المقالات

انقلاب وشيك


بقلم: عبد الرزاق السلطاني

ان استكمال السيادة لن يتحقق الا عبر بوابات الاستقلال والتصميم على الارادة والقرار الوطني لانعاش العملية السياسية من خلال معالجة الاشكاليات وصولا لموقف متماسك تعزز من خلاله نقاط القوة لكي نحدد اتجاه البوصلة لتأسيس قواعد رصينة لبناء المعطيات البنيوية وفق معايير تقوم وتسهم لذلك التأسيس، فالانعطافة الاخيرة في المواقف الغير موفقة في المعادلة الوطنية ازاء ترشيح شخصيات غير مقبولة داخليا والسير بذلك الاتجاه من عدة محاور خارجية تتبنى التدخل الاقليمي والدولي وداخلية تتبنى رؤية محددة باتجاه الحزب وبمعزل عن الفرقاء الاخرين، ولعل في طليعة طوابير صناع الكراهية هو اعتماد البرامج الضيقة والتعويم، فالمشكلة في عمقها تتمثل بفشل الحكومة فقد سعت في صناعة المعايير والتجارب الضيقة وعملت بالتضاد مع الوحدة الوطنية التي تؤسس على معايير المواطنة المتكافئة ولم تنتج تكاملا متصاعداً في الاهداف المتوخاة والمعلنة في البرنامج السياسي بل اختزلت كل الامكانات ووضفتها لمصالح خاصة، ولم تصمد بل سجلت تراجعاً متسارعاً قل نظيره، وبرغم كل المعطيات التي خلفتها بقت بعض القوى الوطنية راسخة ومتماسكة وقوية كونها نتاج جماهيري.وانطلاقا من ان صيرورة أية امة لا تتشكل الا من خلال تكامل عناصرها الاساسية ومرتكزاتها البنيوية وصولا لانجاز ذاتها وهويتها ووجودها النوعي المتميز، فان وحدتها وقوتها وتراصها مقترن بوحدة امتها المشكلة لكينونتها ولوضع تصورات استراتيجية ومستقبلية فاننا نزعم ان كافة مظاهر الخلل والاندحار في التجربة للسنوات الاربع الماضية بكل تداعياتها انما هو تعبير جلي عن هوية وثقافة واحدية لا تحظى باي مقبولية في الجسد العراقي، الذي ايقن انه لا بديل عن النظام السياسي الديمقراطي التعددي والمشاركة في صنع القرار الحقيقي النابع من ارادة الجماهير والقادر على تحقيق المساواة لكل المكونات العراقية وتصويب مساراتها نحو البناء والاعمار واعادة هيكلة البنى التي اعتراها التحزب وعدم اعطاء الفرص للاخرين من خلال الاستفراد المنغلق على الحزب والرمز التي تعد الخطوة الواضحة لتغيير المسارات وحرف اتجاهها ومنع تعزيز الشراكة وتنميتها.لذا فان المسؤولية تقع على قادة الكتل الرئيسة في تجاوز الازمات بالسيطرة على الازمة السياسية، ما يعني ان الخطوات الديمقراطية بكل المقاييس تستحق السلام والتوافق السياسي الذي يكون كفيلا للحد من التوترات الداخلية، فالانموذج العنفي العراقي يدل على شيء واحد مهما تعددت التفسيرات التي تدل اصلا على اننا امام ثقافة منحرفة وايديولوجية غطت عليها الشعارات والاكاذيب، وللبدء بانجاز وحدتنا الوطنية بما يحقق لها التمايز والتناغم والوحدة، وبما يقبر كوارث التشتت والتشظي، فتدعيم صيرورة امتنا الجديدة على اساس خطاب ومشروع نهضوي حقيقي ينتزع كافة صواعق الفتن التي عملت على تفجير الذات العراقية من الداخل.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك