المقالات

مواقف كلب التفتيش / حافظ آل بشارة

789 11:05:00 2010-10-07

حافظ آل بشارة

عندما يمر أي بلد بأزمة سياسية يضطر المواطن الى البقاء مدة أطول أمام شاشة التلفاز من أجل متابعة آخر الأخبار والتطورات ، وهنا تستثمر بعض القنوات الفضائية الأزمة لتبني أمجادها الخبرية بالسبق وقوة المصدر الذي هو عادة مسؤول سياسي حاضر في مركز الحدث ، لذا تتسابق القنوات الفضائية وتحتشد على ابواب القادة وصناع الاخبار في الحراك القائم ، ويلاحظ عادة ان القنوات العراقية مع كونها تبث على عدة اقمار ولها جمهور واسع الا ان اغلب المسؤولين يرفضون التحدث اليها ويقابلون منسق القناة باسلوب فيه كثير من الاستخفاف والتثاقل والتكبر ، والقاعدة التي اصبحت مشهورة ان القناة العراقية المحلية اذا اتصلت اجابها مسؤول المكتب أما القناة العربية أو الاجنبية فيجيبها المسؤول بنفسه وباسلوب لطيف جدا ! يفعلون ذلك مع ان اغلب تلك القنوات ذات نهج تخريبي وهي غير مؤيدة للعملية السياسية وتمول من قبل دول واشخاص معادين للعراق وشعبه ، بعضهم يبرر سلوكه بالقول بأن تلك القنوات أكثر مشاهدة والخبر والرأي فيها ينتشر على رقعة أوسع ، وهناك مغالطة في طيات هذا الادعاء فالقنوات المعادية تجبر صاحب التصريح على قول ما تريده هي لا ما يريده هو ! وتحرجه في طرح اسئلتها لتتجاوز احيانا حدود الادب ، أما القول بأنها اوسع انتشارا واكثر جمهورا فان هؤلاء المسؤولين هم الذين أوصلوها الى هذا المستوى باختيارها منبرا لهم ، ولو انهم شعروا بمسؤولية تجاه اعلامهم الوطني وحولوا قنواتهم المحلية الى منابر للخبر والرأي والسبق الخبري والمعلوماتي لأصبحت تلك القنوات مصدرا ووسيلة لتلبية احتياجات الناس من المعرفة واحتلت ذلك الموقع . وقد انعكس هذا السلوك سلبا على الاعلام المحلي الذي اصبح اسيرا لقاعدة (مغنية الحي لا تطرب) . استخفاف القيادات الوطنية بالاعلام العراقي وبحثهم عن الاعلام الاجنبي جعل حتى حراس البوابات الرئاسية يتصرفون بالاسلوب نفسه ، مراسل قناة اجنبية يمر من تلك البوابة الرهيبة مرور الكرام مع مصوره مرفوع الرأس ويسلم سلام الوجهاء على الجنود فيردون عليه التحية بأحسن منها ولا يجرؤ أحد منهم على تفتيش حقيبته او الكاميرا التي يحملها مصوره ، حتى كلب التفتيش يهز ذيله هزات منتظمة احتراما له ، وعندما يأتي مراسل قناة فضائية عراقية وطنية اصيلة يسلم المراسل والمصور فلا يسمعان ردا على سلامهما ، وتكفهر الوجوه وتتبدل الأجواء ويؤمر المصور بفتح حقيبة الكاميرا وتفصيخها والمراسل يبرز كل مالديه من بطاقات التعريف التي يدقق فيها الجندي والشكوك تطوق نظراته القاسية ، أما الكلب فيحدق في وجهي الرجلين بغضب وينبح ويحاول مهاجمتهما لولا الحبل الذي في رقبته ، المسؤول السياسي يحتقر قنواتنا ، ومفتش البوابة يشكك بمراسليها ، أما الكلب فينبح بعدوانية واضحة ولا يهز ذيله ترحيبا ، هؤلاء الأخوة مواقفهم مبررة لدينا ، أما الكلب فموقفه يثير التساؤلات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك