المقالات

الحكومة وسيلة لا غاية

809 23:51:00 2010-09-29

اكرم الثوري

اسباب نشأة الحكومات هي تنظيم حياة المجتمع والحفاظ على النظام والاداب والحقوق العامة وتطبيق النظام وتوجيه الناس للتعايش والتفاهم دون منازعات وصراعات.قد يكون العصر الروماني هو الذي أوجد مفهوم الدولة التي واحدة من اهم اركانها الحكومة للتغلب على الصراعات الداخلية وانهاء سيطرة القوي على الضعيف واستبعاد واستعباد الناس وسلب حقوقهم.واول حكومة في الاسلام هي في عهد الرسول الاكرم في المدينة المنورة وتدوين النظام الاداري والسياسي لمدينة الرسول وايجاد العلاقات الخارجية مع القبائل والاديان الاخرى وكتابة العهود والوثائق والاتفاقيات.وفي عصرنا الحاضر تتأكد الحاجة لوجود حكومة بسبب اتساع حاجات المجتمعات وارتكازها في المدن والنمو السكاني الهائل وترسيم الحدود وتقنين العلاقات الدولية وتدوين الدساتير كضمانة اكيدة لحفظ الحقوق والواجبات وتحديد العلاقة بين الحاكم والمحكومين.وقد تخرج الحكومات عن السياقات المرسومة والاغراض التي أنشأت من اجلها بسبب الاستبداد والانفراد بالسلطة وهو ما أفرغ الحكومات عن مضامينها الهادفة ووضع الشعوب في خدمة الحاكم الاوحد واصبحت الحكومة غاية بذاتها وتوظيف كل الناس من اجل خدمتها وبقائها كما في العهود الاستبدادية التي حكمت العراق ما قبل التاسع من نيسان 2003.في العراق الجديد تكرست ثقافة جديدة هي ثقافة الحاكم الخادم والحكومة الخادمة لشعبها وانتهت الى الابد مقولة الجميع في خدمة الحاكم بل اصبح الحاكم يحاول استمالة الجماهير وارضاءها ولا يتحرك ولا يقرر الا ما يقرره ممثلو الشعب.واصبح الشعب لا يخشى المطالبة بحقوقها لانه حق دستوري مشروع فان المطالبة بالحقوق مؤشر على حياة وحيوية الشعوب وتغييب او غياب المطالبة بالحقوق عودة للعهود الاستبدادية الغابرة وتكريس للحكومات الديكتاتورية.من يعتقد ان الحكومة هي غاية بذاتها ويضحي بمبادئه وسمعته ومصداقيته من اجلها فلسوف يخسر الامرين الحكومة وثقة الاخرين وان من يسعى اليها من اجل تحقيقها دون خدمة الناس فانه سيفشل في تحقيق فوائدها بل سيحصد مرارتها وضريبتها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك