المقالات

ابن ابيه الانكشاري /

1108 20:08:00 2010-09-27

حافظ آل بشارة

يعاني أهالي المناطق التي كانت حواضن اجبارية للارهاب منذ سنة 2005 ولغاية 2007 من ظاهرة غريبة هي ظاهرة اولاد رجال القاعدة ، فقد سيطرت العصابات الارهابية على مناطق واسعة من ديالى والانبار والموصل وصلاح الدين وبابل وكانوا يتخذون من منازل الناس أوكارا لهم ولم يكتفوا بالضيافة القسرية بل أخذوا يجبرون الأهالي على تزويجهم بناتهم ، فكان الأرهابي يخبرهم بأنه عازم على الاستشهاد بعملية انتحارية ويريد ان يتزوج قبل الموت ، وفي اغلب تلك الزيجات الغريبة كان العريس يهرب من المنطقة أو تعتقله القوات الأمنية او يموت منتحرا ، وبسبب الوضع العشائري المعروف يتستر أهل الفتاة على القصة وتبقى حكاية زواج ابنتهم سرية الى أجل غير مسمى ، وقد سببت تلك الحالات صدمات مؤلمة وجراحا تخص الكرامة الشخصية لدى ابناء تلك العشائر وكانت محفزا لرفضهم ايواء الارهابيين او التعاون معهم لاحقا ، الا ان تلك القصص الغريبة بدأت تظهر بعد ان ظهر جيل مؤلف من عشرات الاطفال بل تقدرهم بعض المصادر الخاصة بالمئات وهم ايتام الارهابيين العرب الذين مروا من هنا ليزرعوا الرعب والحقد وعددا من الايتام الابرياء ، اطفال من الجنسين آباؤهم عرب من الخليج أو شمال افريقيا أو أي دولة عربية أخرى اذا اجتمعوا في ملجأ ايتام يمكن اعتبارهم جامعة عربية مصغرة بكل فخر واعتزاز ، الاهالي في الحواضن السابقة يرفضون الحديث عن هذه الظاهرة الا ان بعض المثقفين يقولون ان الارهابيين كانوا يريدون انتاج جيل عراقي يرث ثقافة الارهاب ويواصل العمل به ! قصة ابناء الارهابيين تذكرنا يالجيش الانكشاري العثماني الذي ظهر في عهد السلطان اورخان الثاني سنة 1324 م والذي استمر خمسة قرون وكان مؤلفا من الايتام واللقطاء الذين تتم تربيتهم بطريقة خاصة ليكونوا مقاتلين اشداء ، وقد تحولوا الى قوة تهدد الدولة ثم تمرد الجيش الانكشاري على السلطان محمود الثاني فأبادهم في مذبحة جماعية في اسطنبول سنة 1826 كان الارهابيون يريدون ان يجعلوها انكشارية غير معلنة ، الاخوال العراقيون يشعرون بالحيرة ، حاولوا اخفاءهم لكن ذلك مستحيل فهم ابناء ابرياء لابد لهم من تسجيل رسمي وحقوق ، أما امهاتهم العراقيات فقد اصبحن مثالا للمظلومية والانتهاك ، مئات الأطفال الانكشاريين تتراوح اعمارهم بين الثالثة والخامسة أصبحت قضيتهم تقلق المنظمات الانسانية حيث ترفض معظم دوائر النفوس تسجيلهم ، ويبدو ان بعض المنظمات سوف تطالب مجلس النواب بسن تشريع خاص يحل مشكلة هؤلاء الانكشاريين ، هناك عبرة فبعض حاضني الارهاب كانوا غير مجبرين بل صدقوا بأن يحصلوا على حصة كبيرة من الغنائم المنتظرة ، اليوم لم يجدوا من تلك الغنائم سوى يتيم عربي يجري تسجيله في دائرة النفوس سرا باسم (فلان ابن ابيه) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد
2010-09-29
الاخ حافظ .مقالك الساخر مضحك ومبكي على حال رجالنا ونساءنا اللذين هتكوا اعراضهم بزواجهم من حثالات القاعدة بحجج واهية وعقيمة...وعسى ان يكون هناك منفذ لتطبيق محتوى الاية القرانية التي دعى فيها نبي الله نوح على قومه عندما قال (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا..انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا) فهؤلاء الاطفال هم منبوذون بشكل عام اكثر من اللقطاء وسيكونون (والله اعلم) مشاريع ارهابيي المستقبل ومجرميه او ربما من الافضل ترحيلهم الى بلدان ابائهم مع اماهتهم بالاكراه وعدم منحهم الجنسية
ابو علي الصدري
2010-09-28
عفوا اخي صاحب التعليق الاولmurakib-iraq بودي ان اصحح لك قليلا فأن الملجأ الذي بني بالعامريه قد يكون للايتام كما ذكرت الا انني اؤكد لك ان الهدام ابن صبحة كان يستخدم الاولاد الذين يجدونهم ملقين في الشوارع من قبل امهاتهم او الولادات الغير شرعية في المستشفيات وهم من اب مجهول وام مجهوله ولت هاربة خوفا من العقاب واستخدم ابن ابيه لتدريبهم ضمن صفوف (كلاب صدام) اقصد فدائيي هدام وهم من الخط الاول واكثر مولاة له ولنظامه لانهم لايعرفون غيره فهو مربيهم الاول لانهم كمثله متشابهين في المولد من حيث الحقيقة----
murakeb
2010-09-28
هذا يذكرني بالمدينة المغلقة والمتكامله الخدمات التي انشأها المقبور صدام في العامرية لتضم عدد من الايتام يتم تربيتهم تربية خاصة ومبرمجة تضمن الولاء الكامل لصدام عندما يكبر هؤلاء الصغار
زهراء محمد
2010-09-28
تحية طيبة. العصابات الارهابية والتي نزحت للعراق في عهد المقبوروبالتحديد الى المناطق التي كانت مرحبة بهم؟وهي مناطق غرب العراق فتحت لهم الابواب وتمركزوا في تلك المناطق بدأت تلك الهجرة والتي كانت بالخفاء سنة ٢٠٠٢ وازدادت بعد زيارة بن لادن ولقائه بصدام وكان الهدف منه هو التوازن السكاني ادوات قمعية اجرامية ضد الشيعة في العراق وبأسم العروبة؟! وكان هذا التخطيط لهذا اليوم. والذي يعاني منه العراق . والمصيبة الثانيةرجوع الدولة العثمانية الى العراق بشتى الوسائل بسبب تلك الاتفاقية بداية القرن الماضي
رافد
2010-09-27
ألا لعنة الله عليهم وعلى أطفالهم وعلى من زوجهم هذه الزيجه المحرمه من الله , ألم يكن لهؤلاء الآباء شرف وشيمه من الدفاع عن شرف بناتهم حتى لو قتلوا فهم شهداء العرض والشرف , نحن نعرف أن غالبية آباء هؤلاء الشرذمه هم من وافقوا طوعا على هذه المهزله الانسانيه ودفعوا بناتهم لذلك فلا يغشكم أحد , فوالله لو الامر بيدي لأحرقتهم جميعا مع هؤلاء أولاد الارهابيين لأنهم لن يكونوا غير أرهابيين في المستقبل الغريب , أعوذ بالله من غضب الله لأن الخوارج لم يخلفوا غير أبن ملجم المرادي فهل سيكونوا غير ابن ملجم ؟؟؟؟؟؟؟
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك