه في مثل هكذا لعبة أي أكثر من لاعبين وربما نجد منهم من يلعب في صف الأسود كما يلعب في صف الأبيض أي مشارك ومعارض للسلطة أو حاميها وحراميها كما يقول أهلنا ، فما اشطرهم من ممثلين للشعب يحملون المصاحف في أوقات المحن لتشتعل الدنيا ولا تنطفئ .
https://telegram.me/buratha