احمد عبد الكريم الخطيب
لااستطيع ان امنع نفسي من سؤال طالما راودني كثيرا وهو خلال فترة حكومة حزب ما في السلطة,لماذا تضعف الدولة ويقوى الحزب الحاكم؟ لماذا يزداد العراقيون فقرا, وتصبح الطبقة الحاكمة من الحزب الحاكم من اصحاب الثروات؟,كيف يتم توفير الكهرباء والماء وكل الخدمات للمنطقة الخضراء ولانجد ذلك في مكان اخر؟خلال حكم الاستبداد الصدامي كان هذا جائز لان النظام السابق ليس لديه دين ليحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله,ولايوجد لديه ضمير ليحكم افعاله قبل الاتيان بها,وليس له عقل ليميز بأن هذا الذي يفعله هو ظلم وباطل, بل يصرون على الظلم والطغيان,(يمدهم في طغيانهم يعمهون),وصدام خير شاهد على هذا العدل الالهي حيث قضت عليه الولايات المتحدة التي كانت تدعمه اساسا بكل المجالات ضد ايران وضد الشعب العراقي على حد سواء.والتاريخ لاينسى لانه مقتبس من ذاكرة الشعوب,والشعوب هي التي تعاني وتدفع الثمن,واليوم شعبنا سوف لن ينسى أن الذين أختزلوا حقه في تقرير المصير سيدفعون الثمن,فبعد أن خرج الشعب العراقي ليقيم العرس البنفسجي وسط التهديدات بالقتل,تاركا خلفه أصوات رصاص القتلة من مناهضي حقه في الحياة والعيش الكريم,بزفة شهداء الامس واليوم لتمتزج دمائهم مع تراب هذا الوطن وكأنها طينة يجب أن يعاد سقيها بالدماء والظلم والحرمان لكي تعطي زرعا, ببذرة الديمقراطية التي خرجوا أصلا في العرس الانتخابي من أجلها,ثم بعد ذلك يتوقف دورهم بوضع ورقة الانتخاب في صندوق الاقتراع,ويحبس هذا الحق في ذلك الصندوق منذ ذلك اليوم.
كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟ لان تكون ملكا لحزب بحجة (لانعطيها)! أو أن تكون منوطة بشخص واحد ليصعد على أكتاف شركائه من أجل الوصول الى الهدف ثم تقويضهم وعزلهم والتنكيل بهم في الاعلام عن طريق بث الاكاذيب والتهم,ليكون الشخص الاوحد القادر على ادارة العراق بصورة فردية بحجة ان العراق يحتاج الى شخصية قوية.التاريخ سوف لن ينسى من الذي فرق التحالف ولا لأي سبب قد فرقه,ولن ينسى من الذي قطع العهود ولم يوفيها, ومن يعمل على عزل شركاء العملية السياسية بهذه الطريقة التامرية, وببث الفرقة بين المكونات واطلاق الشائعات على خصومه, أي باضعاف الاخرين تزبد قوتنا, أهذا هو مفهوم الشراكة الوطنية فاذا كان السبب من أجل ان تكون نواة لدولة يحكمها القانون,فالجميع جنود عند السيد المالكي,ولكن حين يحارب المليشيات والمقصود بهم جيش المهدي ثم من اجل تشكيل الحكومة يجب اخراجهم من السجون!!,فاين هو الحق من الباطل؟ هذا لعب بالكلمات وعدم احترام لعقول الناس, ثم ماذا يعني الموافقة على الشروط الكوردية,اليس هناك برلمان يوافق او يرفض هذه القرارات,هل اصبحت محصورة بدولة القانون,ثم فرضا انه تم الموافقة عليها الان,وبموافقة خطية,ثم لم تحضي بالتصويت الايجابي في البرلمان,ماذا نعمل؟هل هي ورقة (طابو)؟الشئ الثابت لغاية الان هو الدستور و تطبيق الدستور,كذلك اسال سؤال لخبير قانوني,ماتم توقيعه خلال حكومة تصريف الاعمال من اتفاقيات وابرامه من عقود,هل هو ملزم للعراق من قبل الحكومة المقبلة؟ هل نبقى ندفع ثمن الحكومات السابقة واخطاءها وفشلها؟ أي مستقبل يريده الاباء والامهات لابناءهم؟
ثم كيف للكتل والتحالفات ان تصدق كلام الاخوة في دولة القانون عن حكومة شراكة وطنية,اين هي هذه الشراكة اليوم؟ لماذا ننتظر ليوم غد او الاسبوع المقبل او الشهر القادم لتطبيقها؟,وها نحن قد ضربنا الرقم القياسي في المدة بدون تشكيل حكومة,فكم من طفل نام وهو جائع خلال هذه الفترة؟ وكم من ارملة معدمة وشيخ ضعيف وعامل لاهث خلف لقمته قد افطروا على الماء الشحيح والملوث؟ او تسحروا بكهرباء ولو ساعة واحدة خلال هذا الصيف اللاهب, لاهب بدرجات حرارنه العالية,ولاهب بقهر واحباط فقراءه ومستضعفي ابناءه الذين سيسألون أنفسهم ألف سؤال قبل الأنتخابات القادمة؟ فمن يدفع ثمن هذا التاخير؟ هل نقول لكل هؤلاء لان الكرسي لانعطيه؟
اين هذا الفخر بتحسن الوضع الامني الذي طبلت به دولة القانون خلال فترة الانتخابات لتصم به اذان المستضعفين من الناس,فعندما اذهب من مطار بغداد الى المسرح الوطني فيجب تجاوز اكثر من عشر سيطرات من جيش وشرطة بالرغم من ذلك فان التفجيرات مستمرة! وعندما اذهب لشمال العراق هناك سيطرة واحدة وبعدها تدخل حدود الاقليم,وليس هناك تفجيرات,فلو كان المقصود من تحسن الوضع الامني بعدد السيطرات الغير رادعة,فهذا كلام صحيح فهناك المئات منها,وهي تخنق شوارع العاصمة حيث تقوم بابطاء السير وتاخيرالمواطنين,اما اذا كان المقصود من تحسن الوضع الامني هو المنطقة الخضراء وحدودها,فهذا ايضا صحيح اذ ان الحكومة ومجلس الوزراء والسفارة الامريكية تحت حماية ممتازة وولائها للقائد العام للقوات المسلحة,تمنياتي كمواطن ان ينقل السيد المالكي مقر رئاسة الوزراء لمدينة الصدر لكي يشعر ساكني المنطقة انهم عراقيون وان لهم قليل من الكرامة الانسانية التي مكن الله بني ادم من المخلوقات في الارض,ولكي نشعر جميعا بشعور قرأناه في الصحف الاجنبية او من الذين لديهم بعض الامكانيات المادية ليقوموا بسفرة ولو للاردن ليشاهدا بان هذا الشئ موجود حقا اسمه المواطنة واحترام المواطن وحقوق المواطن.فرج الله عن شعب العراق المستضعف
https://telegram.me/buratha