احمد عبد الرحمن
شهدت الايام القلائل الماضية حدثين سياسيين مهمين احدهما اقليمي والاخر دولي كان العراق حاضرا فيهما بقوة، كدولة وعضو في المجتمع الدولي ، وكموضوع فيه الكثير من العقد والاشكاليات والاستحقاقات.تمثل الحدث الاقليمي بأجتماع وزراء داخلية دول الجوار العراقي في مملكة البحري، وتمثل الحدث الدولي بأجتماعات الدورة الرابعة والستين لمنظمة الامم المتحدة التي يعتبر العراق عضوا فيها منذ فترة طويلة.واذا كان الشأن الامني هو الذي طغى على الاجتماع الدوري لوزراء خارجية دول الجوار العراقي، وهذا امر طبيعي ومتوقع ارتباطا بالصبغة التخصصية للاطار العام لمثل تلك الاجتماعات، فأن الشأن السياسي بعنوانه العام والشامل، بما فيه الشأن الامني، فرض نفسه فيما يتعلق بالعراق في نيويورك، وقد حمل الوفد العراقي برئاسة فخامة رئيس الجمهوري الاستاذ جلال الطالباني جملة مطالب عراقية الى المجتمع الدولي، من بينها، بل ابرزها اخراج العراق من الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة الذي كبل به قبل عشرين عاما بسبب السياسات العدوانية الهمجية لنظام البعث الصدامي المقبور.ولعل واحدة النقاط الايجابية التي يمكن ،وينبغي ان تسجل لتجربة العراقية الجديدة، هي تبني سياسة خارجية اختلفت بالكامل عن السياسة الخارجية خلال العهد البائد، فالحروب والسياسات العدوانية والمؤامرات وافتعال المشاكل والازمات، وتوتير وتأزيم الاجواء بأستمرار باتت اشياء من الماضي، وقد عفى عليها الزمن، واصبح العراق عنصر ايجابي لتكريس سياسة التعايش السلمي ونبذ الخلافات، واقمة افضل العلاقات مع جيرانه وعموم المجتمع الدولي على قاعدة المصالح المتبادلة والقواسم المشتركة. ورغم مرور اكثر من سبعة اعوام ، فأن العراق مازال يرزح تحت وطأة مخلفات وتبعات الحقبة السوداء، وخلاصه الحقيقي يتطلب دعم واسناد اقلمي ودولي يتجاوز الشعارات والمواقف النظرية ، أي يتجاوز الاقوال الى الافعال، والمنطلق الاساس لذلك هو التفهم الموضوعي لطبيعة اوضاعه وظروفه والتحديات الكبرى التي يواجهها، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.وبقدر ما يكون العراق معافى وقويا وتماسكا بقدر ما يكون اكثر ايجابية وفاعلية وانفع حضورا في مختلف الميادين والمحافل الاقليمية والدولية.
https://telegram.me/buratha