المقالات

من عرقل البرلمان؟


منى البغدادي

رغم مرور اكثر من ستة اشهر ودخولنا في الشهر السابع على الانتخابات النيابية في العراق الا اننا نعتقد بان هناك اسباب موضوعية للتأخير واخرى غير طبيعية يتحملها بعض الفائزين والطامحين الى الحصول على السلطة مرة ثانية. النظام السياسي في العراق نظام برلماني بامتياز ويختلف عن النظام الرئاسي كما هو الولايات المتحدة الامريكية او نظام الجمعية كما هو النظام السياسي في سويسرا ويمتاز النظام البرلماني عن بقية النظم الديمقراطية بأولوية دور البرلمان في تشكيل الحكومة وبقية الرئاسات والهيئات فالشعب يصوت لممثليه في مجلس النواب الذين هم بدورهم ينتخبون الرئاسات الثلاث ضمن التصويت المنصوص في الدستور عبر انتخاب رئيس البرلمان والتصويت على رئيس الجمهورية بالثلثين والذي يقوم بدوره بتكليف رئيس الوزراء بتشكيل الحكومة والمصادقة عليها في مجلس النواب بالاغلبية البسيطة (50+1).وهنا تبرز اهمية البرلمان ودوره الرقابي والاشرافي التقنيني للقرارات واصدار القوانين والمصادقة عليها ولعل دوره الابرز هو التصويت على مرشحي الرئاسات الثلاث.وقوة البرلمان ليست نابعة من قوة الشعب وشرعيته فحسب بل ومن قوة الدستور المرجعية القانونية الوحيدة التي لا تعلو عليها قوانين او تقاليد، واضعاف دور البرلمان سيؤدي الى ضربة قاصمة لمصداقية النظام الديمقراطي في العراق وتصدع العملية السياسية التي تعتبر البرلمان من اهم اركانها ومرتكزاتها.محاولة افراغ البرلمان من دوره الفاعل ومحتواه الهادف سيؤدي الى خرق الدستور والاساءة للتجربة الديمقراطية في العراق وقطع الطريق امام كل مراقبة او اشراف وهو ما يضع العملية السياسية في مهب الريح وبالتالي سيؤدي الى اهتزاز المصداقية والشرعية الدستورية للبرلمان.لا يمكن غض النظر عن الخروقات الدستورية المستمرة واعتبار جلسة البرلمان مفتوحة الى يومنا هذا فهذا احتيال واضح ومغالطة خطيرة تشوه التجربة الديمقراطية في العراق وتضعف دور البرلمان وتعطل البنى الدستورية التي يقف عليها النظام السياسي القائم في العراق.ان البرلمان فوق كل الخصوصيات الحزبية والفئوية وهو الاهم من تشكيل الحكومة لانه الصانع الحقيقي للحكومة واي افراغ لمحتواه الهادف ودوره الرقابي والاشرف فهو خرق للدستور واستخفاف بمشاعر شعبنا الذي سجل اكبر ملحمة انتخابية في تأريخه المعاصر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك