المقالات

مـن الخـلـفاء الراشــدين إلـى المـالـــكي ...


لم يحدثنا تأريخنا العربي والأسلامي على مر العصور بأن أي خليفة ,سلطان ,ملك أو رئيس وصل الى السلطة برغبة من شعبه بإنتخابهم له فجميعهم إستحوذوا عليها إستحواذاً او حصلوا عليها عن طريق الوراثة ثم آتى  عصر الأنقلابات الدموية التي عاثت فساد على ما هو فاسد .

وبأستعراض سريع لما حدث في تأريخنا الأسلامي وبعد إنتقال خير البشر الى الرفيق الأعلى وإجتماع القوم في سقيفة بني ساعدة للتخطيط لمرحلة ما بعد النبوة برغم من حظورهم يوم غدير خم ومبايعتهم لامير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين , الإ أن ما جرى كان مؤامرة وأنقلاب على آمر رسول الله صل الله عليه وآله فأقبل الناس طوعا وكرها وبالتهديد والوعيد للمبايعة , وما أن انقضت أيام الخلافة الأولى حتى سلمت الى الخليفة الثاني وهكذا الثالث الذي تمسك بها كرداء أرتداه بآمر إلهي حتى عندما طالبه أهل الأمصار بعزل نفسه عن الخلافة أو تنحية الولاة من أقربائه وعزلهم كان يردد قوله " ما كنت أنزع قميصا قمصنيه الله" .

 وكما إعتبر معاوية أبن ابي سفيان السلطة هبة الله إليه ! وقوله لإهل العراق : (ما جئت أقاتلكم على الصوم والصلاة واعلم أنكم تقومون بها ولكني أقاتلكم لإتأمر عليكم فقد أمرني الله عليكم) , هذا أساس الشجرة الخبيثة وأساس الفتن التي حدثت وتحدث بعد ذلك يعتبر ما بيديه بأمر من الله تعالى !! . ولم يختلف أمراء بني العباس بنظرتهم للحكم والسلطة فكان المنصور يصف نفسه "سلطان الله في الأرض" وتواتر الورثة من بعده على عرش الخلافة . هكذا عاشت أمتنا الأسلامية حالة من القهر والأستبداد والتفنن في آليته والأساليب المتوحشة في الحكم فأسهم بشكل مباشر في تأخير أمتنا وتدهور حالها منذ بداية نشأتها والى يومنا هذا بأستثناء (الأربع أو الخمس أعوام التي حكم فيها أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب عليه السلام) أما بقية التأريخ فتنوع ما بين الطغيان والتسلط والتعسف والفردية الحاكمة , السلطة المطلقة , الاستعباد , الديكتاتورية , والقائد الضرورة , بتسلط طبقة حاكمة معينة وحاشيتهم على رقاب البشر ومصادرة حقوقهم وحرياتهم , وهم من يتحكمون بمقدرات البلد فيعطوا لمن يشاؤوا ويمنعوا عن من يشاؤوا ,كما إنهم كانوا اليد الضاربة للحاكم المستبد على مدى العصور بدون إستثناء , فبهم يقوى ملكه وسلطانه ومرتكزات دولته بأعطائهم صلاحيات عليا ليصبحوا ملكيين أكثر من الملك , متذرعين بنظرية الطاعة لخليفة الله على الأرض تجنبا لإحداث الفتن بالضحك على عقول الناس السذج بإستخداهم الترهيب الديني وتخويفهم من التعرض لغضب الله بعدم إطاعة خليفته على أرضه  وهو الحاكم طبعا !!.

وهم يحثون السير نحو دول الأستبداد والحكم المطلق للحاكم الأوحد وسلطته القمعية بدون مساءلة أو رقابة لتصبح الدولة ومقدراتها ملكا خالصا للحاكم وزبانيته .هذه التراكمات التأريخية (المختصرة) التي عششت في بلداننا العربية خصوصا وأغلب الدول الأسلامية عموما ,كوّنت هذه النزعات السياسات العامة المتبعة لجميع الدول التي عاشت تحت ظل ذلك النظام وتآثرت به وإنعكس سلبا على الوضع العام وعلى نفوس البشر التي أنقسمت ما بين المستسلم الخاضع لامرسلطانه  وبين المتمرد على وضعه لا يقبل بالظلم والاستبداد يعشق الحرية ويبذل الغالي والنفيس من أجلها ومن أجل أن تعم بين الناس , بعموم العدل والمساواة في دولة العدل الألهي الذي لابد وأن يكون موعدها قريب .

فما يحدث في العراق اليوم ليس بعيدا عن تأريخنا الذي كرس مفهوم الإستبداد على أراضيه من حقبة حكم الى آخرى ومن ثورة الى آخرى ومن انقلاب الى ثاني ومن ظلم وطغيان الى الاحتلال . وبعد سيل الدماء وتقطيع الاشلاء وتهجير الأخلاء التي كانت بمثابة الضريبة التي دفعها شعبنا وأهلنا من أجل أن يتنفس هواء الحرية بعيدا عن ظلم الطغاة والدهاة فبعد أن كان الشعب أغلبه جهة معادية أنعكست المعادلة وأصبح الشعب بيده حق الأختيار لمن يراه مناسب في تجربة ديمقراطية فريدة في عالمنا العربي في التداول السلمي للسلطة ,الا ان مفهوم الديمقراطية بدا وكأنه شعار لكل من الأحزاب المتنفذة التي تسلّمت مقاليد السلطة وبدأت تبحث عن جذورها الإستبدادية التي ورثتها عبر التاريخ فشوهت مبدأ النظام الجديد بخرق الدستور وتجاوزه والتفرد بالسلطة وتغليب جهة على آخرى وتقريب المقرب وتسليطه وإستعماله كيد ٍ ضاربة وكأنما تعاد علينا سياسية رموز تاريخية كانت سبب التخلف والاستبداد طوال القرون الماضية بأعادة مفهوم خليفة الله على الأرض !.

 أربع سنوات ونصف مرّت منذ إنتخاب المالكي كمرشح تسوية عن الائتلاف العراقي الموحد خلال الإنتخابات الماضية عقب الأختلاف للتجديد للجعفري لولاية ثانية الذي كان بمنافسة السيد عادل عبد المهدي  , فتقمصها المالكي فكانت المسيرة حافلة في عراقنا الجديد نتيجة انعكاس لتلك السياسيات ان يعم الفساد وتبدد ميزانية البلد التي بلغت بحدود 300 مليار دولار خلال الأربع سنوات الماضية وما الاستقتال والتمسك بالسلطة والتضحية بمستقبل شعب ومقدراته وأمنه من أجلها الا لتوفير غطاء قانوني على ملفات الفساد في حكومته فمن وزارة التربية التي صنفت منظمة اليونسكو وزيرها خضير الخزاعي بأنه أفشل وزير تربية بالعالم  والفساد المستشري سواء المالي أو الاداري في وزارته ولسنا بعيدين من ما حدث بوزارة التجارة ووزيرها الهمام عبد الفلاح السوداني المقدام وعقود البطاقة التموينية والاغذية الفاسدة وإستيراد المواد الإنشائية من مناشئ رديئة , ولا ننسى هنا صاحب السعفة الذهبية التي كرمه بها المالكي نتتيجة إهداره 17 مليار دولار على مشاريع ومحطات كهرباء والنتيجة 20 ساعة قطع باليوم !! في أغلب مدن العراق أما القرى فما زالوا يعيشوا في زمن القرون الوسطى ! لا ماء ولا كهرباء ولا مدارس وأن وجدت فهي أما من القصب أو الطين !!! , ومع ذلك المالكي يصف وزير الكهرباء المستقيل وحيد كريم بالمجاهد الكبير ويدافع عنه بضراوة !! .

