احمد عبد الرحمن
توجه منذ اسبوع اكثر من ستة ملايين ونصف المليون تلميذ وطالب الى المدراس والجامعات المعاهد العراقية ايذانا ببدء عام دراسي جديد. وهذا الرقم هو في الواقع رقم كبير لايستهان به يعكس من جانب حيوية الشعب العراقي ورغبة الاجيال الجديدة في المعرفة والتعلم، للمساهمة في تنمية وتطوير بلدهم، ومن جانب اخر يلقي على الدولة مهام ومسؤوليات كبرى في توفير افضل الظروف للتلاميذ والطلبة من اجل ان يواصلوا مسيرتهم العلمية والتربوية بنجاح.ومعروف ان قطاع التربية والتعليم في العراق عانى حاله حال بقية القطاعات خلال عهد نظام البعث الصدامي المقبور من مشاكل عديدة بسبب السياسات الهوجاء لذلك النظام، بحيث جعلته يعيش حالة من التخلف كانت مظاهر ولازالت واضحة وشاخصة للعيان الى حد كبير. فتسرب اعداد غير قليلة من الطلبة والاتجاه الى عسكرة المؤسسات التعليمية، والفساد الاداري والمالي وغير ذلك من المظاهر السلبية القى بظلاله الثقيلة على قطاع التربية والتعليم، و ما ارتفاع نسبة الامية في المجتمع العراقي الا واحدا من المؤشرات الواضحة على ذلك.وبعد الاطاحة بنظام صدام كان مؤملا ومنتظرا من ادارات الحكم الجديدة ان تفرد حيزا واسعا من الاهتمام لانتشال هذا القطاع الحيوي من واقعه المزري، ولكن حتى الان وبعد مرور سبعة اعوام ونصف على التغيير، لم تأتي النتائج بمستوى الطموحات والتوقعات، ومازال هناك الكثير مما ينبغي القيام به لاصلاح الواقع التعليمي والتربوي، على صعيد المباني والمنشات التعليميوعلى صعيد اعادة النظر ببعض المناهج العلمية، وعلى صعيد الاهتمام بتنمية كفاءات الكوادر التدريسية، وتحسين اوضاعها الحياتية.للاسف الشديد مازال قطاع التربية والتعليم لايحظى بأهمية متقدمة في سلم اولويات الدولة والحكومة، والدليل على ذلك ان عملية الاصلاح لهذا القطاع اقتصرت على مساحات وميادين صغيرة، ناهيك عن كونها لم تكن مدروسة ومخطط لها بشكل علمي جيد، بعيدا عن التخبط والاجتهادات المتقاطعة والمتسرعة.ولاشك ان التحاق اكثثر من ستة ملايين ونصف الميون طالب وتلميذ بالمدراس واللجامعات والمعاهد امر يبعث على الفرح والسرور، بيد انه لابد ان ننظر الى النوع بنفس النظرة الى الكم، وكذلك ننظر ونتوقف لنرى هل ان ظروفا واجواء علمية ملائمة قد توفرت لكل هذا العدد من تلاميذنا وطلبتنا الاعزاء ام لا؟.
https://telegram.me/buratha