المقالات

اشكالية السياسي والجهة المنتمي اليها

1183 21:38:00 2010-09-27

منى البغدادي

لا يمكن ان تفهم شخصية السياسي مجردة عن انتمائه السياسي او يفسر اداؤه بمعزل عن الاداء الاجمالي للجهة السياسية التي ينتمي اليها فله ما لها وعليه ما عليها ويتحمل خصائصها ومنجزاتها كما يتحمل سلبياتها واخفاقاتها فالجزء يحمل خصائص الكل ليس على مستوى التفاعل الفيزيائي والكيميائي بل حتى على المستوى السياسي والاجتماعي فان التفكيك بين الشخص والجهة قد يكون متعسراً في اوضاعنا الراهنة.وقد يكون التأثير متبادلاً بين الشخصية السياسية والجهة التي تنتمي اليها ايجاباً وسلباً وقد تضفي الجهة السياسية المقبولية والشرعية على الشخصية والعكس كذلك ولعل الاقرب دليلاً على ما نريد تأكيده هو صمود الكثير من الشخصيات امام رياح التشويه والاتهامات التي يطلقها المرجفون والمفترون لم تأت لاسباب ذاتية وقدرات استثنائية تتحلى بها هذه الشخصيات فحسب بل بسبب قوة الجهة التي تنتمي اليها ورسوخها واعتبارها السياسي والاجتماعي.ومقولة امير المؤمنين "اعرف الحق تعرف اهله" او " لا يعرف الحق بالرجال" لا تأتي في هذا السياق لتعلقها بمعرفة الحق الذي يكون انعكاساً لمعرفة الرجال ومعرفة الحق تأني ضمن مقدمات وادراكات لا يستطيع الجميع تحقيقها لاختلاف وتفاوت العقول والمعرفة وقد تختلف الجماعة الواحدة في معرفة الحق وما يراه البعض حقاً قد يختلف عما يراه الاخرون باطلاً.وليست ثمة مقاسات ثابتة لجميع الناس لمعرفة الحق ولهذا نجد الاختلاف الكبير بين التيارات والفرق والمذاهب ولعل اشارة الامير علي بن ابي طالب الى قضية الخوارج بقوله " ان من طلب الحق فأخطأه ليس كمن طلب الباطل فأصابه" فالكثير تقوده الشبهات او القناعات الخاطئة الى المهالك والمزالق.والامر الجدير بالتذكير التي يمكن الاشارة اليه هو ان " إثبات الشىء لا ينفي ما عداه" على المستوى الفلسفي وقد تنطبق هذه القاعدة على المستوى السياسي والاجتماعي بصعوبة بسبب الفهم الساذج المتبادر الى الاذهان عن اثبات الاشياء لشخص ما فقد ينصرف سلبها بالضرورة عن الاخر بسبب الخلط الفكري والتعميم السلبي وصعوبة التمييز الواعي في تقييم الشخصيات وما ينعكس على اضدادها بالضرورة.والمفارقة في هذا السياق هي ان قاعدة "إثبات الشىء لا ينفي ماعداه" في الفهم الفلسفي قاعدة منطقية لا يطالها الاستثناء او الخدش بينما في الواقع السياسي الذي تسوده المفارقات والمغالطات والتعميمات فان تلك القاعدة تصبح في مهب الريح لعدم ارتكازها في المفصل السياسي الحافل بالمتغيرات والمتناقضات.ولكن رغم ذلك الخلط الخاطىء والتعميم السلبي والانصراف المختل المتبادر في الاذهان للحديث عن خصائص الاخرين وما يمكن ان ينعكس نفياً لخصائص الاخرين فان ذلك لا يمنعنا من الاشارة الى خصائص بعض الشخصيات السياسية ومزاياها كشخصية الدكتور عادل عبد المهدي القيادي في المجلس الاعلى الاسلامي وعضو الائتلاف الوطني العراقي وان تحسس الاخرون لاننا لم نقصد الاساءة الى المنافس الاخر بقدر ما نريد تأكيد خصائص مرتكزة في اداء وسلوك سياسيين كبار في الواقع السياسي الراهن في العراق الجديد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك