حافظ آل بشارة
يعاني أهالي المناطق التي كانت حواضن اجبارية للارهاب منذ سنة 2005 ولغاية 2007 من ظاهرة غريبة هي ظاهرة اولاد رجال القاعدة ، فقد سيطرت العصابات الارهابية على مناطق واسعة من ديالى والانبار والموصل وصلاح الدين وبابل وكانوا يتخذون من منازل الناس أوكارا لهم ولم يكتفوا بالضيافة القسرية بل أخذوا يجبرون الأهالي على تزويجهم بناتهم ، فكان الأرهابي يخبرهم بأنه عازم على الاستشهاد بعملية انتحارية ويريد ان يتزوج قبل الموت ، وفي اغلب تلك الزيجات الغريبة كان العريس يهرب من المنطقة أو تعتقله القوات الأمنية او يموت منتحرا ، وبسبب الوضع العشائري المعروف يتستر أهل الفتاة على القصة وتبقى حكاية زواج ابنتهم سرية الى أجل غير مسمى ، وقد سببت تلك الحالات صدمات مؤلمة وجراحا تخص الكرامة الشخصية لدى ابناء تلك العشائر وكانت محفزا لرفضهم ايواء الارهابيين او التعاون معهم لاحقا ، الا ان تلك القصص الغريبة بدأت تظهر بعد ان ظهر جيل مؤلف من عشرات الاطفال بل تقدرهم بعض المصادر الخاصة بالمئات وهم ايتام الارهابيين العرب الذين مروا من هنا ليزرعوا الرعب والحقد وعددا من الايتام الابرياء ، اطفال من الجنسين آباؤهم عرب من الخليج أو شمال افريقيا أو أي دولة عربية أخرى اذا اجتمعوا في ملجأ ايتام يمكن اعتبارهم جامعة عربية مصغرة بكل فخر واعتزاز ، الاهالي في الحواضن السابقة يرفضون الحديث عن هذه الظاهرة الا ان بعض المثقفين يقولون ان الارهابيين كانوا يريدون انتاج جيل عراقي يرث ثقافة الارهاب ويواصل العمل به ! قصة ابناء الارهابيين تذكرنا يالجيش الانكشاري العثماني الذي ظهر في عهد السلطان اورخان الثاني سنة 1324 م والذي استمر خمسة قرون وكان مؤلفا من الايتام واللقطاء الذين تتم تربيتهم بطريقة خاصة ليكونوا مقاتلين اشداء ، وقد تحولوا الى قوة تهدد الدولة ثم تمرد الجيش الانكشاري على السلطان محمود الثاني فأبادهم في مذبحة جماعية في اسطنبول سنة 1826 كان الارهابيون يريدون ان يجعلوها انكشارية غير معلنة ، الاخوال العراقيون يشعرون بالحيرة ، حاولوا اخفاءهم لكن ذلك مستحيل فهم ابناء ابرياء لابد لهم من تسجيل رسمي وحقوق ، أما امهاتهم العراقيات فقد اصبحن مثالا للمظلومية والانتهاك ، مئات الأطفال الانكشاريين تتراوح اعمارهم بين الثالثة والخامسة أصبحت قضيتهم تقلق المنظمات الانسانية حيث ترفض معظم دوائر النفوس تسجيلهم ، ويبدو ان بعض المنظمات سوف تطالب مجلس النواب بسن تشريع خاص يحل مشكلة هؤلاء الانكشاريين ، هناك عبرة فبعض حاضني الارهاب كانوا غير مجبرين بل صدقوا بأن يحصلوا على حصة كبيرة من الغنائم المنتظرة ، اليوم لم يجدوا من تلك الغنائم سوى يتيم عربي يجري تسجيله في دائرة النفوس سرا باسم (فلان ابن ابيه) .
https://telegram.me/buratha