فمن سيطالب حكومة المالكي اذا قدر لها ان تتسلم رئاسة الوزراء لاربع سنوات القادمة  بتقديم الحسابات الختامية لموازنات السنوات الأربع الماضية قبل التصويت على موازنة العام 2011 ؟؟ الوضع الاقتصادي في البلاد لم يتحسن ومعدلات البطالة ارتفعت على الرغم من تخصيص تلك الميزانية الضخمة للسنوات الأربع الماضية، فمن حق الشعب أن يعرف في أي الطرق صرفت بموجبها تلك المبالغ . وبدورنا نتسائل كيف ستكون ياترى السنوات الأربع القادمة في ظل وجود نفس المافيات ونفس رؤوس الفساد وآلياته ؟ .

عراقيـــة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابن العراق
2010-10-03
خوية علي والله انا لا ادخل على موقع القانون لان مايكتب به يشيب له كل غيور وبعض العبارات التي تكتب لا يقبل بها الا بن شارع اما الرابط فهو لاجل حاحة في نفس يعقوب واتمنى ان يستمر ذلك ولو لوقت قصير يحترمون به مشاعر الاخرين وما نكتبه هنا هو لقول الحقيقة والتنفيس عن مايدور في انفسنا ولم نسب او نشتم او نتكلم على الاخرين بكلام بعيد عن الحقيقة واقول لك وقد سمعت بذلك و ذكرت اني لا استطيع الدخول لموقعهم وكتابات وغيرها لاني لا احتمل ما يكتب هل صحيح هناك اغنية تمجد المالكي وكاننا في عهد صدام.ارجو الجواب .
حيدر
2010-10-02
هو منو الي يبحث عن المكاسب الحزبية اتعلمون ان اطراف من حزب الدعوة عندما يتم تعين شخص في دوائر الدولة مطلوب منه ان يكون عضو في الحزب العتيد هذا الكلام نقوله ونحن قريبين منه يكفي السكوت على مايحصل من هذا الفساد الواضح في كل مفاصل الدولة التي يقودها الدوجية يكفي رحم الله من اهدى لي عيوبي لا الصقها بالاخرين
علي حسين الشمري
2010-10-02
اخواني ادعوكم بحق الحسن والحسين وجميع اهل البيت عليهم السلام للوحدة ولم الشمل وتفويت الفرصة على اعدائنا البعثيين اتباع بني امية. ارجوكم اقرؤا هذه الرسالة الرائعة في موقع دولة القانون - الرابط التالي - http://qanon302.net/news.php?action=view&id=2131
ابن ذي قار
2010-10-02
الرجل صرح انه سوف يقوم بعد الموازنة للسنوات القادمة اما الماضية فالشعب قابل مايدري وانتخبه ووصول الرجل الى ماهو عليه بذراعه في الانتخابات الاولى لان حصل على 6 مقاعد كحزب والان ان باراك قال لحاشيته من الافضل علاوي او المالكي فقيل المالكي فقال اذن المالكي والسبب واضح لانه وقف وسيقف بوجه من اوصله اكثر من علاوي وسيرجع البعث اكثر من علاوي اما ايران عدوة الامس ايضا لا يوجد غيره من يلبي طموحها والاخوة ال سعود لقد صرح الملك انه يرحب بعد ان كان عدوا لازم اكو شئ اقنع الجميع بحكمه والله حافظ من نوري تحفية.
بشارالشموسي
2010-10-02
صدقت والله ولاتعليق على هكذا كلام لانه عين الصواب
صالح العراقي
2010-10-02
الشعب العراقي عندماصوت للدستور صوت على تبادل سلمي للسلطة وعدم الاستبداد من قبل الحاكم واليوم وقد اتفق التحالف الوطني الذي يمثل اغلبية الشعب العراقي على مرشحه فلماذا هذا التمسك من قبل مجموعة لاتشكل الاغلبية فيه؟؟ رجاءً ابحثوا عن مصلحة الشعب ولاتبحثوا عن المكاسب الحزبية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك