المقالات

لماذا أصبح أخواننا علمانيين؟

1032 14:39:00 2010-10-06

ابو محمد

لم يقتصر تأثير عدم وضوح افكار الدعوة الاساسية على الخلل في بناء شخصية الداعية الاسلامية فحسب، بل تعدّاه الى مهمة الدعوة في رعاية الامة، أي الجانب السياسي. وكان ذلك طبيعيا ومتوقعا، لأن شخصية الداعية اذا بنيت على اساس الاسلام فان جميع افكار الداعية وعواطفه وسلوكه تصبح اسلامية، اما اذا تسللت الى قلبه وعقله افكار وميول غير اسلامية، او اذا سيطر عليه الهوى والعياذ بالله، فلن تكون النتيجة الا ازدواجا في الشخصية نلمس اليوم آثاره بوضوح في مناحي تفوق الحصر.

ومن الاثار الصارخة لهذا الازدواج في الشخصية ما تردد على السنة الكثير من اخواننا من دعوتهم الصريحة أو المبطـّنة الى العلمانية بعد ان نبذوا وراء ظهورهم آراءهم السابقة عنها واشتروا بها ثمنا قليلا يرفع درجتهم عند الذين كفروا ويخفضها عند الذين آمنوا.

ومن لم يصرح منهم بايمانه بالعلمانية عبـّر عن ايمانه بها باعراضه عن الدعوة الى الله التي هي اساس دعوتنا المباركة والتي باسمها واسم شهدائها صعد هؤلاء الاخوان الى السلطة.

كما عبروا عنها بتقريب المتزلفين واقصاء الناصحين، والاستغناء بالظالمين عن المؤمنين، وعدم محاسبة لصوص بيت المال خوفا من العواقب الوخيمة التي تترتب على محاسبتهم مما لا يخفى على المؤمن البصير بزمانه، وهو أمر يحزن النفس ويدمي القلب.

لقد اصبح اخواننا علمانيين تماما، ولا يقلل من علمانيتهم عدم منعهم العمل للاسلام، فهذا السماح يتمتع به المسلمون حتى في دار الكفر، ولا فضل لاخواننا في ذلك السماح، فالمؤمنون يشتركون مع سائر الملل والنحل في حرية الدعوة الى افكارهم في منظومة القيم المستوردة التي اقرها اخواننا كأحد شروط اشتراكهم في السلطة.

لقد دخلت فكرة العلمانية في ظرف واستفادت من ثغرة.

اما الظرف فهو غياب أوتغييب حملة الفكر الاصيل في الاسلام والدعوة، ويتجلى هذا واضحا في خطاب اخواننا في السلطة والذي لا يختلف عن خطاب أي سياسي لا علاقة له بالاسلام.

واما الثغرة فهي غبش الرؤية الذي تمتع به هؤلاء بالنسبة لمفاهيم الدعوة، فبعض اخواننا (وهم قياديون مع الاسف) فهموا خطأً فكر الدعوة القائل ان موقف الدعوة من الاحداث يقوم على اربعة اركان:

1ـ الحكم الشرعي

2ـ مصلحة الأمة

3ـ مصلحة الدعوة

4ـ الظروف والأحوال

وتصوروا ان هذه الأسس الاربعة بدائل يتنقل الداعية بينها ليختار منها ما يناسبه! وهذا ما صرح به قيادي يتولى اليوم مفصلا مهما في السلطة، حيث اعتبر ان ما يتخذه من مواقف مطابق لفكر الدعوة لان هذه المواقف تنسجم مع الظروف المستجدة، وقال بالحرف الواحد:" لا يجوزالتمسك بالمبدئية دائما، فالدعوة ايضا صرحت بان الظروف من الاسس التي تحدد اتخاذنا للموقف" .

ان خطا هذا الاخ القيادي ينبع من عدم فهمه ان هذه النقاط الاربع ليست بدائل يقفز من احدها الى الاخر عندما لا يعجبه واحد منها، بل هي دوائر متداخلة ملزمة على نحو التسلسل، أي اننا في تحديدنا لموقفنا من أي حدث ننظر اولا الى الحكم الشرعي لنلتزم به، فان اعطى الحكم الشرعي بدائل متعددة انتقلنا (وضمن دائرة الحكم الشرعي) الى الاساس الآخرواخترنا من هذه البدائل ما يتماشى مع مصلحة الامة، فان كان في مصلحة الامة بدائل متعددة انتقلنا وضمن مصلحة الامة الى الاساس الثالث واخترنا ما يناسب مصلحة الدعوة، وضمن مصلحة الدعوة نختار البديل الذي تسمح به الظروف.

ان وصول اخوان لا يفهمون فكر الدعوة المبدئي الى مواقع في السلطة يؤدي بشكل طبيعي الى دعوتهم الى العلمانية او عملهم بموجبها من دون تصريح بالايمان بها، لكن هذا الايمان العلماني سرعان ما ينكشف اذا عبس وتولّى أن جاءه من يدعو الى الله ويشغله عن اهل الكتاب أو مسلمة الفتح.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو رسل يتبع
2010-10-07
الحادثه جيدا فيااخي ابو محمد اذا انسان بعد ما يردعه وازع ديني او لم يجعل له طريق من القران واحاديث الرسول (ص)واهل البيت (عليهم السلام)وعلمائنا وماراجعنا العظام ونصائحهم وارشاداتهم فلايلومن الا نفسه ولا يسئل بعد ذلك باي واد هلك والسلام
ابو رسل
2010-10-07
اصبحوا علمانين من الجيل الثاني وبالتحديد عندما ناظرهم السيد الحائري في فكر الحزب حيث قال لهم لماذا تريدون ان تحذفوا المبحث الفقهي من من فكر الحزب قالوا له سيدنا خليك انت بشغلك واحنا بشغلنه وبعدها اصدروا كتيب باسم قرار الحذف حيث حذفوا المبحث الفقهي من فكر الحزب وعلى اثرها خرج السيد كاظم الحائري من الحزب بعد ان كان الاب الروحي لهم لعشرات السنين وايضا هجوم الشيخ المالكي من على المنبر في قم على فكر الحزب وارادوا ايذائه وعندما سمع بذلك قال لاانزل من المنبر مهما عملوا والذيين كانوا في ايران يتذكروا ال
علي البصري
2010-10-07
مع الاسف الشديد , حزني على الشعب العراقي الذي لا يعرف الحقيقة الا بعد فوات الاوان , وليس من المستغرب ان يكون العراقيين هم من يصنع الطغاة , لقد حذرنا من حزب الدعوة بعد سقوط الصنم مباشرة , الا ان الناس لم يهتموا بذلك , لقد عرفنا حقيقة حزب الدعوة في بداية التسعينات حينما كنا في ايران , ومدى عدائه للمجلس الاعلى وللسيد محمد باقر الحكيم , الا ان الاخرين وضعوا اصابعهم في آذانهم , العراقيون هم وحدهم من يتحمل المأساة , ولا أحد غيرهم . أخوكم لا زال في ايران هارب من بطش حزب الدعوة .
علي الدجيلي
2010-10-06
لقد اثبت الدعوة علمانيته في الكثير من المواقفم لا بل اثبت عدائه للاسلام ولكل من يدعوا الى الاسلام ففي لقاء مع وليد الحلي حينما سالوه بان مسؤول مكتب الفلاني سكير وللاسف سلوكه شاذ قال بالحرف الواحد هؤولاء من نبحث عنهم وهم من نحتاجهم لا يخدمنا من يطبق الشريعة حتى تفاجا جميع الوفد الزائر للحلي واستغرب من تصريحه وخرج مندهشا هذا هو الانحطاط الذي وصل اليه البعض والعياذ بالله ولا نستغرب لان الاسلا م نهم براء اضف الى ذلك الاساليب الرخيصة التي يتبعها مسؤول مؤسسة الشهداء التي يندى لها الجبين وتقشعر منها
احمد الربيعي
2010-10-06
من اجل الكرسي يغيرون كل شئ..فتره من الزمن وسيتغير حتى اسم الدعوه..هؤلاء يغيرون جلودهم افلا يغيرون مبادئهم!!!
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك