المقالات

الحكومة وسيلة لا غاية


اكرم الثوري

اسباب نشأة الحكومات هي تنظيم حياة المجتمع والحفاظ على النظام والاداب والحقوق العامة وتطبيق النظام وتوجيه الناس للتعايش والتفاهم دون منازعات وصراعات.قد يكون العصر الروماني هو الذي أوجد مفهوم الدولة التي واحدة من اهم اركانها الحكومة للتغلب على الصراعات الداخلية وانهاء سيطرة القوي على الضعيف واستبعاد واستعباد الناس وسلب حقوقهم.واول حكومة في الاسلام هي في عهد الرسول الاكرم في المدينة المنورة وتدوين النظام الاداري والسياسي لمدينة الرسول وايجاد العلاقات الخارجية مع القبائل والاديان الاخرى وكتابة العهود والوثائق والاتفاقيات.وفي عصرنا الحاضر تتأكد الحاجة لوجود حكومة بسبب اتساع حاجات المجتمعات وارتكازها في المدن والنمو السكاني الهائل وترسيم الحدود وتقنين العلاقات الدولية وتدوين الدساتير كضمانة اكيدة لحفظ الحقوق والواجبات وتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكومين.وقد تخرج الحكومات عن السياقات المرسومة والاغراض التي أنشأت من اجلها بسبب الاستبداد والانفراد بالسلطة وهو ما أفرغ الحكومات عن مضامينها الهادفة ووضع الشعوب في خدمة الحاكم الاوحد واصبحت الحكومة غاية بذاتها وتوظيف كل الناس من اجل خدمتها وبقائها كما في العهود الاستبدادية التي حكمت العراق ما قبل التاسع من نيسان 2003.في العراق الجديد تكرست ثقافة جديدة هي ثقافة الحاكم الخادم والحكومة الخادمة لشعبها وانتهت الى الابد مقولة الجميع في خدمة الحاكم بل اصبح الحاكم يحاول استمالة الجماهير وارضاءها ولا يتحرك ولا يقرر الا ما يقرره ممثلو الشعب.واصبح الشعب لا يخشى المطالبة بحقوقها لانه حق دستوري مشروع فان المطالبة بالحقوق مؤشر على حياة وحيوية الشعوب وتغييب او غياب المطالبة بالحقوق عودة للعهود الاستبدادية الغابرة وتكريس للحكومات الديكتاتورية.من يعتقد ان الحكومة هي غاية بذاتها ويضحي بمبادئه وسمعته ومصداقيته من اجلها فلسوف يخسر الامرين الحكومة وثقة الاخرين وان من يسعى اليها من اجل تحقيقها دون خدمة الناس فانه سيفشل في تحقيق فوائدها بل سيحصد مرارتها وضريبتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك