المقالات

مواقف كلب التفتيش / حافظ آل بشارة


حافظ آل بشارة

عندما يمر أي بلد بأزمة سياسية يضطر المواطن الى البقاء مدة أطول أمام شاشة التلفاز من أجل متابعة آخر الأخبار والتطورات ، وهنا تستثمر بعض القنوات الفضائية الأزمة لتبني أمجادها الخبرية بالسبق وقوة المصدر الذي هو عادة مسؤول سياسي حاضر في مركز الحدث ، لذا تتسابق القنوات الفضائية وتحتشد على ابواب القادة وصناع الاخبار في الحراك القائم ، ويلاحظ عادة ان القنوات العراقية مع كونها تبث على عدة اقمار ولها جمهور واسع الا ان اغلب المسؤولين يرفضون التحدث اليها ويقابلون منسق القناة باسلوب فيه كثير من الاستخفاف والتثاقل والتكبر ، والقاعدة التي اصبحت مشهورة ان القناة العراقية المحلية اذا اتصلت اجابها مسؤول المكتب أما القناة العربية أو الاجنبية فيجيبها المسؤول بنفسه وباسلوب لطيف جدا ! يفعلون ذلك مع ان اغلب تلك القنوات ذات نهج تخريبي وهي غير مؤيدة للعملية السياسية وتمول من قبل دول واشخاص معادين للعراق وشعبه ، بعضهم يبرر سلوكه بالقول بأن تلك القنوات أكثر مشاهدة والخبر والرأي فيها ينتشر على رقعة أوسع ، وهناك مغالطة في طيات هذا الادعاء فالقنوات المعادية تجبر صاحب التصريح على قول ما تريده هي لا ما يريده هو ! وتحرجه في طرح اسئلتها لتتجاوز احيانا حدود الادب ، أما القول بأنها اوسع انتشارا واكثر جمهورا فان هؤلاء المسؤولين هم الذين أوصلوها الى هذا المستوى باختيارها منبرا لهم ، ولو انهم شعروا بمسؤولية تجاه اعلامهم الوطني وحولوا قنواتهم المحلية الى منابر للخبر والرأي والسبق الخبري والمعلوماتي لأصبحت تلك القنوات مصدرا ووسيلة لتلبية احتياجات الناس من المعرفة واحتلت ذلك الموقع . وقد انعكس هذا السلوك سلبا على الاعلام المحلي الذي اصبح اسيرا لقاعدة (مغنية الحي لا تطرب) . استخفاف القيادات الوطنية بالاعلام العراقي وبحثهم عن الاعلام الاجنبي جعل حتى حراس البوابات الرئاسية يتصرفون بالاسلوب نفسه ، مراسل قناة اجنبية يمر من تلك البوابة الرهيبة مرور الكرام مع مصوره مرفوع الرأس ويسلم سلام الوجهاء على الجنود فيردون عليه التحية بأحسن منها ولا يجرؤ أحد منهم على تفتيش حقيبته او الكاميرا التي يحملها مصوره ، حتى كلب التفتيش يهز ذيله هزات منتظمة احتراما له ، وعندما يأتي مراسل قناة فضائية عراقية وطنية اصيلة يسلم المراسل والمصور فلا يسمعان ردا على سلامهما ، وتكفهر الوجوه وتتبدل الأجواء ويؤمر المصور بفتح حقيبة الكاميرا وتفصيخها والمراسل يبرز كل مالديه من بطاقات التعريف التي يدقق فيها الجندي والشكوك تطوق نظراته القاسية ، أما الكلب فيحدق في وجهي الرجلين بغضب وينبح ويحاول مهاجمتهما لولا الحبل الذي في رقبته ، المسؤول السياسي يحتقر قنواتنا ، ومفتش البوابة يشكك بمراسليها ، أما الكلب فينبح بعدوانية واضحة ولا يهز ذيله ترحيبا ، هؤلاء الأخوة مواقفهم مبررة لدينا ، أما الكلب فموقفه يثير التساؤلات .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك