المقالات

ما الذي ينتظره المالكي لتشكيل الحكومة القادمة


حيدر عباس

سعت قائمة ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي بكل ما أوتيت من قوة وبأي طريقة من اجل الوصول إلى بوابات تشكيل الحكومة القادمة بإعلان تحالفها مع الكتل الأخرى وتشكيل الأغلبية البرلمانية وليست السياسية كما كان يروج له من قبل قادة القائمة سابقا.وبغض النظر عن تحركاتهم السابقة باتجاه القائمة العراقية والتحالف الكردستاني التي باءت جميعها بالفشل استطاعت هذه القائمة من الاتفاق مع التيار الصدري والنجاح ولو لفترة محددة في تشكيل الكتلة الأكبر التي تخولهم الدخول في مفاوضات مع الكتل الأخرى من اجل تشكيل الحكومة التي استقتلوا من اجلها.

والسيد المالكي وائتلاف دولة القانون لا يعنيهم الإجماع الوطني اونجاح المشروع السياسي العراقي الفتي بقدر سعيهم إلى التمسك بكرسي الحكم أطول مدة ممكنة والوصول الى حالة المنفعة الحزبية القصوى وقد فاتهم وهذه مشكلة كبرى في تشخيصهم للواقع العراقي ان بينهم وبين ما يريدون قوائم أخرى أدمنة رفض خطاب ومرشح دولة القانون بعد ان جربته أربع سنوات عجاف ماضية.

وكان من المتوقع ان تشرع دولة القانون في توزيع الأدوار كما كانوا يريدون بينهم وبين من اعتقدت ان بإمكانها التأثير عليهم بكثرة المنح والعطايا التي يحسن رئيس القائمة توزيعها الى شركائه حتى ولو كانت بعد حين؟ الا ان شيئا من هذا القبيل لم يحدث .فلا البرلمان التئم ولا رئيس الجمهورية دعا ولا القوائم الاخرى تبعثرت وانتثرت وكل ما جرى خلال الأسابيع الماضية هو فرقعة بالون انفجر وتناثر بين رغبة القائمة في التمسك بكرسي الحكم وبين كتل لا تريد ان تكون شاهد زور على مرحلة انتهت بكل فصولها ومن المخجل إعادتها بنسختها المكررة وبين زمن يمضي يسحق بقايا شعب أثقلته آثام دولة لا يحسن قادتها غير التمسك بالمناصب والامتيازات والنياشين.

ولا اعتقد ان المرور على كل مطارات دول العالم المتقدم والمتوسط والمتخلف من اجل إقناعها في القبول بمرشح المرحلة السابقة مع صكوك الغفران لن يكون كافيا للوصول الى قمة رئاسة الحكومة القادمة لان استحقاقاتها تختلف كثيرا عن المرحلة السابقة ولأنه من الصعوبة تجريب المجرب مرة أخرى.

ليس صعبا على الاخرين تشكيل الحكومة وبارقام اكثر بكثير مما جمعته قائمة دولة القانون لكنهم على قناعة تامة ان الزمن يمضي وان الشعب العراقي لا يستحق كل هذه المعانات وان زرع الفرقة والانقسام لا يبني دولة دستورية مستقرة بل يمزقها ويفشل مشروعها ومتبنياتها واستحقاقاتها للمرحلة القادمة..ان تشكيل حكومة وفق مقدمات صحيحة يجعلها قادرة على الوقوف بوجه التحديات واستحقاقات الزمن القادم لن يكون دون مشاركة حقيقية لجميع ابناء الشعب العراقي بعيدا عن الأرقام والتهميش والتمزيق .

لم يحسن المالكي قراءة المرحلة الحالية بصورة جيدة ووقع هذه المرة بخطأ فادح عندما هرول الى إعلان تحالفه دون إقناع او مشاركة المجلس الأعلى وهذا بكل تأكيد ترك رسالة الى الآخرين عن الدوافع والغايات التي تسعى إليها دولة القانون..وقد يكون في طلاق المالكي للتحالفات التاريخية مع المجلس الأعلى بداية النهاية له حتى لو مكنه الآخرين في اعتلاء كرسي الملك ثلاث سنوات قادمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو باقر الكوفي
2010-10-19
هذه هي السنة الخامسة التي يتمتع المالكي وحزبه باعتلاء سدة الحكم وكل هذه المماطلات منهم هي لزيادة بقائهم جاثمين على صدور العراقيين غير آبهين بما يحدث للمواطن والبلد اذ انهما لايعنيان شيئا للدعوه ومهما طال الزمن فلن يستطيع المالكي وحاشيته من اقناع الاخرين ان المرحلة القادمة ستكون مختلفة عن السنين العجاف التي مرت ولو استطاعوا فسيكون على حساب الشعب الذي تمنى ان تولي دولة القانون وحلفائها الى دون رجعه .. وليبكي ايتام صدام والمنتفعين من المالكي على عدم التجديد. وليتركوا هجومهم الظالم على قيادات المجلس
ابو الحسن
2010-10-18
الاخ حيدر عباس موضوعك ممتاز لاكنك نسيت ان تشير الى حقيقه ان المالكي يراهن على عامل الزمن لتفكيك العراقيه سواء بالتهديد او بالوعيد او بالرشاوي كما راهن على عامل الزمن واستطاع ان يجلب التيار لصالحه والقاصي والداني يعلم الثمن الذي دفعه المالكي وجعل لعاب مقتدى يسيل له
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك