المقالات

المراجعة والتغيير والتصحيح

574 08:41:00 2010-10-18

ابراهيم احمد الغانمي

التقييم الموضوعي والمحايد لمرحلة الاعوام الاربعة او الخمسة الماضي يقتضينا القول والتأكيد ابتداء ان هناك منجزات ومكاسب تحققت على الاصعدة السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية، في مقابل الكم الكبير من الاخفاقات والتراجعات والانكفاءات في شتى الجوانب والمجالات.والتقييم الموضوعي والمحايد يقتضينا القول والتأكيد ان رئيس الوزراء المنتهية ولايته السيد نوري المالكي بذل جهودا ملموسة لتحسين الواقع الامني والخدمي والحياتي والاقتصادي لابناء الشعب العراقي.معدلات الارهاب انخفظت الى حد كبير، ومخطط الفتنة الطائفية تم وأده واخماده، والمستوى المعيشي لعموم العراقيين شهد تحسنا لابأس به، فضلا عن تحسن علاقات العراق الخارجية مع المحيطين العربي والاقليمي والمجتمع الدولي.ولاشك ان المكاسب والمنجزات المتحققة ماكان لها ان تتحقق لولا وجود ارادة ورغبة وطنية صادقة من مختلف الاطراف السياسية المشاركة في الحكومة، وفي ادارة مجمل شؤون الدولة، بل وحتى اطراف اخرى شاركت في العملية السياسية لكنها غابت لاسباب وظروف معينة عن الحكومة.ولايستطيع ايا كان ان يدعي انه يقف هو وراء ماتحقق من مكاسب ومنجزات ويصادر جهود ومساعي ومساهمات الشركاء الاخرين، سيما وان المرحلة الحرجة التي مر بها العراق خلال عامي 2005 و 2006 تطلبت تعاون وتكاتف وتازر على اقصى المستويات للتغلب على التحديات وافشال المخططات التخريبية الارهابية التي ارادت اعادة العراق ليس الى المربع الاول بل الى ماقبل المربع الاول. لو لم تقف قوى وطنية عديدة الى جانب الحكومة وتؤازرها لما تحققت نجاحات مهمة.ومع ما تحقق فأن مكامن الفشل والاخفاق كانت واضحة الى حد كبير وساهمت عدة عوامل وظروف في ايجادها. منها الصراعات والمنافسات السياسية التي لاتصب في المصلحة الوطنية، والتي كان الهدف منها في وقت من الاوقات اضعاف الحكومة ان لم يكن اسقاطها بالكامل، ومنها محاولات اطراف سياسية معينة الاستئثار بالسلطة وصنع القرار والمواقع والامتيازات المهمة والعمل على اقصاء وتهميش الاخرين. ومنها الفساد الاداري والمالي المستشري بمعدلات مرعبة في مختلف الدوائر والمؤسسات حتى مكاتب كبار مسؤولي الدولة، ومنها تهميش السلطة التشريعية المتملة بمجلس النواب، والتجاوز على الدستور وانتهاكه وخرقه في مواضع عديدة، ومنها تبني سياسات انفعالية وغير مدروسة تجاه بعض الاطراف الخارجية التي تربطها مع العراق مصالح وقواسم مشتركة عديدة، ومنها فسح المجال للعناصر السيئة وذات التأريخ الاجرامي بتبوأ مناصب حساسة مهمة في المؤسسات والاجهزة الامنية والعسكرية والاستخباراتية، ومنها عدم الالتفات الى كثير من الشرائح والفئات الاجتماعية المتضررة بفعل سياسات النظام البائد او بفعل الارهاب، ومنها عدم تحسن الواقع الخدمي في القطاعات الحيوية مثل قطاع الكهرباء والسكن والخدمات البلدية.هذه المسائل التي حصلت فيها الاخفاقات واضحة اليوم لكل الناس، وهي تمثل معايير للتقييم الموضوعي العام من كل الجوانب -بأيجابياته وسلبياته-دون الاساءة الى الشخوص، وهي تؤكد بما لايقبل الشك ولا الجدل ان المرحلة المقبلة تحتاج اول ما تحتاجه الى المراجعة والتغيير والتصحيح، الذي يجب ان يبدأ من البرنامج الحكومي للحكومة المقبلة ويستمر ويتواصل بصورة منظمة وواضحة ومكشوفة ومتفق عليها بين كل الشركاء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك