المقالات

فرص النجاح اغتنموها..فأنها تمر مر السحاب ؟؟؟


سعيد البدري

في قراءة تحليلية واقعية للمشهد السياسي العراقي يرى بعض السياسيين ممن عرف برجاحة العقل وثبات الموقف ان ما يجري حاليا من غياب الاجماع الوطني على شخص رئيس الحكومة وطبيعة البرنامج الحكومي للفترة المقبلة سيقود الوضع الى الفشل مالم يتم معالجة هذه المسائل وغيرها بالشكل الذي يؤدي الى مشاركة فاعلة وحقيقية تسهم في حل مشاكل البلد وتفتح افاقا جديدة للتعاون ومد جسور الثقة على كافة المستويات وليس صعبا في المرحلة الراهنة ايجاد مثل هذه الاجواء والدفع بهذا الاتجاه لاسيما ان الوقت لم يفت على عقد اجتماع طاولة مستديره يشارك فيه قادة الكتل الفائزة في الانتخابات لتحديد المسار الصحيح من اجل اعطاء الحكومة ورئيسها القادم ايا كان هذا الرئيس زخما اضافيا للانطلاق في تطبيق برنامج حكومته الذي سينتج من قبل هؤلاء وحسب ما تقتضيه المصلحة الوطنية على ان لايتجاوز الدستور العراقي الذي انتهك غير مرة في غضون الاشهر الماضية المهم ان ينتج هذا الاجماع الوطني في ظروف صحية لايمكن معها القول ان الديمقراطية تتراجع في العراق خصوصا ان تجربة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها الذي اعاد للاذهان امكانية السيطرة على القرار دون الالتفات الى راي شركائه الاخرين كما ان هذه التجربه اعطت المجال لاتهامات من هذا النوع عبر سلسلة من الممارسات والقرارات المتفردة مما يعني امكانية عودة الديكتاتوريه في مثل هكذا ظروف ... ان المقصود بتوفر فرص النجاح للحكومة المقبلة ليس ايجاد الكتله الاكبر فقط والمناورة واستماله بعض الاطراف من هنا او هناك لان الغاية ليست ترسيخ حالة التسابق والنجاح في عقد الصفقات وتقديم الوعود والتنازلات بل ان الموضوع اكبر واعمق من ذلك لان الحالة العراقية لاتحتمل ايجاد اجتهادات عبر مشاريع تقاسم السلطة وابتكار مفاصل جديدة في الدولة العراقية من اجل ارضاء هذا واسكات ذاك كما اشارت بعض التسريبات اثناء مباحثات القائمة العراقية ودولة القانون الى وجود مثل هذا المنحى مما يجعل الجميع امام مسوؤلية عظيمة الا وهي استنقاذ المشروع الوطني الحقيقي لانه الضمانه الوحيدة لحفظ حقوق هذا الشعب ولاينبغي تحت اي ضغط سواء كان داخليا او خارجيا القبول والتنازل على حساب هذا المشروع ان ما ذهب اليه رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي سماحة السيد عمار الحكيم واوضحه بشكل جلي لم يعد رأيا شخصيا تمليه مصلحة كيانه وجماعته بقدر ماهو الرأي الاقرب والاسلم لتجاوز هذه المرحلة والمراحل القادمة على اعتبار ان الحكومة تحتاج الى دعم وتفويض مطلق و في اكثر من اتجاه وهذا الدعم لن يتحقق في ظل الجدل الحاصل بعد اعلان المالكي مرشحا عن التحالف الوطني واصرار العراقية على رفض توليه رئاسة الحكومة لولاية ثانية .. ان الفرص الحقيقية للنجاح لازالت متاحة وقائمه وما لم تعقد الطاولة المستديرة التي وصفت بانها طاولة للشجعان فأن الوضع باق على ماهو عليه حتى وان نجح المالكي او علاوي في تشكيل حكومة لكن هل تمتلك هذه الحكومة فرصا حقيقية للنجاح والاستمرار نعم يمكن لاحداهما او اي شخص يشغل موقع رئاسة الحكومة ان يسيير الامور لفترة من الزمن وقد ينجح او لاينجح وهذا رهن بما ستنتجه الظروف والاجتهادات على مستوى معين لكن الفرص والحظوظ ستكون اكبر واضمن للنجاح في حال توفر الاجماع الوطني ودعم الكتل السياسية التي ان اتفقت فانها ستشكل بشكل من الاشكال جبهة وطنية عريضة تم الدعوة اليها في اكثر من مناسبة حتى قبل انطلاق الحملات الانتخابية ...والسؤال هنا هل سيتمكن الفرقاء السياسيون من اغتنام الفرص مادامت قائمة ومتاحة ام ان العناد وركوب الموجة سيجعل الامر اشبه بالحلم الذي لن يتحقق بينما تمر هذه الفرص مر السحاب !!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك