سعد البصري
اظن إن ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية في المشهد السياسي العراقي زاد الأمور ضبابية وتشويش..؟ أي بمعنى أخر إن ما جرى نتيجة الحراك السياسي في التحالف الوطني الذي تمخض عنه الإعلان عن السيد نوري المالكي كمرشح لرئاسة الوزراء لولاية ثانية زاد الأمور تعقيدا بسبب التباينات الواضحة في طبيعة الكتل التي أعلنت هذا الترشيح فغياب المجلس الأعلى الإسلامي عن هذه التحالفات يعتبر مؤشرا خطيرا وسابقة لابد أن تؤخذ بعين الاعتبار كون المجلس الأعلى لا يمثل أي رقم في القائمة بل هو قطب الرحى في كل ما يجري من حراك في هذا المشهد ، وعليه فعدم مشاركة المجلس الأعلى في اختيار الإلية التي تم من خلالها ترشيح السيد نوري المالكي له دلالات واضحة وعميقة يمكن أن تؤثر على طبيعة الخارطة السياسية العراقية كون المجلس الأعلى وعلى لسان رئيسه السيد عمار الحكيم دعا مرارا ولازال إلى أن تكون الحكومة القادمة حكومة شراكة وطنية تضم جميع المكونات العراقية ، وليس فيها مكان لإقصاء أو تهميش مكون معين ، وهذا ما كان واضحا من خلال التصريحات الكثيرة لسماحة السيد عمار الحكيم حول عدم مشاركة المجلس في أي حكومة لا تشترك فيها القائمة العراقية ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الروح الوطنية العالية التي يمتلكها السيد الحكيم ، وعليه فان أي حكومة ممكن أن تشكل بدون مشاركة الجميع هي حكومة ضعيفة ولا تلبي الحد الأدنى من متطلبات الشعب العراقي الذي يرجوا من ساسته أن لا يعيدوه إلى المربع الأول .
https://telegram.me/buratha