المقالات

اقلـِبـوا المشروع َ من أجل ِ تلامذة العراق....

779 14:56:00 2010-09-23

د/ عادل راضي الرفاعي – السويد

طالعتنا صحف الانترنت بخبر ٍ مفاده أن مجلس محافظة بغداد في صدد تقديم مشروع للبرلمان العراقي ينص على تغريم الطالب الراسب 2000 دولار لكل سنة دراسية يتأخر فيها . تساءلت ُ في نفسي لماذا لم تكن سياسة مسؤولينا الكرام قراءة الورقة لصالح الطالب وليس ضدّه بغية َ تشجيعه ِ ولغرض غرس المادة العلمية في نفسهِ وتوطين الدراسة في قلبهِ بشكل عفوي لا قسري . فالأجدر والأحرى ممن فكـّرَ بهذا القرار المتسرّع أن يقلبــَهُ لصالح التلميذ وليكن : مشروع قرارٍ بتكريم الطالب المتفوّق ألفي دولار للسنة الدراسية ..... حينئذ ٍ ستصطف إليكم قائمة بالطلبة المتفوقين الجدد وسوف يورق الصفُ أفانينَ من طلبة طامحين لأن الطالب العراقي يعاني من شظف العيش وانعدام الأمل بالمستقبل وأن قانونا ً تكريميا ً ليس تغريميا ً سوف يجذب النوارس الفتية التي تحلم بمضاهاة صيغ التعليم في الدول المتقدمة من حيث التطور والتشجيع والتكريم وتوفير الأدوات الدراسية والمستلزمات الصفية . انظر الرابط خول عينة لمدرسة عراقية فهل تفكر في تغريم من يرسب فيها http://non14.net/display.php?id=10564 سأنقل لكم تجربة السويد في التعامل مع الطالب الراسب هل تغرّمه ُ أم تحتثّ روح النجاح فيه ؟ من خلال تجربتي مع المدارس السويدية والتدريس فيها وجدتُ أن المدرسة تقوم بتوفير متخصص نفساني ومتخصص اجتماعي يقوم كلاهما أو أحدهما بمتابعة حالة الطالب المصاب باليأس والقنوط من الدراسة يواصل تفعيل حالة النهوض لا الانتكاس حتى يفلح في انتشاله من حالة اليأس والفشل ... لم يكتفوا بهذا إذا وجـِدَ طالبان يائسان أو راسبان اثنان أو ثلاثة يوضع لهما مدرّسان أو ثلاثة يقومان بتدريسهم تدريسا ً خاصا ً وهادئاً حتى يصل الطالب إلى ضفة الأمان وهي الحالة الطبيعية مع بقية زملائه ِ ... المدرسة هاهنا تقوم بتشجيع الطالب ان اكتشفت ميلـَهُ العلمي لجانبٍ معرفي معين كالهندسة مثلا ً أو الرياضة مثلاً أو المحاماة وهكذا ، ثمّ تنمّي هذه الحالة الإيجابية بصور التشجيع الرائعة . المؤسسة التعليمية في السويد مثلا تقوم بصرف مبلغ قدره على الأقل عشرة آلاف دولارللطالب سنويا ً أما طلبة الصفوف التمهيدية الأولى فيصلُ الرقم إلى عشرين ألف دولار للطالب سنويا ً.وهل يعلم ذوو الألباب وسدنة العرش أن دولة ً تعتمد على الأخشاب والحديد تعطي للطلبة جميعا مساعدة اجتماعية قدرها مائة وستون دولار شهريا ً لكل طالب بل لكل شخص تحت سن الثامنة عشرة أما إذا وصل الطالب للثامنة عشرة فيعطى قرضٌ دراسي قدره ألف دولار شهريا ً للاستعانة به على تكاليف الدرسة وشراء المصادر والمراجع وتنمية طرق البحث والتطور لديه ...المسؤولون في المدارس والتعليم في السويد إذا وجدوا أن الطالب لم يتطوّر ويتطلّب منه البقاء في صـفهِ الدراسي تقوم المدرسة باستدعاء ولي الأمر الأب أو الأم وتترجى بل تتوسّل إلى رب العائلة في إبقائـهِ سنة دراسية أخرى في الصف ذاته ِ لغرض النهوض بمستواه العلمي ومجاراة زملائه ِ الآخرين وهذا ماحضرته ُ بنفسي ولمستـهُ عشرات المرّات حينما يقوم التدريسيون بالحديث مع الأهل بشكل هاديء لغرض مساعدة المدرسة في إبقاء الطالب في صفّهِ لمصلحته ِ الدراسية والنهوض بمستواه ُ العلمي ......