المقالات

بين الغياب والتغييب


احمد عبد الرحمن

كتبنا قبل حوالي شهرين انه "ايا تكن الاسباب والظروف والمبررات والدواعي، لايمكن القبول بغياب مجلس النواب العراقي الجديد او تغييبه في مرحلة حساسة وحيوية وخطيرة ينبغي ان يكون للسلطة التشريعية والرقابية دور فاعل ومحوري فيها.ومن الناحية الفعلية والواقعية فأن هناك فراغا رقابيا وتشريعيا يضاف الى الفراغ الحكومي يمكن ان تترتب عليه اقر وتبعات سياسية وامنية واقتصادية وحياتية خطيرة.فالحكومة الحالية باتت منذ عدة شهور حكومة تصريف اعمال وفق الدستور، واصبحت صلاحياتها محدودة ومحددة بأمور معينة، بيد ان الامر الخطير هو ان لاتوجد سلطة رقابية على الحكومة من تأريخ انتهاء الدورة البرلمانية السابقة في السادس عشر من شهر اذار-مارس الماضي وحتى الان، فالبرلمان السابق انفرط عقده تلقائيا، والبرلمان الجديد حكم عليه بالتعطيل والتجميد حتى اشعار اخر، لامساهمة حقيقية في عملية تشكيل الحكومة ومعالجة الازمة السياسية القائمة، ولا رقابة على عمل الحكومة المنتهية ولايتها، ومساءلتها ومحاسبتها على ماتقوم به من اجراءات وما تتخذه من قرارات مخالفة في جانب كبير منها للدستور، ولاتشريع للقوانين التي تهم المواطن، ولها مساس مباشر بأوضاعه الحياتية المتردية والسيئة في اطارها العام والشامل".ومرت الايام والاسابيع والشهور ومازالت السلطة التشريعية -الرقابية غائبة بمحض ارادتها، او مغيبة بحكم الواقع السياسي، والنتيجة واحدة والامر سيان.والمفارقة لدينا ان مجلس النواب الذي ينبغي ان يضطلع بدوره لوضع حد لازمة تشكيل الحكومة، وانهاء حالة الفراغ الحكومي في البلاد الذي حطم الارقام القياسية العالمية، ركن الى الامر الواقع ورضي بخيار الانتظار السلبي لتشكيل الحكومة حتى يباشر القيامم بمهامه واداء دوره، علما ان في طول البلاد وعرضها لم تتعطل اية مؤسسسة او دائرة حكومية بسبب عدم تشكيل الحكومة الا البرلمان الذي يعد احد اهم وابرز السلطات الثلاث العليا في البلاد.والمؤلم ان المعلم والمدرس والطبيب والمهندس والقاضي والمحامي والشرطي وعامل الخدمات .. كل هؤلاء يمارسون وظائفهم بشكل طبيعي ومتواصل يوميا، الا اعضاء مجلس النواب الجدد فأنهم يتقاضون الرواتب والاميتازات دون ان يفعلوا شيئا على امتداد سبعة شهور، الا اللهم عدد قليل منهم، ممن وجدوا في مبادرة فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي خطوة مهمة لكسر الجمود البرلماني، ووضع حد لواحدة من اسوأ المظاهر السياسية في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك