بقلم..رضا السيد
العراق بلد السواد كما كان يطلق عليه في سالف العصور كونه يتمتع بأرض خصبة تستقبل جميع أنواع المزروعات ، فكانت تغطيه الخضرة من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه بالإضافة إلى أن العراق يتمتع بامتيازات أخرى مهمة مثل الثروات الكثيرة الموجودة في أرضه ، وكذلك موقعه الاستراتيجي المهم . فعلى كل حال إن الزراعة بالعراق تدهورت كثيرا في الأعوام القليلة الماضية والأسباب كثيرة لا يمكننا أن نجملها والخوض بها في هذه العجالة كما أنها معروفة لدى اغلب أبناء الشعب العراقي ..؟ وفي مقابل هذا التراجع في الزراعة بالعراق نشطت أنواع أخرى من الزراعة والتي أهمها زراعة ( الخوف ) في قلوب العراقيين من عدة أمور وعلى راس تلك الأمور هو الخوف من عودة تراث النظام البائد وقيادة الحزب الواحد للعراق وعودة مفهوم القائد الأوحد التي عانى منها العراقيون عشرات السنين وهم يحلمون بعراق حر ديمقراطي يحكمه أهله جميعا ليس هناك مكان لإقصاء مكون أو تهميش طائفة بل الكل شركاء في صنع العراق الجديد . كما إن زراعة الخوف شملت مفهوما تحرر منه العراقيون بعد أن ذاقوا بسببه الويلات والظلامات إلا وهو مفهوم الدكتاتورية التي بدا شبحها يلوح في الأفق العراقي . إن العراق اليوم بأمس الحاجة إلى من يبعث روح الأمل والاطمئنان في نفوس أبناءه وليس من يعيد إلى ذاكرتهم المشوشة المفاهيم المغلوطة والخاطئة ، فالشعب العراقي بات يعي تماما ما يدور حوله من مؤامرات دنيئة سواء من داخل العراق أو خارجه تدبر للنيل من أمنه وسيادته وبشتى الوسائل ..! لذا لابد من الانتباه جيدا إلى ما يحدث حتى لا يعود البعث الصدامي من جديد وبحلة جديدة .
https://telegram.me/buratha