عادل منكاش
تحاول دولة القانون ان تدخل المجلس الاعلى في تحالفها الجديد وان تحصل منه على موافقة لترشيح المالكي لرئاسة الوزراء لان دولة القانون موقنة انها لن تسطيع ان تلعب دور المجلس الاعلى في يوم من الايام ولن تستطيع ان تثبت شرعيتها الا بوجود المجلس الاعلى فدولة القانون تحاول ان تلعب على حبلين فهي مرة حزب اسلامي واخرى حزب علماني حسب ما يتطلب الظرف وهي مطمئنة بوجود المجلس الاعلى ان الاسلاميين من الشيعة سيكونوا معها مادام المجلس الاعلى معها لذا نجدها في العامين السابقين لعبت على محور العلمانيين والليبرالين واستقفطبتهم لنفسها مع ضمانها للاسلاميين وخاصة الجمهور الشيعي الذي يؤمن بتشيعه كثيرا ومادام المجلس الاعلى مشارك في الحكومة فالشيعة مطمئنون لكن اذا ما خرج المجلس الاعلى وحسب تصريحه بانه لن يشارك في حكومة المالكي سيفقد المالكي الغطاء الشعي والقاعدة الشيعية على السواء كما يعرف جيدا اعضاء دولة القانون انهم لن يستطيعوا التعامل مع باقي اطراف التحالف الوطني المشهورون بعصبيتهم وغلقهم الابواب لاقل حساسية او هاجس او توتر ولعلنا لم ننس خروج الصدريين عن حكومة المالكي السابقة والتي لاتزال الى اليوم تعتمد على اكثر من وزير بالوكالة في الزراعة وفي التجارة وفي الصحة كما ترك حكومة المالكي ايضا بسبب تشنجات العملية التي لم يستطع استيعابها المالكي حزب الفضيلة والتوافق والعراقية ناهيك ان الامر قد توسع هذه المرة فالعصائب والمستقلون والجعفري والجلبي هم اعضاء في البرلمان القادم ما يعني مشاكل اكبر داخلية تعتور الاقطاب الحارة التي لا تجد ذلك الفكر العقلاني الذي يبرد من شظى لهيبها ليستثمره من اجل قيادة الدولة نحو الصالح العام فمن غير المجلس الاعلى يستطيع توئمة هذه المحاور المختلفة في تفكيرها كما ان دولة القانون تعي جيدا وعلى الوضع خارج التحالف ان حكومة لا يشارك فيها المجلس الاعلى حكومة فاشلة لايمكنها العيش اكثر من اشهر قليلة لان ائتلاف الكتل الكردستانية الذي تغاضى عن الكثير من المشاكل الدستورية التي اقترفها المالكي في ما مضى والصلاحيات التي سلبها من رئيس الجمهورية ونائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي كانوا يغضون الطرف عنها لانهم كانوا يحسبون ان الركن الذي تستند عليه الحكومة والعملية السياسية برمتها هي حكومة المجلس الاعلى ولو شكلا لكنها اليوم خرج عن الشكل والمضمون مما يعني ان الازمة ستولد من لا ازمة وان الصراع خاصة مع كل التنازلات التي قدمها المالكي ستجعله البطة العرجاء بل المشلولة لذا نجد ان دولة القانون واعني بدولة القانون ذلك القسم الذي عمل وعرف معنى وجود المجلس الاعلى يصرون على وجوده وعندما اعلن المجلس الاعلى انسحابه لانه موقن ان حكومة المالكي ولدت ميته سريريا وقبل ان تولد فالبعد الفكري والعقلانية في التفكر بالاضافة الى الرصيد المرجعي للمجلس الاعلى يجعله العامل الاصعب في كل المعادلات ، وان لجان التفاوض التي اسسها التحالف تجد نفسها عاجزة عن ان تستميل اي طرف او تقنعه مما جعلها في مأزق تاخير تشكيل الحكومة وهذه هي الخطوة الاولى التي سيتحملها المالكي الذي ظل يتهم المجلس الاعلى بتاخير الحكومة لكن اليوم عرف الشارع ان المؤخر لحد الان هو اصرار المالكي على ان يكون هو او لا نزل القطر ، وان كلمات السيد عمار في الملتقى الاسبوعي الذي صار ملتقى الخيرين الذي توضح فيه كل التفاصيل للمواطن وهو ما تخافه باقي الكتل مما دفعها الى تسميته بسوق عكاظ وهل هناك اجمل من سوق الادب والاخلاق وسوق عكاظ للذين لايعرفون هو سوق الطبقة المثقفة والمؤدبة في الجاهلية فما يضر الملتقى ان يسميه اعداء المجلس بسوق عكاظ الذي يعبر فيه السيد عمار بلغته العربية الجزلة واسلوبه الراقي في الاداء اللغوي عن موقف المجلس الاعلى فهل يوجد حزب عراقي فصل تفصيل السيد وكشف كل المواضيع دون زيف او كذب كالمجلس الاعلى الذي تعود اطلاع الشعب على كل شيء بكل حكمة ومنطقية حار الاخرون في ان يجدوا ما ينفيها او يوازيها من منطقية فيما تعود الاخرون الفاء خطب كاذبة متهافتة كما يفعل نوري المالكي عندما يستثار كما يقال عندنا في اللغة الدارجة ( مثل التنكة )
https://telegram.me/buratha