المقالات

المقابر الجماعية امتداد لعمل النازية والفاشية


وليد المشرفاوي

الذي يقرا تاريخ البشرية يجد فيه أمورا تدعو إلى العجب والتأمل في تناقضاته وتصادماته من حيث المضمون والمحتوى ويجد ذلك واضحا في تاريخ الرسل والأنبياء, ويمكن أن نقول عن رسول الله (ص) انه منقذ البشرية لأنه أنقذها من الضلال إلى النور,وبان وصيه عليا(ع) قائد الغر المحجلين لنفس العلة والأسباب , وعلى آخرين من المصلحين بأنهم محررو الناس من الظلم والاستعباد أو المنيرين الطريق للمظلومين في دياجير الظلام , أنها معاني تشحذ النفوس وتأنس بها أفكار الإنسان التي تدعو إلى الخير والتطلع إلى السعادة والرفاه , وبالمقابل ترى العكس فهناك من يتعلق بالجريمة المنظمة وغير المنظمة والمقترنة دائما بالشر تستهدف وجود الإنسان وكرامته وحريته وسلب سعادته ورفاهه وتقض مضاجعه وتفقد دوره في الحياة كمخلوق أراده الله أن يكون خليفة عنه ومعمرا للأرض وناشرا للنور والبهجة في قلوب الآخرين بعد أن يحولها الظالمون على خلاف الإرادة الإلهية تحديا واستهتارا بقيمة الإنسان التي هي اكبر قيمة في الأرض,ولو طالعنا تاريخ الشعوب والسلاطين والمتحكمين منهم لرأيت مثلا في إيران وفي عهد الشاهات المنقرضين شاه أو ملك باسم (سامل العيون) حيث كان هذا دكتاتورا غشوما سمل عيون عشرين ألف معارض في مدينة كرمان وغيرها وسمي بهذا الاسم واللقب الموحش, وكذلك في روسيا الشيوعية الماركسية كانوا يعذبون المعارضين ويقولون أنهم مجانين لان عقولهم لا تستوعب أفكار الثورة البلشفية , وكانوا يرسلونهم إلى معسكرات العمل في سيبيريا حيث الجليد المتراكم ليموتوا هناك وكان المشرفون على هذا العمل أعضاء من الشيوعيين ويسمون بأصحاب مراكز العمل أو معسكرات التعذيب الجماعي ,وكذلك في ألمانيا النازية كانوا يحرقون معارضيهم في أفران الغاز وكان يطلق عليهم أصحاب أفران الموت الغازية , وكذلك في أواسط أفريقيا حيث كانت مجاميع مع سلطانهم ورئيسهم يصطادون البشر ثم يقدمونهم أكلات شهية مع الخمور فسموا بآكلي البشر,وكذلك المفرقين بين ألوان الناس الأبيض والأسود وكانوا يعاملون السود كطبقة منحطة وحقيرة يباعون ويشترون ويستعملون كالآلات في تشغيل الإقطاعيات الزراعية ومعامل الفحم, وكان يطلق على هؤلاء أصحاب التمييز العنصري , ومعلوم في تاريخنا الشرقي كيف كان يسمى المغول والتتار بأصحاب الدماء فقد كانوا مغرمين بسفك الدماء وقتل الإنسان , وما يجري حاليا وما يقوم به قسم من الوهابيين التكفيريين والبعثيين الصداميين من قتل الناس بالجملة عن طريق السيارات المفخخة والقنابل المتشعبة ويسمون بأصحاب المفخخات التي تحصد البشر بطريقة عمياء لا يفرقون فيها بين العسكري والمدني وبين الأجنبي والمواطن وبين المرأة والرجل وبين الشيخ والطفل , المهم عندهم هو القتل الجماعي والتلذذ بمناظر الموت والتعويق , وهذا المقال يجرنا إلى بيت القصيد وعنوان الحديث (المقابر الجماعية) والسيئة الصيت المنتشرة في العراق من شماله إلى جنوبه بعربه وأكراده وتركمانه وكافة أقلياته ,هذه المقابر التي أقيمت ظلما وعدوانا وتعديا صارخا بحق الإنسان العراقي بلا ذنب إلا لشيئين الأول قول لا اله إلا الله محمد رسول الله , وقول لا للدكتاتورية وحزب البعث وطلبا للحرية وعلى هذا استعمل الحزب العفلقي الفاشي أساليب في القتل والتشويه والإبادة والتنكيل ما يعجز عنه القلم ولا تأنس به الذاكرة ,فقد أبيد من العراقيين مئات الألوف منذ سنة السبعين وحتى سقوط الصنم في 9/4/2003م مرة بالمواد الكيماوية وقصف المدن بالمدفعية والدبابات أو القتل العشوائي في الشوارع والتغييب للإنسان دون علم ذويه وتبيض السجون حيث كانت تقوم بها زمر الجريمة في الحكم ألبعثي وقد كان يؤخذ الناس على شكل مجاميع بالمئات وتحفر لهم شفلات الجيش والأمن حفرا ترمى فيها هذه المجاميع وبلباسها المدني أو العسكري وقد يضعون فيها وهم أحياء كما شهد بذلك الكثير من الشهود ثم تسوى بهم العارض , ومن العجيب أن يكون إحصاء للمقابر الجماعية بهذه القلة لحد الآن أي ما يقارب (300) مقبرة جماعية صدامية اشرف عليها أعضاء الحزب والأمن , والأمن الخاص والمخابرات والاستخبارات وفدائيو صدام وجماعات القتل التي تقف خلف قطاعات الجيش, وعندما تقتل هذه المجاميع وترمي بهم في أي مقبرة من المقابر لا يكون للكثير من فيها اسم ولا رسم فتطوى صفحة لجندي مجهول ويقول آخر إحصاء لهذا القتل الوحشي إن تعداد نفوس هذه المقابر قد تجاوز المليون فرد,والكل يعلم مردودات هذا القتل على ذويهم وعلى شعبهم وأمتهم سواء كانت مردودات نفسية مروعة أو مردودات اقتصادية من فاقة وفقر أو مردودات اجتماعية في العداوات واخذ الثأر والانتقام , ومن هذه المردودات المطالبة الجدية لتعويض المنكوبين في هذه المقابر , فالحكومة مطالبة اليوم بإحصاء دقيق عن كل المجاهيل في هذه القضية وكشف العناصر بالأسماء والانتماءات التي قامت بهذا الفعل الشنيع , ثم الاهتمام بذويهم لتعويضهم عن هذه الفواجع ومتابعتها إعلاميا وكشفها للناس, واليوم مما يزيد الطين بلة ويحرق القلوب ما يجري بما يسمى المصالحات ويا ويلها من ظليمة أن يتصالح الضحية والجلاد لا بل إن الجلاد اليوم صوته قد علا بسبب تناقضاتنا وتساهلاتنا الغير مدروسة , إن المطلوب من الحكومة إيجاد مراكز إعلامية وثائقية تاريخية لتوثيق هذه المجازر وبناء صرح في كل مدينة عراقية يسمى صرح المقابر الجماعية ويخصص يوما لهذه المقابر ووزارة خاصة وإذاعة ويجب أن تخصص مالية تشترك فيها جميع مؤسسات حقوق الإنسان في الداخل والخارج من اجل فضح الحزب الفاشي ورجاله الذ ين قاموا بهذه الجرائم, ونشرها في كل المحافل والمنظمات العائدة لحقوق الإنسان ,كما يجب مراعاة أهل الضحايا نفسيا لان ضربة البعثيين قاسية ومؤلمة للناس كعضة الذئب المتوحش كما يقول أهل البادية (لا تبرأ ولا تشفى إلا بقتله) ثم علينا تدوين تاريخ خاص لهذه الحقبة السوداء ومقابرها لنطلع الأجيال على ما قام به صدام العفلقي وزمره البعثية التي عاثت في الأرض فسادا وأخرت العراق بلد الأئمة الأطهار أكثر من قرن من الزمان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عادل
2010-10-16
هنا في المانيا وضعت اسماء اليهود على الارصفة في لوحات ارضية منقوشة بالنحاس الخالص مكتوب فيها اسم العائلة ومواليدة وتاريخ اعتقالة ومتى توفى كي تكون شاهد عيان على جرائم النازية و جرائم البعث لا تختلف عنها ان لم نقل اكثر منها سادية يجب على المنظمات العراقية جميعها ان تتوحد في مجال تجريم المنظمة الارهابية البعثية في المحافل الدولية يجب علينا نحن العراقين اعادة كتابة التاريخ من 8 شباط الاسود والى اليوم كي لا تتكرر مرة اخرى خصوصا اعمال القتل والتفجير اليوم والتي هي امتداد الى جرائم البعث مرة اخرى
زهراء محمد
2010-10-15
ويجب من لجان حقوق الانسان ان تكشف عن اسماء الاماكن التي تتواجد فيها المقابر..انا من المتابعين لكن لحد هذه اللحظة لم نتوصل الى اماكن أخوتنا الشهداء الفيلية!! اعلم طرق قتل اخوتي ومن قتلهم ومن كتب عنهم ورفع التقارير. لكن لااعرف اين هي قبورهم.. اعرف منهم في نهر دجلة!! صدام احرق قلبي بقتل اخي الصغير ورميه في نهر دجلة.. لكل شرفاء المقابر الجماعية في العراق، الف قبلة لكل ذرة تراب غطتكم ياأحبتي يااحزان عمري والف وردة حمراء على تلك الرفات... والفاتحة على ارواحكم الطاهرة...
زهراء محمد
2010-10-15
الذي يولمنا اليوم ليس الانكار فقط وانما المجرمين البعثية القذرة والتي اياديهم بدماء اخوتنا هم في صلب الحدث في الحكومة العراقية ويخرج بكل استهتار ويقول ان لاتنعتوهم بالزمرة الارهابية؟؟!!يعني هذا الشخص(خطية متألم لانه جرح احاسيسه)؟؟! الذي يصرح هكذا وبالعلن اليس المفروض ان يحاكم ام لا ؟! اقوله العتب ليس على الذي صرح ويصرح وانما العتب على الذين لازكين بالكراسي ؟؟يعني اعرف لازكين بالكراسي؟؟ قابل احلوكم هم ملزووك!! يعني ماكو واحد بيكم اشويه عنده ضمير ايخرس هذولة البعثية هسه ماكول اضربه عجل او ...
زهراء محمد
2010-10-15
المقابر الجماعية..ويقع علينا واجب مهم هو كشف مضلوميتهم الدمويةللعالم لنشرها. انظروا الى الشعوب المتقدمة كيف يتعاملوا مع شهدائهم تكتب اسمائهم على نصب وعلى مدار السنة هناك اكاليل من الورود وفي ايام ذكراهم على كل قبر هناك وردة حمراء .تلك المشاعر الانسانية لماذا نحن بعيدين عنها ياامة الاسلام؟؟!! هل رب العالمين خلقهم مختلفين عنا؟؟مرات اقول احتمال كلش قوي؟؟عندما من بني جلدتك يتنكر لتك المذابح ويقول انسيهم فات عليهم وقت طويل؟؟!!واللّه تبكين كلماتهم تلك اقول كيف انسى اخوتي كيف انسى اخي الصغير ؟؟
زهراء محمد
2010-10-15
تحيةلكل كتابنا واعلامينا الشرفاء الذين يذكروا شهداء العراق (اصحاب المقابر الجماعية) لاتنسوا تلك الحقبة الدموية البعثية المجرمة. والتي زهقت تلك الارواح الزكية شباب وشيوخ وورود....يجب من اعلامنا الشريف(بفضائياته) ان ببث البرامج عن تلك الحقبة السوداء في تاريخ العراق كي تبقى في ذاكرة الاجيال ولاتطوي عليها الصفحة؟! كما تريد بعض القوى وبعض من النواب البرلمان من البعثية!! اليوم هناك اصوات تنادي برفع قانون المسالة والعادالة ل اجتثاث البعث القذر؟؟ طبعا هناك من يؤيدهم من اناس و الذين ولهانين بالبعث؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك