الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي
تتناول بعض الكتابات الحديثة والمؤتمرات والندوات على مستوى الجامعات والمؤسسات موضوع الجودة( Quality )
ولعلنا في هذا المجال نريد ان نبين بعض المعاني التي تترادف ومفهوم الجودة ودالتها الاقتصادية لنضيف معرفة للقارئ الكريم وذلك من واقع مشاركتنا في ندوات متخصصة بهذا جانب اطرافها جامعات غربية عريقة.
هناك ابعاد عدة يتسم بها مفهوم الجودة ومنها الآتي:
اولا: ادارة الجودة:Quality Management: تشير ادبيات البحث ان المقصود بأدارة الجودة تتضمنها المفردات الآتية من حيث النظرة الواقعية:
1-الستراتيجية:Strategy : وهذه الستراتيجية تتمثل في مستويين:
أ-المستوى الاول: لجنة ادارة النوعية( ََِQAC ) حيث يجب تشكيل لجنة لأدارة النوعية تبين مهامها وواجباتها واسلوب عملها حيث يرتكز عملها على تقديم تقارير لما تراها مناسبا ضمن مفردات نوعية العمل ومعالجة الثغرات.
ب- المستوى الثاني: السياسة التي تتبعها ادارة الجودة في تدعيم نشاط الجودة والمعوقات التي قد تقف حائلا دون التنفيذ مع التطلع الى المعايير التي يمكن اعتمادها من اجل الحصول على جودة عالية.
ج-البنية الاساسية التحتية:Infrastructure : ان لجنة ادارة الجودة في مؤسسة ما هي لجنة خاصة مسئولة عن كل ما يصدر عن الجودة على مستوى المؤسسة وقد يقتضي الامر اذا كانت المؤسسة تتكون من عدة منشآت ان تتكون لجنة نوعية لكل منشأة ترنبط بلجنة نوعية رئيسة في المؤسسة بحيث يمكن تسمية هذه اللجان بفرق العمل (Working Groups) حيث تجمع المعلومات وتمرر ثم تناقش وتحلل وتصاغ التوصيات بشأنها ومن جمل الاشياء التي تصب في مجال العمل ألآني:
أ-التنقيح والصياغة المقبولة لتنفيذ العمل.
ب-اعادة النظر في برنامج العمل( Program Review)
من خلال الطروحات اعلاه نجد ان العمل ينصب على ايجاد صيغة معينة تتلاءم مع التطوير المستقبلي مع ملاحظة التكلفة والعائد(Cost and Benefit ) وهذا التصور ينسجم مع الدالة الاقتصادية ذلك ان اقتصاد اي بلد يرتكز على شيئين مهمين لهما اصطلاحات فنية في علم الاقتصاد الا ان مايقصد به كقصد دلالة هو الدخل القومي والأنفاق القومي حيث يتأثران تأثرا مباشر في عمليات الاستيراد والتصدير فكلما كان البلد مصدرا يعني ذلك توفر عملة صعبة تسهم في تغطية مستحقاته الدولية وكلما كان البلد مستوردا اثر ذلك على ميزان مدفوعاته تأثيرا سلبيا.
لذلك فأن الدالة الاقتصادية التي ترتبط بالجودة تكاد تتناغم مع معطيات الجودة في تحسين الآداء الاقتصادي .
ان الستراتيجية في مجال الجودة يعني خلق قيمة ايجابية للمؤسسة من خلال تعاملها مع الغير ومن خلال بعض الطروحات التي قدمها( Kaplan & Norton 2001) في كتابهما( The Strategy-Focused Organization )
حي اوردا بعض المعايير في كيفية تقييم الآداء لبعض المؤسسات الصناعية حيث ركزا على تقييم الآداء في هذا المجال وهو احد المفردات التي تعنى بها الجودة ولكن النظرة الحديثة اصبحت تهتم الى ستراتيجية الادارة Management Strategy كما المحنا.
ثانيا: الرقابة والتقييم Monitoring and Evaluation:: ان هدف الرقابة على الجودة لغرض ضمان فاعلية وملائمة الآداء في مهام المؤسسة الاقتصادية وجودة الاجراءات اما عملية التقييم فتعني وضع الأجراءآت المتبعة ضمن معايير تعطيها اوزان للتحقق من فاعليتها ومدى تطبيقها تطبيقا يؤدي الى تقدم المؤسسة مستقبلا.
ومن خلال الرقابة والتقييم يمكن ان تظهر لدينا بعض التساؤلات التي تستدعي اعادة النظر في عملية الجودة ومدى ملاءتمها لوضعية المؤسسة المستهدفة وقد يؤدي الامر الى تنقيح جميع الاجراءات وقد نحصل على تغذية عكسية من خلال التطبيقات العملية حيث تساعد هذه التغذية على تحديث استرايجية العمل والتطلع الى المستقبل من اجل تطوير عمليات لازمة للمؤسسة ولها انعكاسات اقتصادية جادة.
وبناءا على هذا التوصيف فأن الرقابة والتقييم يهتمان في مجال الجودة على امور عدة من اهمها الآتي:
أ-المنظور المالي:Financial Perspective.
ب- المنظور الى العميل.Costumer Perspective
ج- المنظور الى الأمور الداخلية. Internal Perspective
د- المنظور الى التعلم والنمو Learning and Growth Perspective
ان هذه المفردات وغيرها تعطي في حيثياتها مراعاة للجودة في معناها العملي وترتبط ارتباطا موضوعيا مع الدالة الاقتصادية التي اشرنا الى بعض ملامحها حيث المقدرة على الابداع او التجديد Innovation .
والله من وراء القصد
https://telegram.me/buratha