المقالات

مؤسساتنا الامنية متحزبة حتى النخاع


بقلم / كريم الخفاجي

لطالما ادعي السيد المالكي ان الاجهزة الامنية يجب ان تكون مستقلة وبعيدة عن التسيس والتحزب ولكنه وخلال الاربع سنوات الماضية من عمر حكومته لم يعمل على تحقيق استقلالية هذه الاجهزة ولم يثبت ذلك على الارض ، بل ساهم المالكي بشكل فعال بزيادة عدم استقلاليتها وفي انحرافها عن كونها مؤسسات مهنية واجبها الدفاع عن الوطن وحماية أمنه واستقراره . لقد ابتليت الاجهزة الامنية كما ابتلي غيرها من الاجهزة الحكومية بمرض المحاصصة اللعين ووزعت المناصب والمواقع القيادية فيها على الاحزاب والطوائف كل حسب استحقاقه الانتحابي وعدد مقاعده وحجمه في البرلمان استناداً الى مبدأ التوافق وهو ما يعني تقديم التنازلات المتبادلة بين الفرقاء السياسيين بهدف تهدئة بعضهم للبعض الاخر ، واذا كانت المحاصصة قد فرضت التسيس والتحزب والتخندق في المؤسسات الامنية بسبب الظرف الامني والسياسي الضاغط وأبعدت هذه المؤسسات الخطيرة عن توجهاتها الوطنية الخالصة فان المشهد الامني قد زاد سوءاً عندما أعاد المالكي عشرات الالوف من الضباط البعثيين بالاضافة الى ما هو موجود منهم في الخدمة وفي المواقع القيادية الحساسة في محاولة لترضية الادارة الامريكية وتهدئة الشارع الامر الذي أعاد رقاب الناس تحت رحمة سكاكين البعث وجرائمه المعروفة وجعل هذه المؤسسات اكثر تورطاً في السياسة والاعيبها من المؤسسات الخدمية الاخرى وما الخروقات الامنية المتكررة الا نتيجة طبيعية ومتوقعة للارتباطات المزدوجة للقيادات الامنية البعثية وعدم جدية هذه القيادات في التقييم الموضوعي للمشاكل الامنية وايجاد الحلول العملية لها . ان ما يجعل افتراض استقلالية المؤسسات الامنية أمراً عسيراً ان لم يكن مستحيلاً هو عدم وجود ضمانات مقنعة وكافية لولاء قيادات البعث العسكرية لصورة العراق الجديد وعدم وجود اليات ذكية وأجهزة استخبارات ومخابرات متمرسة وقوية تمنع قادة الفرق والالوية حاملي أنواط الشجاعة وشارات الحزب العاملين اليوم في المؤسسات الامنية من الاتصال بمنظمتهم الام وتنفيذ تعليماتها وتوجيهاتها واللعب على الحبال الذي تمرسوا عليه باتجاه اضعاف هذه المؤسسات الفتية في مواجهة تخطيط وتكتيك منظمة البعث المتمرسة مقابل الافادة المادية التي تعودوا عليها والقبض من الطرفين المتصارعين ما داموا قد اطمأنوا من غياب المراقبة والمتابعة والسؤال والاستجواب وما دامت الحكومة ضعيفة وما دام السياسيين مشغولون بتقاسم السلطة والكراسي . فكيف يتجرأ المالكي على أن يكذب على الجميع مثل هذه الكذبة الشنعاء ويدعي استقلالية الاجهزة الامنية والعمل على تجريدها من عقائد وتوجهات الاحزاب الحاكمة والمحذورة ؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك