المقالات

هذا هو العراق الجديد

638 12:55:00 2010-10-18

خيرالله علال الموسوي

عشنا ردحا من الزمن تحت قبضة الدبابة والبيان رقم واحد وكان يسوق لنا المحافظ وكل المسؤولين من قبل الحكومة المركزية- فهي صاحبت القرار- من مناطق اخرى فيهم الصالح والطالح ولم ياتي محافظ  لنا من ابناء المحافظة! حتى عام (2003) حيث تغير كل شيئ سقط الصنم واقزامه الاخرى معه .وربما يعتقد السذج من الناس ان المحتل هو الذي اسقط الصنم والذي يقول ذلك لايعرف الواقع العراقي  وانما يحكم بالظواهر.لقد سقط الصنم بتضحيات الشهداء وعلى راسهم الشهيدين الصدرين وتلامذتهما وتضحيات آل الحكيم الذين اعطوا ما اعطوا من الشهداء .هذه الدماء الزكية هي التي جعلت من الصنم اجوفا فارغا عندها جاء المحتل فهزه فهوى معلنا سقوطه الى الابد.جاء المحتل ومعه مخططات لايعلمها الا الله وحده وبعض من لاتنطلي عليهم الحيل والحوزة . ممن لاتنطلي عليهم الحيل الماكرة.لقد قسمت المرجعية المراحل بينها بشكل غير معلن - لان العقول النيرة لها حوار صامت - الى مرحلتين:-

المرحلة الاولى :- مرحلة صدام تلك المرحلة التي كانت من نصيب السيد الصدر الثاني (رض) الذي وقف بوجهالطاغوت وسحب البساط من تحت قدميه حتى ان احد المحللين قال :-(اصبحنا لانعرف ايهما الحاكمفي العراق( السيد الصدر) ام صدام كان الشعب كل الشعب سنة وشيعة تطيع اوامر السيد(رض) بلحتى النصارى وصوته وصل الى الغجر الذين لم يفكر بهم احد من قبل !.جراء هذه الثورة العملاقة التي اقامها السيد (رض) جعلت الطاغية يفقد صوابه وكان امامه امرين اما يتركالسيد وعندها سوف يسقط تحت قدميه ،او يقتله فان قتله يسبب غليان شعبي سوف يسحقه لامحال وهكذا اقدم على فعلته الجبانة باغتيال السيد (رض) .قتل السيد الصدر الثاني ولكنه عاش حياة حسينية لاموت معها ،عاش كما عاش الحسين (ع)في ضمير الانسانية والحق ،واستشهاده هيأ الارضية المناسبة لدخول المحتل لان الشعب رفض الطاغية برمته .

المرحلة الثانية :- وهي التي مابعد الاحتلال تلك المرحلة التي لها (السيد السيستاني ) الذي لم يقل الا كلمة واحدة فقط ويالها من كلمة أسقطت مخططات المحتل بالكامل طالب بالانتخاباتفاراد المحتل ان يراوغ فلم يستطع واقر الانتخابات مرغما .هذه الانتخابات افرزت رجال اكفاء ومنهم غير ذلك ومن بين هؤلاء الاكفاء الاستاذ(عزيز كاظم علوان )هذا الرجل الذي لم التقي به حينما كان محافظا لذي قار .قال :- لي اخي وهو احد الاعلاميين تذهب لوداع الحاج ابو صادق ؟ فاجبته نعم.قال ساتصل به لتحديد موعد معه .اتصل به هاتفيا فقال:- له الحاج ابو صادق انا حاضر في أي وقت شئتم ، ثم اتفقا على الساعة التاسعة مساءا.وصلنا في الساعة التاسعة والربع ،والذي فاجاني لم نجد حماية الا شابا واحدا فقط استقبلنا بترحابواشار لنا الى دار الضيافة ،ونحن في طريقنا الى دار الضيافة قلت في نفسي كم سنبقى في انتظار المحافظ؟واذا به يستقبلنا معاتبا لنا بروح طيبة لقد تاخرتم ربع ساعة على الموعد!، وكان يرتدي ثوبا ابيض ،وهذا اول لقاءلي به لم ارى عليه تكبر المسؤول بل رايته انسانا بسيطا ومتواضعا يتحدث معك كانه صديق حميم ولا تشعران من يجالسك هو المحافظ!.بدأ يتحدث عن دراسته ومتى تخرج وكيف كان يدرّس الرياضيات اضافة الى اختصاصه الاصليوهو الجغرافية وبعض المواد الدراسية الاخرى لنقص الاساتذة بسبب الحرب وذلك في قضاء الرفاعي بعد ان حصل على الانتداب من الجيش وبعد انتهاء مدة الانتداب التحق بالعسكرية واصبح ضابطا مجندا في صنف المشاة ،ومن ثم التحق بالمجلس الاعلى واخذيتحدث عن مسيرته الجهادية وكيف حصل على شهادات تقديرية من السيد (فضل الله) وغيره من رموز الجهاد .قال :- كنت اعيش في مناطق لايسكنها الذئب في اهوار الناصرية والاعمارة والبصرة وجاهدنافي الزورة وغيرها من المناطق التي تسمح لنا بالجهاد وكنا مستميتين في ذلك ثم انتقلنا الىالديوانية وكنا نخترق الاجهزة الامنية ونذهب لزيارة العتبات المقدسة ،ثم انتقلنا الى شمال الوطن ،وكانت بيئة الشمال غريبة اوجديدة علينا قاتلنا الى جانب (فخامة الرئيس جلال الطلباني )سنوات عدة لم نكل ولن نمل من الجهاد ابدا حتى سقوط النظام. وبعد السقوط حصلت على ملفات ضخمة من مديريات الامن خاصة بي وعلى تقارير لاتعد ولا تحصىمن اناس اعرفهم جيدا فلم افكر ان امسهم باذا ابدا.ثم انتقل بالحديث عن حبه للناصرية وكان يتحدث بعاطفة منقطعة النظير فلم ارى مسؤول يحب مدينته مثله .قال :- انني احب مدينتي الحبيبة الناصرية منذ مرحلة الجهاد ،وبعد ان من الله علينا بالمسؤوليةاخذت اعبر عن عشقي لمدينتي الحبيبة بشتى الوسائل .كنت اصارع الوزارات من اجل الحصول على مبالغ انفقها لخدمة المدينة لعلمي ان محافظة ذي قارمظلومة وتحتاج الى الكثير من الرعاية والاهتمام ،لقد كانت الميزانيات السابقة التي تاتي الىالمحافظة خاوية لاتلبي طموحنا ،وفي منتصف عام(2007) جاءت ميزانية جيدة استطعنا من خلالها شنحملة اعمار وبناء في المحافظة،ثم ابتسم قائلا :- ان اكثر الناس حبا لي هم شريحة السواق .قلت :-لماذا السواق دون غيرهم ؟قال :- كانت الشوارع مملوءة بالتخسفات فكان السائق يقول (هاي الطسه مايشوفه المحافظ)قاطعته قائلا :- هل يصل الى مسامعك هذا الكلام ؟قال :-نعم كل الكلام يصل الى مسامعي ،واكمل حديثه اما اليوم فقد حرصت على ان تكونالشوارع كونكريت مسلح ومن ثم تبليط مما يجعلها تدوم اكثر من ثلاثين سنة لهذا السبب يحبونني السواق لانني عمرت لهم الشوارع والشوارع لها تماس مباشر في حياتهم .واخذ يتحدث عن الاعمار والبناء وذكر المناطق التي كانت بامس الحاجة للعمل فيها ،ثم سالني اين تسكن ؟قلت:- في حي الشهداءقال :-هل وصل لها الاعمار ؟قلت :-لا ولكن هذه الحملة الواسعة والعنيفة من الاعمار التي شملت جميع مرافق المحافظة تجعلني مطمأنااننا سوف يصل لنا الدور في القريب العاجل .قال :- أتمنى ان يستمر الاعمار والبناء في المحافظة لان هذه المحافظة المظلومة تحتاج المزيد من الاهتمام ،ثم قال كلمة لايصدقها الا المقربين منه ممن عرفوا اخلاقه وكرمه :- انني اقول للمقربين لي(ما جاء محافظ مثلي وربما لاياتي احدا مثلي ) فيقولون لماذ؟قلت هل جاء محافظ يتبرع براته للفقراء قالوا لا ، قلت والذي ياتي من بعدي ربما يتبرع براتبه وربما لا ايضا اما انا فقد فعلتها وتبرعت براتي للفقراء والمعوزين.قلت له عندي ثلاث نقاط :-اولا:-انك تنظر للامور من الزاوية الصحيحة ولم تكن ممن يعبدون الكرسي .قال :-انا مجاهد يوم هنا ويوم هناك فان الكرسي لم يكن في قاموسي الا في حدود الخدمة من خلال المسؤولية .ثانيا :-ان الناصرية هي ايضا تحبك والدليل انك الاول في الاصوات .قال :-نعم ولكن كنت اكثر فخرا لوحصلت على اربعين الف صوت اوثلاثين الف مثلا.ثالثا:- ان الذين يختلفون معك لايستطيعون ان ينكروا حملة الاعمار والبناء التي قمت بها في المحافظةانا انقل لك انطباع الشارع عنك وانا لست موظفا في ديوان المحافظة.تطرق بعدها الى الهجمة الشرسة التي يتعرض لها المجلس الاعلى قائلا:-ان المجلس الاعلى يتعرض لهجمة شرسة جدا من اقرب المتحالفين معنا سياسيا ،مثلا ان المجلس الاعلى يقول ان الذين سقطوا في الحرب العراقية ليسوا شهداء ويجب ان تقطع رواتبهم وهذا الكلام عار عن الصحة ان المجلس جزءا من البرلمان وليس كل البرلمان وهو جزءا من الحكومة وليس كلها وهؤلاءرواتبهم التي يتقاضونها مستندة الى قانون ولايمكن ان تلغى الا بقانون والقانون لا يسنه المجلس الاعلىانما الذي يسنه مجلس النواب ولا اعتقد ان احدا يسمح لنفسه ان يفكر مجرد التفكير بقطع رواتب شريحة واسعةمتظررة مثل هؤلاء الناس نحن جئنا لخدمة الناس ليس لقطع ارزاقهم ،ولكن عتبي على البعض كيفيصدقون هذه الاقاويل !ثم قال انا الان بعد خروجي من المسؤولية مرتاح جدا لقد اصبحت انام في الليل واتلو القرآن وارى اطفاليان هذه النعمة كنت محروما منها طوال مسؤوليتي كمحافظ وأتمنى للمحافظ الجديد كل الموفقية فانه رجل طيبجدا واخذ يذكر محاسنه ومميزاته.اصبح الوقت متاخرا شكرته على هذا القاء وانصرفنا فشيعنا بكل تواضع وقلت له اتمنى ان اراك في موقع ارفع ان شاء الله .لقد كان هذا الرجل لديه القدرة على معرفة الناس على حقيقتهم وهذه الميزة لايتمتع بها الا العرفانيين .اننا نكتب عن هذا الرجل بعد مغادرته المسؤولية وانني ممن لم يتقرب الى السلطان مهما كان منصبه كبيرا اوصغيراانما حبي لهذا الرجل واحترامي له نابع من حبي الى مدينتي التي خدمها خدمة لا توصف وعلينا جميعا ان نتحررمن التعميم سلبا او ايحابا لانه يجعلنا نفقد امكانيات نحن بامس الحاجة اليها ونبتعد عن سياسة التسقيط لانها غير نافعة ,فا نا قد اختلف او اتفق مع المجلس الاعلى فهذا شاني ولكن هذا لايمنعني ان لا اشير بكل احترام لبعض رموزهومنهم الشخصية الكبيرة والتي حقيقة نحن بامس الحاجة الى فكره النير هو فخامة (الدكتور عادل عبد المهدي)هذا الرجل الاقتصادي الكبير .

ان الانتخابات قد تخللها بعض من لايستحق ولكن المهم ان الشعب قادر على تغيره اما من كان همه خدمة البلد فهذا مما يعد نعمة من نعم الله وهذا الرجل نتمنى له ولغيره من المخلصين كل التوفيق . والجميل في الوضع السياسي الحالي هو انت تختار من يخدمك هذه النعمة كنا محرومين منها في السابق ,وهذه تعد من اهم النعم التي يجب ان تستغل بشكل صحيح ,وهذا الامر الجديد في العراق يجعل العراق يصل الى مصافي الدول المتقدمة لان هذه التجربة لا توجد في المنطقة الا في ايران وتركيا اما الدول الاخري فهي مازالت ترزح تحت قبضة القائد الضرورة .ان هذه النعمة تجعل القوة بيد الشعب وليس الحاكم مما تجعل الحاكم لايخرج عن ارادة الشعب وان هذه التجربة الجديدة اليوم لم تكن واضحة لاننا حديثوا عهد بها ولكنها سوف تتضح يوما بعد يوم ان شاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك