حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي
اظن إن الساسة العراقيون باتوا من أكثر سياسيو العالم في مقدار التصريحات التي تصدر عنهم أمام كاميرات الفضائيات ، وهم بين الوهلة والأخرى يظهرون أمام تلك الكاميرات ليصرحوا بما تمليه عليهم كتلهم أو مصلحتهم الشخصية ..! فتراهم يتباينون في نوعية التصريحات ، حتى إن البعض منهم حينما يصرح بتصريح ما يأتي الأخر الذي ينتمي إلى نفس الكتلة ويصرح تصريح مغاير تماما لما قاله الأول وكأن كل واحد منهما يعيش في واد ٍ مختلف عن الأخر ..؟ ثم بعد ذلك يأتي ثالث ليقول إن التصريح الفلاني لا يمثل رأي الكتلة أو القائمة وإنما يمثل رأي صاحب التصريح .. فإذا كان الأمر كذلك فلماذا لا يتفقون على تصريح معين من شانه أن يمثل ما تريده الكتلة أو القائمة والغريب في الأمر إن اغلب هؤلاء السياسيون يعتبرون أنفسهم أصحاب قرار ، وقد يهاجمون في بعض الأحيان شخصيات من قوائم أخرى مما يتسبب في تشنج وتأزم المشهد السياسي العراقي ..! لكن إن ما نسمعه من تصريحات مباشرة من قبل السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي يختلف تماما عن تلك الأنواع من التصريحات .. فعندما يصرح السيد الحكيم فهذا يعني إن مصدر التصريح جاء من أعلى قمة الهرم في الكتلة مما لا يجعل مجال للشك في طبيعة هذا التصريح ، ثم إن الفكر والرؤية التي يتمتع بها السيد الحكيم من خلال دراسته الشاملة لمجريات الأمور جعلت من تصريحاته مرتكزات ثابتة وواقعية لحقيقة ما يجري في المشهد السياسي في العراق وبالتالي فان ما يصرح به السيد الحكيم نابع من ثقة عالية بما يخدم المصلحة الوطنية التي يسعى سماحته بكل جد أن تأخذ طريقها ( أي المصلحة الوطنية ) لتشكيل الحكومة المقبلة ، وهذا ما يريده السيد الحكيم .
https://telegram.me/buratha