ميثم الثوري
الكثير من المفاهيم الصحيحة تتعرض اثناء التطبيق الى اخطاء كارثية وهو ما يصطلح عليه تقاطع النظرية والتطبيق لكن هذه الاخطاء لا تشوه اساساً من سلامة الاسس الصحيحة لهذه المفاهيم.ان سقوط المعادلة السياسية الظالمة في التاسع من نيسان 2003 اسهم في ادخال العراق في منعطف تأريخي كبير ومسار ديمقراطي لا يمكن تجاوزه او القفز عليه مهما كانت التحديات والتهديدات.ذاكرة العراقيين مازالت تستحضر وتستذكر مشاهد التعذيب والقمع والابادة التي مارستها عصابات البعث البائد عندما كانت داخل السلطة وحتى عندما تحولت خارجها بعد التغيير في توزيع الابادة بشكل عشوائي على الجميع.نهاية تلك المرحلة الظالمة والمظلمة تمثل انقاذاً حقيقياً لكل مكونات العراق دون استثناء وان تركز الظلم السابق على بعض المكونات العراقية وهو ظلم لا تتحمله بقية المكونات مطلقاً لاننا لا يمكن ان نعمم الاخطاء ونخلط الاوراق فالجميع كان ضحايا التهميش والضياع والاهمال.المعادلة الجديدة بكل الامها وامالها وهي مرتكز مهم من مرتكزات الديمقراطية الجديدة في العراق لم تظلم احداً من ابناء العراق لاسباب مذهبية او قومية او سياسية وان الجميع مستهدف من قبل اعداء العراق من الارهابيين والتكفيريين والصداميين.اذا صنف النظام السابق ابناء العراق ومكوناته ضمن درجات وخانات طائفية امعاناً للاساءة البالغة لكل العراقيين فان المعادلة الجديدة كانت الضمانة الاكيدة لحفظ حقوق الجميع دون تمييز او تفريق.ومن هنا فاننا بالقدر الذي نحرص فيه على استيعاب كل ابناء العراق ضمن المعادلة الجديدة ونبذ التمييز الطائفي والعنصري فاننا لم ولن نسمح بعودة المعادلة السابقة حفاظاً على التجربة الجديدة ووحدة وانسجام ابناء شعبنا.ومن يفكر متوهماً بعودة تلك المرحلة الظالمة والمظلمة ويبشر بقايا النظام بالعودة الى الماضي الاسود ولو عبر الاستغلال السلبي للديمقراطية واستحقاقاتها فان ذلك من الاوهام والاحلام بعيدة المنال بل مستحيلة المآل.ان اخطاء الحاكمين اثناء التطبيق للديمقراطية او تداول السلطة السلمي لا يبرر اساساً او يعني اخطاء الديمقراطية او يحاول ايجاد مبررات لعودة النظام البوليسي الى الحكم بديلاً عن النظام الديمقراطي كما حاول بايدن الايحاء بذلك للضغط على السياسيين العراقيين من اجل الضغط للاسراع بتشكيل الحكومة التي طال انتظارها لاكثر من ستة اشهر عجاف.
https://telegram.me/buratha