لطيف الربيعي
قبل عامين من الان تقريبا اطلقت الحكومة العراقية حملتها الوطنيية لمكافحة الرشوة فما كان من هيئة النزاهة هذه الجهة الرقابية الا ان تدعم هذه الحملة باعتبار ان هذا العمل من اولويات الهيئة لذا كان احدى الوسائل المهمة في دعم هذه الحملة هي وسيلة الاستبانة فهي من جهة تقيس حجم الرشوة في مؤسسات الدولة ومن جهة اخرى فهي تساعد الهيئات الرقابية وتلك المؤسسات نفسها على معالجة الخلل لان الاستبانة تتوجه مباشرة الى المراجعين في تلك الدوائر وبالتالي فان نتيجة الاستبيان هي تعبير المراجعين عما شاهدوه ولمسوه بانفسهم في تلك الدوائر او مامروا به من مواقف اثناء مراجعاتهم وليس لموظفي الهيئة الذين يقومون بعملية الاستبانة أي دخل في تحديد نسبة الرشوة وعمليات الفساد ومن ثم فلا داعي ولا مبرر للتشكيك بنتائج الاستبيان لا سيما من الدوائر التي ترتفع فيها نسبة الرشوة لان الهيئة من احدى غاياتها من الاستبانة هو مساعدة وزارات الدولة ووزرائها على تشخيص حالة الخلل ومعالجته لتدارك استفحال هذه الظاهرة الخطيرة ويفترض بالوزير او المسؤول التعاطي بجدية وايجابية مع هذه النتائج التي افرزتها تلك الجهود المبذولة من قبل موظفي هيئة النزاهة لا ان ينكرها ويفتح النار على الجهة التي اشرت له مكامن الخلل ونسبة تعاطي الرشوة في وزارته كما فعل السيد رياض غريب وزير البلديات والاشغال عندما تهجم على هيئة النزاهة واعتبرها تحتاج الى نزاهة . فما هي النزاهة في مفهوم السيد الوزير ؟ هل يريد ان تلغي هيئة النزاهة نتائج الاستبيان الخاص بوزارته واستبداله باخر يتوافق مع رغبته وهل من الحكمة ان يصرح بهكذا تصرح يسيء له ولوزارته قبل ان يسيء للاخرين ولا اعرف كيف سمح لنفسه ان يتجاوز على اعلى جهة رقابية مهمتها محاربة الفساد وهو جزء من حكومة هي التي اطلقت تلك الحملة على الفساد وهل يعلم السيد الوزير ان نتائج الاستبيان نتائج علمية ولا تقبل الشك ولو كان متابع جيد لايقن بان نسبة تعاطي الرشوة والفساد في وزارته قد انخفضت عما كانت عليه في السابق ولكنها برغم ذلك تبقى هي الاعلى مقارنة بنسب النتائج مع الوزارات الاخرى والتي تعاطت بايجابية مع تلك النتائج . وهل يعي السيد الوزير بان تصريحه هذا سيعطي رسالة للمفسدين في وزارته بان هنالك من يدافع عنهم ويحميهم مما يؤثر سلبا على اداء تلك الوزارة ولم يتوقف الامر عند الوزير فحسب بل تعدى ذلك الى المفتش العام في وزارته السيد ( يلماز ) بحيث هو الاخر قد انكر نتيجة الاستبيان وشكك بها وهذه هي الطامة الكبرى ولا نعلم ماهي مهمة المفتش العام هل هو يعمل تحت امرة الوزير ويأتمر بأمره ويردد مايقول كالببغاء ام ان مهمته رقابية ومسؤولة ايضا عن قضايا الفساد وكيف يعتبر نفسه جزء من هذه المنظومة الرصينة وهو يجانب الحقيقة ويجامل على حساب الحق . واين هي الشجاعة الاخلاقية ياسيد ( يلماز ) التي يفترض ان يتحلى بها من يؤتمن على قضايا مهمة وحساسة والبلد بامس الحاجة لمن يعمل بامانة واخلاص لا ان يغلب مصلحته الشخصية على ماتقتضيه المصلحة العامة . هذا وارجو ان لايفهم من كلامي هذا باني ادافع عن هيئة النزاهة او قد يخيل لمن يقرأ هذا المقال باني احد منتسبيها . على العكس فانا اعلم بان منتسبي هذه الهيئة هم بشر مثلنا ومعرضون للخطأ كغيرهم وليسوا بمعصومين ولا هم من كوكب اخر واتذكر قبل فترة هم من القوا القبض على احد محققيهم وهو متلبس بالرشوة وهو في طريقه لنيل جزاءه العادل ولم يتستروا عليه كما يفعل غيرهم . وان الحالات الفردية لا يمكن ان تعمم على اداء جهة رقابية باكملها ولا يمكن لمنصف ان ينكر الجهود التي بذلها افراد هذه الجهة الرقابية والتي ادت الى انخفاض نسبة تعاطي الرشوة في مؤوسسات الدولة ولا اقول القضاء عليها تماما .
لطيف الربيعي
https://telegram.me/buratha