ولعلم ِكل أكاديمي ٍ وتدريسي قامت إحدى الجامعات العريقة في السويد وهي جامعة أوبسالا بإجراء بحوث متتالية ولمدة ستة سنوات على طلبة المتوسطة والثانوية وتابعتهم لغاية تخرجهم من الثانوية . والاختبار يتمثل في أخذ عينات من التلاميذ أعطوا واجبات مكثفة وعينات أخرى لم يعطوا واجبات مطلقا ً أي تركت الحرية لديهم فكانت النتيجة كما يلي : أن جميع الطلبة الذين لم يـُقسَروا على الواجبات اليومية كانت معدلاتهم ودرجاتهم أعلى بكثير ممن حوصروا بالواجب ... ماذا يعني هذا أن الطالب إنسان والإنسان ميال ٌ للحرية لأن فيها مجالا ً خصباً للإبداع والتفوّق ...... قد تختلف معي أيها القاريء في نوعية الطالب في بلداننا عن الطالب هنا نعم أوافقك الرأي من حيث الإمكانيات والأساليب والتطوّر لكن ما أريده الوصول إليه هو مساحة الحرية وطريقة الاستقطاب لا التنفير والتفزيع من الدراسة كالتي ينطوي عليها مشروع التغريم البغدادي .كما أتساءل مستغربا ً هل أن المؤسسة السويدية لم تفكــّرْ بخزينتها كما فكـّر واضعوا مشروع تغريم الطالب العراقي ؟ بالله ِ عليكم أيها الجالسون على سدة ِ المسؤولية هل أن السويد أغنى من العراق ؟ أيهما أغزر في الموارد النفطية والطبيعية والبشرية السويد أم العراق ؟أبرق من هذا المقام صوتا ً أأمل أن يجد صدًى له عند رئاسة الوزراء عند رئاسة البرلمان وعند وزارة التربية وعند مجلس محافظة بغداد أن يوقفوا هذا المشروع لأن فيه ضربا ً من الديكتاتورية التي تذكـّرنا بعهد صدام المقيت حيث كان الطالب يفصل لتنتظره سرايا الجيش كيما ترمي به إلى المحارق البشرية في الحروب الملونة .يذكـّرنا هذا المشروع بترقين القيد من المدرسة ليكون الشارع هو المحفل الدراسي الجديد ... مثل هذه المشاريع قد تؤدي بالطالب إلى كراهية التربية والتعليم والدولة والمدرسة بل تدفع بمن يرسب أن يسرق َ ربما .. أن يبيع بيته ربما ... أن يقترض ربما ؟ أين الواضعون لهذا المشروع من الجانب النفساني ؟ أين الواضعون لهذا المشروع من الجانب الديني ؟أأمل أن أرى على واجهات الانترنت والصحف خبرَ وأدِ هذا المشروع قبل سفرهِ للبرلمان.. وختاما ًقيل : خيرٌ من أن تلعنَ الظلام أوقد شمعة ً... وهنا نعمل بالقياس لنقول : خيرٌ من أن تغرّم التلاميذ َ أكرمْ جـُيوبـَهم وانعشْ أساتيذهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
امير العراقي
2010-09-24
لاسامح الله لو طبق هذا القرار الذي يقضي بمعاقبة الطالب الراسب مبلغ 2000 دولار سنويا ستؤدي الى كارثه حقيقيه في سلك التربيه والتعليم لان اغلب الطلاب هم من العوائل الفقيره اضافة الى سوء الخدمات والعوز المادي الذي بدوره ادى الى ارتفاع معدلات الرسوب في المدارس العراقيه وهذا القرار سيؤدي الى عزوف الكثير من الطلاب بترك المدرسه وهذا يؤدي الى تقليص عدد الطلاب مما يؤدي الى ارتفاع عدد الطلاب الذين تركوا المدرسه - المكافئه بدل العقوبه هي الحل الامثل لمستقبل الطلاب ومستقبل المدارس العراقيه
زئير فهل من اذان سامعه؟ لطفا انشروا حالا
2010-09-23
قلتها وأعيد بل وأترجى مع التشديد ان أعادة امتحان الراسبين بدرس واحد يجـــــــــب أن يعدل ما دام الوقت يسع الى ان تكون الأعاده لكل الراسبين وبأي عدد من الدروس الطلاب قاسوا حر الصيف المحرق ونتلات كهرباء وحـــــــــيـــــــد ورهطه الأحرق فلا هواء من مروحه ولا بصيص ضوء من مصباح ولا راحة من الارهاب الالعن ودموياته فهل من أعطاء هذه الفرصه التي تعوض بعض الطلبة بسنة من عمرهم المنتج ولأسباب ما اوجهها؟؟؟؟ هل من غيور ولو ذره يسمع ويسند وحالا؟ في نظام الدرجات تلعب الصدف دورها فلا تفوتوا هذه؟
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك