المقالات

اختيار خير الشرين


اكرم الثوري

فقدان القدرة على التمييز او صعوبة انتقاء الخيارات المثلى او اللجوء الى اصعب الخيارات واسوءها ليست سمة عقلائية فالاسوياء من البشر هم الذين يختارون خير الشرين او يقدمون الاقل مفسدة على الاكثر كما ان الارتكاز العقلائي هو " درء المفاسد اولى من جلب المنافع" ولا يشذ من تلك القواعد العقلائية عادة الا الاداء السياسي باعتباره مخاضاً حافلاً بالمتغيرات والتطورات المتسارعة.وثمة قول مثير ومؤثر في هذا السياق لامير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) "ليس العاقل من يعرف الخير من الشر بل العاقل من يعرف خير الشرين".وقد يقال في هذا السياق ان تمييز خير الشرين او معرفة اقل الضررين قد يحتاج الى وعي متميز وعقل متنور ومعرفة تدرك الاولويات والاساسيات وتمتلك القدرة على التشخيص بين اهون الشرين وليس جميع البشر بقادرين على ذلك فلربما ما يراه البعض خيراً يراه الاخرون شراً وما يراه الاخرون شراً قد يراه غيرهم خيراً وتمييز الخير من الشر او تميير اهون الشرين واقل الضررين من اختصاص ذوي الخبرة من العلماء والفقهاء وليس من مختصات بقية البشر وربما هذا يعزز خطورة التساقط والتفاوت بين الفرق والمذاهب والتيارات الدينية والفكرية.وفي العراق الجديد توفرت امامنا عدة خيارات فعلينا انتقاء الافضل وليس الاسوء لان ذلك يقود البلاد والعباد الى حافة الهاوية والانتقاء الصحيح يحتاج الى عقل جماعي وشوروي وشراكة حقيقية بين جميع المكونات.ولابد من اللجوء الى مجلس النواب لاتخاذ القرار الصائب والمناسب والخروج من الازمة الخانقة التي تهدد الديمقراطية والتجربة الجديدة في العراق.ومشكلة بعض المتصدين والمتسلطين هو اللجوء الى خيارات هي الاسوء وادخال العباد والبلاد في دوامة الازمات والتوترات وان الذي يدفع الثمن هو ليس الحاكم وحده بل الشعب كله ويتحمل اخطاء حكامه لانهم لم ينجحوا في ادارة البلاد بالطريقة الصحيحة المعتمدة على اختيار افضل البدائل واحسن الخيارات.ان الكثير من الخيارات التي توفرت لتشكيل الحكومة فوتها الاخرون بذرائع شتى مرة باعادة العد والفزر وتارة بتفعيل اجتثاث الفائزين واخرى بالتمسك بالسلطة والضغط على المحكمة الاتحادية لتسييسها وهو الذي ادى الى تأخير الحكومة حتى هذه الساعة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك