المقالات

بدر ..ألشرعية السياسية التي تضارع المرجعية في خطواتها


وليد المشرفاوي

إن هناك تيارات تروج لوجود تناقض يذكر بين الإعلام وبين بعض ضوابط الأمن القومي.. وبصورة أوضح بين الانطلاق الإعلامي الحديث وبين الحفاظ على الهوية القومية أو الوطنية..ويبدو إن أصحاب هذه الاعتبارات ومشكلة التناقضات , ينسون إن صناعة الإعلام الحديث لا تعرف الهزل ولا الخلط بين الأوراق على ذلك النحو البائس الذي يرسمونه...لأنك لا تستطيع القول إن العالم قرية صغيرة , ثم على صعيد الممارسة تحفر حفرة في ارض تلك الحفرة وتغلق مداخلها ومخارجها عليك..من هذه النقطة بالتحديد انطلق شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم(قدس سره) ليحدث حدثا فريدا في الخارطة السياسية..عندما فكر في أنشاء (بدر) فقد رأى سماحته إن الواقع المرير الذي كان يعيشه الشعب العراقي المظلوم حينذاك لا يفسح المجال لطرح أساليب التطور أو التقدم الذي يرتكز على إنهاض الفكرة السليمة أولا...ومن ثم استيعاب ذلك الواقع بما يتلائم مع مسافات وامتدادات تلك الفكرة ,..حتى إذا ما نضجت نضوجا صحيحا وناجحا , يمكن عندئذ لتلك الفئة أن تمد يدها لتؤدي عملية التغيير في ذلك الواقع العراقي اتساقا مع عملية التقدم .وبالرغم من إن مفاصل ذلك الواقع ,وانبثاق تلك الفكرة , قد كونا مقدرة بسيطة في الإمعان في تعريف التطور والتقدم ..ولكن نظر شهيد المحراب (قدس سره) كان يحدد اطر عدم انسحاب أي استلهام غربي يمكن أن تنجر إليه تلك الفكرة , فتكون مقلدة تقليدا أعمى...فطالما نهج شهيد المحراب (قدس سره) في طرح الفكرة بان تكون وفق المنهجية الإسلامية , والتي تهتم بالجانب الإنساني كمحور لتقدمه المعنوي وتطوره المادي...ولكن نظام الإرهاب والعسكرة والفكرة التي كان ينتهجها الحاكم العراقي السلطوي في بغداد , قطعا حالت دون تقدم الإنسان العراقي وأغرقته بالأسلوب الاستهلاكي للحياة , مما جعله يسطح ثقافته السياسية , ويهبط من وعيه بما يدور حوله أو ما يجري في محيطه...الأمر الذي اظهر الفرد العراقي كأنه مهزول النفس قد قصت أظافره ونتف ريش جناحه , يجود بنفسه بينما لا يتحرك إلا موضوعيا.. فحياة شهيد المحراب (قدس سره) كانت مليئة بتحرك تلك الفكرة أو يفكر بذلك التحرك.. وفهم إن الشعب العراقي مغلوب على أمره , وقد ذاق الأمرين من ويلات النظام الصدامي المقبور,.. فحدا بذلك القائد المفكر , والعالم الرباني إلى إنشاء قوة عسكرية يفهمها ويتلمسها ويعرفها النظام الصدامي , فكان إنشاء (بدر) كنواة لذلك التحرك, وبذرة تلك الفكرة... وترعرعت تلك النواة في ارض المهجر....ووقعت تلك البذرة في ارض التحرك الإسلامي ألحكيمي.. نعم استخلص السيد شهيد المحراب (قدس سره) من ذلك الواقع العراقي قوته العسكرية عندما انشأ(بدر) الظافر....واستلهم سماحته من القوة واقعا عراقيا جديدا كانت حياته فداء لها وشهادته علما يرفرف على دنيا التاريخ المعاصر.(بدر) فكرة العالم الرباني الحكيم .. ومسيرة جهاد فريد في التحرك ونادر في التنظيم , وقائد في المسيرة...(بدر) فكرة علمائية لتمارس جهادا لامعا في ميدان السياسة العراقية ..(بدر) يعني الشرعية السياسية في التنظيم الحركي للوصول إلى المصداقية العسكرية..وتلك مزية يكاد ينفرد بها(بدر) في جميع التنظيمات العسكرية الأخرى ..حتى على مستوى العالم المتقدم... إلى أن سقط الصنم...وسقط الدكتاتور...سقطت الهيمنة العسكرية على مقدرات الأمة العراقية ...سقطت دولة البعث الرهيبة...فولدت الدولة العراقية الفتية بموازاة الديمقراطية السياسية والحرية الاجتماعية...فكان ل(بدر) اليد الطولى في ارتياد مبانيها بنفس الخط النظيف الذي خطه شهيد المحراب(قدس سره) ...وطول السبعة سنوات الماضية أثبت (بدر) انه الذراع الفريد في الاعتماد عليه أن كان في مضمار السياسة فهو الشرعية التي تضارع المرجعية في خطواتها .. وان كان في مضمار الحركة العسكرية فهو التنظيم الممحك في تراب الغربة ليستديم على ارض العراق الحبيب.فالمبادئ والأهداف والثوابت الإسلامية والوطنية التي يحملها الخطاب السياسي لمنظمة بدر استقطب حوله أبناء الشعب العراقي , حيث إن الشعارات التي ترفعها منظمة بدر مستوحاة من ضمير الأمة ضمن البرنامج الفكري والسياسي والأخلاقي الراسخ في مسيرة العمل الجهادي والسياسي لها, فلا للمحاصصة ولا للطائفية السياسية ولا للاقصاء والتهميش وترهيب الخصوم السياسيين ولا للاحتلال ولا للتدخل الخارجي لدول الجوار , نعم للمشاركة الحقيقية لكل أبناء الشعب العراقي بكل مكوناته وأطيافه ومذاهبه من اجل بناء عراق حر ديمقراطي ينعم جميع أبناءه بالأمن والسلام, فقد أثبتت الأيام والوقائع منذ بزوغ شمس الحرية في العراق بعد التاسع من نيسان 2003م وحتى يومنا هذا صحة الشعارات التي رفعتها وتبنتها منظمة بدر ,حيث كان دور (بدر) بارزا في العملية السياسية , فكانت السند القوي للشعب العراقي بمحنته وهمومه والتقلبات التي مرت على أطيافه المختلفة , فعلى مدى ربع قرن من الزمن لم يقاتل مجاهدي (بدر) النظام الصدامي المقبور من اجل طائفة معينة واقصد بها الشيعة فقط ولم يدعو شهيد المحراب(قدس سره) عشائر الفرات الأوسط والجنوب دون أبناء عشائر المنطقة الغربية وعشائر الكرد للثورة ضد نظام البعث المقبور, فعلى طول الخط البياني للتاريخ الجهادي لمنظمة بدر لم نجدها أنها تخلت عن أبناء وطنها رغم ما لحق بها من تدمير ومحاولات هدامة للقضاء عليها , فيبقى التكاتف والتعاون والإرادة الصلبة والانسجام الكبير بين منظمة بدر والعراقيين من جهة وبينها وبين باقي مكونات تيار شهيد المحراب (قدس سره) من جهة أخرى هو المقبض الذي يضرب كل الطواغيت الذين يحاولون بث الفساد في الأرض , علما انه لم يكن في أدبيات بدر السيطرة على الحكم بل إزالة نظام البعث من العراق ليكون الخيار بيد الشعب العراقي الذي يحدد نوع وطبيعة الحكم بما يخدم كل العراقيين بتنوع أطيافهم واثنياتهم ويعطي بذلك ابلغ رسالة لكل حركة تنشأ في العالم تدعي التحرر ,فقد حدد شهيد المحراب (قدس سره) الأهداف الأساسية من قيام تشكيل (بدر) المبارك واحد أهم الأهداف أن يكون جهاده في سبيل الشعب العراقي وهذا المعيار ساهم إلى حد كبير في انضواء مختلف الطوائف من العراقيين تحت راية (بدر) وتحت قيادة شهيد المحراب(قدس سره) الأمر الذي أكد مصداقية بدر والبدريين في العمل والتوجه والغاية (فبدر) للعراق, لان العراق كان(لبدر) ...فهما معا وطن , والوطن لا يعرف سواهما.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك