المقالات

أخلاقيات الطبيب أولا


حسن الهاشمي

لا تزال العلاقة بين الطبيب والمريض يعتريها بعض المنغصات التي قد تؤثر في نفسية المريض، ما يؤدى إلى تضاعف المعاناة التي يشكو منها أصلا، فتزيده غما على غمه وألما على ألمه ومعاناة على ما يتحمله من معاناة المرض وما يتبعها من شجون ومصاعب ربما لم يطق تحملها لا هو ولا عائلته لاسيما إذا كانت من العوائل الفقيرة وما أكثرها في زماننا هذا. فالمريض الذي يعاني من الأمراض النفسية أو الجسدية بحاجة إلى من يعتني به لتخفيف وطأة المعاناة لديه، ولكن حين مراجعته العيادات الخاصة أو الرسمية يجد أن بعض الأطباء يتعامل معه بمنتهى الكبرياء والاستهزاء وإشعاره بأنه شخص جاهل لا يفهم أي شيء، ناهيك عن إن بعض العيادات تعاني من الإهمال وانعدام الخدمات والنظافة، ما تنطوي على آثار سلبية مدمرة في نفسية المريض ويبقى يصارع حظه العاثر بين الأوجاع الباطنية والمنغصات الخارجية، وهو مناف لأبسط حقوق الإنسان ولاسيما أصحاب البلوى والزمانة والمرض الذين يستحقون منا كل تقدير واحترام ومعاملة إنسانية تخفف عنهم ما ألم بهم من مآسى ومحن وهو ليس بغريب عن أخلاقياتنا ومفاهيمنا في الحياة. والمفروض أن تكون معاملة الطبيب للمريض معاملة إنسانية واحدة سواء كانت في العيادة الشعبية أو العيادة الخاصة، حيث أن المريض عندما نهتم به نهتم بمواطنينا ونهتم بقيمنا وسلوكياتنا التي تربينا عليها، بيد أننا نرى بعض الأطباء يجعل المريض يراجعه أكثر من مرة دون أن يشخص ويبين له الحالة المرضية من المرة الأولى، وترى بعض الأطباء يتفق مع الصيدلية الفلانية وهكذا من الأمور غير اللائقة، وان التعامل القاسي مع المريض واستغلاله وجعله بابا من أبواب الرزق منافي لشرف المهنة التي تتطلب المزيد من الإنسانية والتعامل الأخلاقي الأمثل. وطالما أكدت علينا شريعتنا الغراء أن علاقة الطبيب بالمريض ينبغي أن تكون من صميم أخلاقيات الطب وتتمحور حولها كافة المسائل الأخلاقية الأخرى ذات الصلة بالسلوك المهني والاجتماعي، وتشمل أخلاق الطبيب وواجباته وعلاقاته ومسؤولياته المهنية، وواجبات الطبيب حيال المريض في حسن الإستماع لشكوى المريض وفهم معاناته، وتجنب التعالي عليه أو النظرة الدونية له أو الاستهزاء به أو السخرية منه مهما كان مستواه العلمي أو الاجتماعي متدنيا، والرفق بالمريض عند الفحص، وعلى الطبيب أن يستخدم مهاراته في طمأنة المريض وتخفيف مصابه. فالعلماء في مجال الطب مطالبون أن يكونوا علماء في مجال الأخلاق وفي تطبيقات الأخلاق، لان الأخلاق الحسنة ربما يتعاطى المريض حيالها إيجابا أعظم مع تعاطيه مع الدواء الخالي من الرقة والرأفة وربما يكون داء عليه لا دواء خصوصا إذا كان يمر في ظروف قاسية وغير مؤاتية، فلنرفع إذن عن كاهل المريض ثقل المصاريف إن كان فقيرا، ولنساعده بأخلاقنا ووداعتنا معه من تخطي شبح المرض الذي يداهمه على حين غرة، ولنجعل من أنفسنا مشاريع خير عندما نعامل المريض معاملة إنسانية فهو بأمس الحاجة إلى مساعدة نفسية وطبية وأخلاقية وربما مالية. والحقيقة التي لا مناص منها إن الأكدار ربما تداولها الأقدار بين الناس فإذا أسئنا التصرف إزاءها ابتلانا الله بها وأكثر، أما إذا تعاملنا إزاءها برفق ولين ومعاملة أخلاقية حسنة فلربما تكون سببا في دفعها عنا وزوالها عن ساحتنا، إذ أن الكلمة الطيبة صدقة، ومساعدة المحتاجين قد تدفع البلاء المبرم إبراما، وإن لم تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم، وغيرها الكثير من موجبات الرحمة والرأفة الإلهية، نعم إنها الكلمة الطيبة والوجه الباسم من الطبيب والكادر الطبي والتمريضي حيال المريض ربما تفوق بكثير جميع الأجهزة الطبية والأدوية الفاخرة المجردة عن طيب نفس ووداعة تعامل، فهل من مدّكر؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك