سعد منصور
تواصل المراكز الاعلامية الوهابية والفضائيات التابعة لها حملتها المسماة (ابناء عائشة) يزعمون فيها انهم يدافعون عن زوجة النبي (ص) ويقولون ان العالم الشيعي الكويتي ياسر الحبيب قد تجاوز عليها ، وتتضمن الحملة تكفير الشيعة الرافضة والدعوة الى قتلهم ، كثير من الناس تعاملوا مع الحملة ببرود وملل ، ولكن الخدعة جلبت انتباه بعض العلماء فاضطروا الى الرد ومنهم المحقق المعروف السيد كمال الحيدري والشيخ علي الكوراني وآخرون وقد فاجأ هؤلاء المحققون الرأي العام الاسلامي بالقول بأن ياسر الحبيب ليس هو الذي اساء الى عائشة بل ردد أقوالا وروايات سنية يذكرها كبار الرواة والمحققين وهي مصادر تأريخية لكل من السنة والشيعة على حد سواء في هذا الموضوع مثل : البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، واحمد بن حنبل ، وابن ماجة ، وابو هريرة ، وابن سعد ، والحاكم ، وابن ابي شيبة ، والطبري ، والرازي ، وابن حجر ، وابن كثير وغيرهم ، روايات سنية مشهورة جدا حول شخصية عائشة وسيرتها ترسم صورة سيئة لأم المؤمنين ، والشيعة ورواتهم براء من هذه الروايات على حد تعبير المحققين وبعضها دراية وليست رواية ومن أهمها على سبيل المثال : 1- خروجها على خليفة المسلمين علي (ع) وقيادتها لمعركة الجمل ، وحكم الخارج على امام زمانه معروف وقد حذرها النبي وقال انها التي (تنبحها كلاب الحوأب) ، وكانت تخرج رأسها من الهودج في المعركة ملوحة بصرة دنانير وهي تقول من يأتيني بالرأس الأصلع اي رأس علي (ع) ! 2- حرضت على قتل الخليفة عثمان وكانت تنادي (اقتلوا نعثلا انه قد كفر) وهو اسم معيب اطلقته على الخليفة وعندما قتلوه اعلنت انها تأخذ بثأره من علي(ع)! 3- خاطبت النبي مرة : الست تزعم انك رسول الله ؟ فسمعها ابوها الخليفة ابو بكر فاستفظع قولها ولطمها على فمها واسال دمها ! 4- كانت عندما تغضب تكلم النبي بخشونة فكان يقول لها : (لقد جاءك شيطانك ) وهو لا ينطق عن الهوى! . 5- خرج رسول الله صلى الله عليه وآله من بيت عائشة، فقال: (رأس الكفر من ههنا من حيث يطلع قرن الشيطان). 6- عرفت بأنها تروي للرجال الأحاديث عن علاقاتها الزوجية مع النبي بما لا يليق ذكره معتقدة ان في ذلك فضائل لها . هذه جملة من أقوال رجال الحديث السنة الكبار المذكورين اعلاه بشأن السيدة عائشة ولديهم أقوال أخرى يخجل المرء من ذكرها ، فهل كان هؤلاء رافضة أو متآمرين . يلاحظ في سياق هذه الحملة ان علماء عرب يخطبون في المساجد ويبكون ويلطمون على رؤوسهم ويدعون اتباعهم الى الثأر من الرافضة لأم المؤمنين ، ولو كانوا منصفين قليلا لدعوا الى الثأر من مسلم والبخاري الترمذي واشباههم ، هذه الفتنة تقف وراءها اغراض سياسية فهم يلطمون لا خوفا على عائشة بل خوفا على سيدتهم اسرائيل من القنبلة الشيعية المزعومة ، الحملة التحريضة فشلت واعطت نتائج معكوسة واتضح ان الجمهور السني عموما لا يعرف الحقيقة ولا يقرأ المصادر ويكتفي بأكاذيب الخطباء الوهابيين وقد حفز العلماء بردودهم كثيرا من الناس على مراجعة المصادر فأخذوا يقرأونها ويكتشفون الحقيقة ، ويبدو ان هناك موجة واسعة في الشارع العربي تدعو الى اعادة النظر في المقولات المذهبية الخلافية المزورة وأخذ الحقائق من امهات الكتب المقطوع بصحتها .
https://telegram.me/buratha