زهراء الحسيني
قد أكدنا مراراً انه ليست المشكلة الحقيقية في الاطراف العراقية هي الخلافات وتفاوت التصورات واختلاف الاراء فهذه سمة بشرية بل كنا نحذر ومازلنا من خطورة التخندق ضد الاخر وايجاد الخنادق دق المتعددة داخل الوطن الواحد فهذه الخنادق ستمزق اوصال الوطن وتحطم نسيجه الوطني.ان هذه الخلافات الظاهرة والمعلنة داخل التحالف الوطني تعطي انطباعات ايجابية للكثيرين من القوى السياسية لكي تكون على ثقة واطمئنان من هذا التحالف الذي لم يتحالف او يتخندق ضد احد وان تصاعد الخلافات الداخلية تعطي رسائل طيبة للاصدقاء والخصوم لان الامور والاراء لا تدار عن طريق الفرض والجبر والاكراه فاعضاء التحالف الوطني احرار وعقلاء لا يؤمنون بالفروض والاملاءات وانما يؤمنون بالقناعات والتصورات المرتكزة على البرهان والدليل ولن يقبلوا فكرة مداراة لزيد او مجاراة لعمرو وهذه واحدة من اسرار الخلافات الداخلية في التحالف الوطني.المشكلة في الوعي العراقي السياسي الحزبي هو عقلية التخندق والتكتل والتوهم بان الخلافات الداخلية تعني انشقاقات وانفراط في عقد التحالف الوطني وهو ما يدفع بعض القوى للتصيد بالماء العكر او التخطيط لايجاد الكثير من الخلافات امعاناً للحصول على استحقاقات وامتيازات من وراء هذه الخلافات وربما يفرح هؤلاء تفكك التحالف الوطني ويغضبهم تماسكه وفق فكرة " مصائب قوم عند قوم فوائد" وكذلك العكس صحيح.هناك من يطمع بتوسيع الخلافات داخل التحالف الوطني بغية الحصول على الاستحقاق الدستوري وانتزاعه من التحالف الوطني الكتلة الاكبر عدداً التي يحق لها تشكيل الحكومة عبر تقديم مرشحها لمجلس النواب بعد ان يأمره رئيس الجمهورية بذلك ضمن توافقات تشمل الرئاسات الثلاثة بصفقة واحدة.ولكن مهما بلغت حدة الخلافات داخل التحالف الوطني فان هذا لا يعني بالضرورة التخلي عن الاستحقاق الدستوري للتحالف الوطني وان التنازل عنه قضية مستحيلة وغير ممكنة فلا تبررها الخلافات الداخلية فان الاتفاق داخل التحالف الوطني حول الاستحقاق الدستور يكاد يكون ثابتاً وبديهياً ولا نقاش فيه مطلقاً.عقلية التخندق لا تزيدنا الا تمزقاً وتفرقاً وتشرنقاً وسندفع ثمن التخندقات غالياً واما التحالفات والائتلافات فهي ليس من التخندق بشىء بل هي التوحد الوطني والوحدة الوطنية.
https://telegram.me/buratha