المقالات

استحالة عودة المعادلة السابقة

996 09:30:00 2010-09-29

ميثم الثوري

الكثير من المفاهيم الصحيحة تتعرض اثناء التطبيق الى اخطاء كارثية وهو ما يصطلح عليه تقاطع النظرية والتطبيق لكن هذه الاخطاء لا تشوه اساساً من سلامة الاسس الصحيحة لهذه المفاهيم.ان سقوط المعادلة السياسية الظالمة في التاسع من نيسان 2003 اسهم في ادخال العراق في منعطف تأريخي كبير ومسار ديمقراطي لا يمكن تجاوزه او القفز عليه مهما كانت التحديات والتهديدات.ذاكرة العراقيين مازالت تستحضر وتستذكر مشاهد التعذيب والقمع والابادة التي مارستها عصابات البعث البائد عندما كانت داخل السلطة وحتى عندما تحولت خارجها بعد التغيير في توزيع الابادة بشكل عشوائي على الجميع.نهاية تلك المرحلة الظالمة والمظلمة تمثل انقاذاً حقيقياً لكل مكونات العراق دون استثناء وان تركز الظلم السابق على بعض المكونات العراقية وهو ظلم لا تتحمله بقية المكونات مطلقاً لاننا لا يمكن ان نعمم الاخطاء ونخلط الاوراق فالجميع كان ضحايا التهميش والضياع والاهمال.المعادلة الجديدة بكل الامها وامالها وهي مرتكز مهم من مرتكزات الديمقراطية الجديدة في العراق لم تظلم احداً من ابناء العراق لاسباب مذهبية او قومية او سياسية وان الجميع مستهدف من قبل اعداء العراق من الارهابيين والتكفيريين والصداميين.اذا صنف النظام السابق ابناء العراق ومكوناته ضمن درجات وخانات طائفية امعاناً للاساءة البالغة لكل العراقيين فان المعادلة الجديدة كانت الضمانة الاكيدة لحفظ حقوق الجميع دون تمييز او تفريق.ومن هنا فاننا بالقدر الذي نحرص فيه على استيعاب كل ابناء العراق ضمن المعادلة الجديدة ونبذ التمييز الطائفي والعنصري فاننا لم ولن نسمح بعودة المعادلة السابقة حفاظاً على التجربة الجديدة ووحدة وانسجام ابناء شعبنا.ومن يفكر متوهماً بعودة تلك المرحلة الظالمة والمظلمة ويبشر بقايا النظام بالعودة الى الماضي الاسود ولو عبر الاستغلال السلبي للديمقراطية واستحقاقاتها فان ذلك من الاوهام والاحلام بعيدة المنال بل مستحيلة المآل.ان اخطاء الحاكمين اثناء التطبيق للديمقراطية او تداول السلطة السلمي لا يبرر اساساً او يعني اخطاء الديمقراطية او يحاول ايجاد مبررات لعودة النظام البوليسي الى الحكم بديلاً عن النظام الديمقراطي كما حاول بايدن الايحاء بذلك للضغط على السياسيين العراقيين من اجل الضغط للاسراع بتشكيل الحكومة التي طال انتظارها لاكثر من ستة اشهر عجاف.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك