المقالات

المشكلة في المالكي ام في حزبه ؟

928 16:44:00 2010-10-06

قلم : سامي جواد كاظم

مع مرور الذكرى الشهرية السابعة لاجراء الانتخابات البرلمانية في العراق لازال الشعب العراقي عيونه ترنو الى المنطقة الخضراء بانتظار تشكيل الحكومة العراقية على ضوء نتائج الانتخابات ، وبالرغم من اعلان التحالف الوطني المبتور عن ترشيحه للسيد نوري المالكي لولاية ثانية وانا اعتبر ان هذا الترشيح هو التأهب لارتقاء اول عتبة من سلم تشكيل الحكومة وليس هو الانفراج لتشكيل الحكومة حيث ان المراحل التي ستعقب الترشيح لا تقل عثرات وتجاذبات عن الترشيح .والذي يجب ان نقف عنده هو الاعتراض على المالكي فهل هو لشخصه ام لحزبه ؟ والحديث عن اخطاء الحكومة السابقة فانا ارى الكل مشترك فيها واولهم النظام الانتخابي والحق الدستوري الذي منح لرئيس الوزراء وبالرغم من ذلك فان نظام المحاصصة فرَضَ وزراء على الحكومة لم يستطع المالكي استبدالها بسبب كتلها .اعتراضات الكتل على المالكي تحمل في طياتها عدم مقبولية المالكي بسبب حزبه وهذا امر ظاهر للعيان بل ان طبيعة اي وزارة او حتى مؤسسة صغيرة ان يكون كل منتسبيها من شريحة مديرها او وزيرها وحتى ان حديث الشارع عن تنصيب ضباط في الجيش والشرطة ليسوا مؤهلين للمهنة العسكرية ولكن احزابهم ممن اهلتهم ومنحتهم الرتب العسكرية وهذا الامر يشمل كل الاحزاب ولكن طالما ان المالكي هو على راس السلطة فيكون حزبه مرصود اكثر من بقية الاحزاب وهذا امر ملموس ومعاش من قبل الشارع العراقي ، فالموافقة على المالكي يعني الموافقة على تغلغل حزبه اكثر في مفاصل الدولة .وللامانة هنالك تصرفات من قبل بعض المنسوبين الى حزب الدعوة تجعل ذاكرة المواطن العراقي تعود الى الوراء ليتحدث عن حزب البعث الفاشي والمقارنة فيما بينهم ، وفي نفس الوقت يعد هذا امر محرج للمالكي اذا ما طلب منه اتخاذ اجراء لردع مثل هكذا حالات لانه لا يستطيع ان يتخذ اي اجراء لان الامر يشمل الكل فعدم اتخاذ الاجراء ضد اقرانه لسببين اولهم الصحبة وثانيهم ان مثل هذه الحالات موجودة عند بقية الاحزاب وهو عاجز عن الرد على الكل بسبب تغلغل عناصر تابعة لبقية الكتل في مفاصل حيوية داخل الحكومة وهذا الامر يجعلهم متخوفين من اعادة ترشيح المالكي لان اعضائه سيكونون في صراع مع بقية اعضاء الكتل الاخرى والميزة المضافة اليهم هو مساندة المالكي لهم وهذا بالتالي يجعل بقية الكتل ترفض المالكي .واما الذين وافقوا على المالكي فاغلب وسائل الاعلام تتحدث عن صفقات وامتيازات منحها لهم المالكي اذا ما تم تنصيبه وانا ارى هذا الامر طبيعي جدا في ظل الظروف التي يعيشها العراق بل حتى المنافسين للمالكي ايضا منحوا الامتيازات والامنيات في حالة ترشيحهم فالكل سواء في هذا المجال .العثرة الحقيقة والدوامة التي جعلت العراق يعيش المحنة هو الدستور فلا الكل يطمئن للدستور ولا الغاء الدستور بالمنطق الصحيح ، والمشكلة تبدأ من فقرات الدستور الاجمالية الخالية من التفرعات التي خضعت للاجتهادات .سبق وان كتبت في مقال سابق لي عن اي مدى يمكن للمالكي ان يوفق بين حزبه وبقية الاحزاب واذا امكنه الاستقالة من حزب الدعوة لا طعنا فيهم بل لينال الاستقلالية ولكن هذا الامر صعب لان المالكي وبسبب النظام الداخلي لـ 555 ترشح بديلا عن الجعفري من حزب الدعوة فلا يمكن له نكران الجميل .ويبقى السؤال الى اي مدى يمكن للمالكي ان يحتوي تجاوزات حزبه على اقل اعتبار من وجهة نظر الشارع حيث الى الان اسمع ومن اشخاص مقربين بل حتى اخوة لقيادات بحزب الدعوة عدم رضاهم عن الحزب وعن اخوتهم لبعض التصرفات التي جرّت لهم الوبال والانتقاد .لايمكن بشخطة قلم او حتى بالضحك على النفس والغاء حزب الدعوة من الشارع العراقي فالحزب له تاريخ واسم تردد كثيرا على السنة الشعب العراقي خصوصا في فترة الطاغية والحزب يعلم كم من برئ اقتيد للمعتقلات واعدم من غير محاكمة مجرد لان الشبهة تقول ان له علاقة بحزب الدعوة ، ومن هذا المنطلق يشعر الكثيرون ممن لحقهم الحيف من جراء تلك الحقبة السوداء وبسبب حزب الدعوة انهم لا زالوا مهمشين بل لم يمنحوا ابسط حقوقهم على عكس ممن يعرفونهم بالعداء لحزب الدعوة وقد منحهم مناصب رفيعة مما ولد الاحتقان لدى ممن اصابتهم نائبة بسبب الدعوة .ولعل من الاسباب المهمة التي وقع بها الشارع العراقي هي الاحلام الوردية والاكثر من الواقعية بانهم سيعيشون في جنات عدن عند سقوط الطاغية وتمكن معارضيه من استلام الحكم ، هذا الطفح في الامنيات اصابهم بنكبة جعلتهم يتمنون الطاغية وسببها تصرفات الحكومة .لاعذر لمن يقول ان التدخلات الخارجية هي من تعرقل اداء الحكومة نعم هذا صحيح ولكن ليس في كل المفاصل هنالك تدخلات ، ففي الوقت الذي عشنا فيه محنة الطاغية هنالك بيوتات استطاعت ان تحافظ على ابنائها وتربيتهم وعدم انحرافهم باتجاه الحزب الفاشي وهذا الامر ينطبق على الحكومة فليس نظافة الشوارع تتاثر بالتدخلات الخارجية وليس بناء المدارس والنهوض بالواقع التدريسي سببه التدخلات الخارجية وليس احتواء البطالة سببه التدخلات الخارجية وازمة السكن ليس سببه التدخلات الخارجية والرشاوى والفساد الاداري ليس سببه التدخلات الخارجية فهذه امور مقدور عليها من قبل الحكومة ولا عذر لها في هذا المجال .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2010-10-08
مع فائق احترامي لكل الاخوة القراء نتائج الانتخابات تعطي الاولوية للمالكي في حين انني ارى لا يوجد من له انجازات من قيادات العراق منتمي الى حزب الدعوة لا وزير ولا محافظ فاني ارى المشكلة في حزبه
احمد يتبع
2010-10-07
فراجع كتيب قرار الحذف والذي حذفوا اي الحزب المبحث الفقهي من الحزب وعلى اثرها خرج السيد كاظم الحائري من الحزب والذي كان لهم الاب الروحي عشرات السنين ولجؤا الى شخص اخر في لبنان يلبي طموحاتهم فياخي الاثنين هم خراب الامه ويجب الانتباه فالمؤمن لايلدغ من جحر مرتيين والسلام
ابو رسل
2010-10-07
المالكي وحزبه ياخي الكاتب هم سبب الخراب وبنظره بسيطه للرجل وتامل ينكشف المستور ومقابلته على العراقيه وتهجمه على رفاق الامس بدون مبرر ولهجته الاستعلائيه والاستخفاف بالمواطن البسيط وحتى هم انفسهم اعضاء حزبه ينقل عنهم بانه حاد المزاج واذا اصدر امرا او اقتنع بفكرة ما حتى لو كان خطا فلن يتراجع عنها سريع باتخاذ القرارات دون دراستها بشكل جيد ودونك خروجه من الاتلاف الوطني قبل الانتخابات وعندما راى ان الكرسي ابتعد عنه عاد واتلف معهم ثانيه اما مهزلته على قناة الفيحاء فاترك لك التعليق واما حزبه فراجع كتيب
عبدالله علي شرعان
2010-10-07
هل تعلم ياكاتب المقال ان المالكي اشاع بين جموع الصدريين ان المجلس الاعلى هو من حرضه على فعل ما فعل في البصرة ولا استغرب ان يكذب رجل مهووس بالمنصب والحفاظ عيه ولكن الغريب ان يجد من يصدق
عبدالله علي شرعان
2010-10-07
في البداية اود ان اطمئن الاخ الكاتب ان حزب الدعوة استشهد عام 1980 اما الموجود حاليا فهم مجموعة من كلاء الامن الذين كان يدسهم النظام بين السجناء للتجسس على السياسيين قبل اعدامهم فبماا يفسر الشهرستاني تمكنه من الهروب من ابو غريب وبماذا يفسر وليد الحلي اعتقاله لاسباب سياسية وخروجه بعد تسعة اشهر كما ذكر هو خلال محاكمة الام النظام البائد اما فيما يخص ما ذكره الاخ عن عدم نكران الجميل للدعوة فاقول له ان البر والنكران يكونان مما تملك لا مما تؤمن عليه وكذلك صلة الرم وبر الصديق من ملكك لا من المال العام
علي الدجيلي
2010-10-06
ولقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن 000 المشكله بالمالكي لان غالبية التجاوزات والخروقات القانونية وتوظيف المكاتب لامور بعيدة عن القانون الذي يزعم المالكي تطبيقه وان كل ذلك يصل الى المالكي دون اتخاذ اي اجراء ضدهم وما جعل مكاتبه تستغل سلطة المالكي هو الفسحة الكبيره والصلاحيات المطلقة لتلك المكاتب التي اساءت لتاريخ الحزب الجهادي ضد الدكتاتور المقبور كما ان المالكي يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية بسبب سياساته الرعناء في اعادت البعثيين وتوليهم مناصب مرموقة في الدولة العراقية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك