المقالات

خمسة اعوام


احمد عبد الرحمن

مرت قبل ايام الذكرى السنوية الخامسة للاستفتاء الشعبي على الدستور، والذي كانت نتيجته تصويت الغالبية العظمى من ابناء الشعب العراقي بــ(نعم).. وقد حملت تلك الـ(نعم) بين طياتها معان ودلالات مهمة، اذ عبرت عن توق العراقيين وتطلعهم الى نظام سياسي ديمقراطي يستند الى الدستور ويحتكم الى القوانين لا الى امزجة واهواء من هم في مركز السلطة والقرار. ويتفق جميع اطراف العملية السياسية العراقية والمساهمين فيها والمؤيدين والداعمين لها ان الدستور يشكل العمود الفقري لها، والاساس والمرتكز الرئيسي لكل مسيرتها.ويتفقون ايضا على ان نجاح العملية السياسية يقترن بالمحافظة على الدستور وصيانته والالتزام به بأعتباره المرجعية القانونية والسياسية التي منها تنبثق القوانين، وعلى ضوئها تدار وتوجه امور البلد، وعبرها تحسم الخلافات والاختلافات، ووفقا لها تتشكل الحكومات وتحدد وتشخص الادوار والمهام والمسؤوليات، بصرف النظر عن اية اعتبارات ومعايير فئوية وحزبية خاصة تتقاطع مع المصالح الوطنية العليا للبلد. ولاشك انه سواء في العراق او في أي بلد ديمقراطي اخر، فأن الالتفاف على الدستور او القفز عليه او انتهاكه تحت اية ذريعة من الذرائع يعني فتح الابواب واسعة للانقلابات والمؤامرات وفقدان الامن والاستقرار والصراعات الداخلية، والتدخلات الخارجية، أي بعبارة اخرى يفضي انتهاك الدستور الى اسوأ الخيارات على الجميع.ان وجود الخلافات والاختلافات بين الكتل السياسية حول تشكيل الحكومة واختيار من يتصدون للمواقع العليا في البلد مثل في الواقع مشكلة كبيرة لانه ادى الى خلق اجواء من الاحباط والتذمر والاستياء واليأس لدى مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية، واضعف العملية السياسية كثيرا. ولاخلاف في ان استمرار تأخر تشكيل الحكومة امر مرفوض وغير مقبول بالمرة، وخصوصا ان اسباب وعوامل التأخير تعود الى تغليب المصالح الفئوية الخاصة على المصالح الوطنية العامة، ولاخلاف ايضا في ان هذا التأخير والجمود قد فتح الابواب للالتفاف على الدستور وانتهاكه عبر تفسيرات انتقائية مختلفة. ان انتهاك الدستور وخرقه يمثل واحدا من ابرز المخاطر التي تهدد سلامة النظام الديمقراطي وتفتح الباب للخيارات والاحتمالات السيئة.قوة الدولة وقوة الحكومة وقوة المجتمع ترتبط بوجود الدستور واكثر من ذلك بأحترام وتقديس ذلك الدستور، والا ماقيمة النظام الديمقراطي اذا لم تكن هناك قيمة للدستور؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك