المقالات

احياء الثقافة الصدامية


احمد عبد الرحمن

عاني العراقيون بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم ومشاربهم من السياسات القمعية والاستبدادية الدموية لنظام صدام المقبور لعدة عقود من الزمن.وحولت تلك السياسات العراق الى اداة يتلاعب بها حفنة من اصحاب التأريخ السيء كيفما يشاؤون بحيث راحوا يرتكبون افضع الجرائم ضد كل من تطاله ايديهم ارضاء لنزعاتهم الدموية وتماشيا مع نزواتهم العدوانية البعيدة عن المعايير والاعتبارات والقيم والمباديء الانسانية السليمة.ولم نتكن هناك مبالغة في القول بأن هناك عصابة تحكم وتتحكم بمنظمة سرية لاهم لها الا اشاعة ثقافة القتل والدمار والخراب في كل زوايا المجتمع. والسجون السرية والعلنية التي ملئت البلاد عرضا وطولا، والحروب العدوانية في الداخل والخارج، وعسكرة المجتمع وتجهيله وحرمانه من ابسط مقومات ومتطلبات العيش الكريم، وبث الرعب والفزع والخوف في نفوس كل الناس، كل ذلك وغيره مثل ابرز واهم مظاهر تلك الحقبة المظلمة السوداء. والتي مازلنا نحن العراقيون ندفع تبعاتها من ثرواتنا ومواردنا ودمائنا وارواحنا .. ومن حاضرنا ومستقبلنا.ومن غير الممكن ان يتقبل عراقي واحد شريف ومخلص وحريص على بلده العودة الى الماضي الاسود، الا من ساهم بصنعه واعتاش عليه وهم قلة قليلة نبذه الشعب والوطن ونبذهم التأريخ.وبعض من هذه القلة القليلة نجح بأساليب ملتوية ورخيصة، في الوصول الى مواقع المسؤولية في هذا المكان او ذاك وراح من خلال الامكانيات والصلاحيات التي وفرها له المنصب يتصرف بطريقة لاتختلف بشيء عن سلوكيات رموز وكوادر وعناصر نظام البعث الصدامي المقبور، وكأنه يريد اعادة عجلة التأريخ الى الوراء ناسيا او متناسيا ان العراقيين باتوا على قدر كبير من الوعي والفهم والادراك لكل شيء ، ولم تعد تنطلي عليهم الشعارات الزائفة، ولم تخيفهم في الماضي ولن تخيفهم الاساليب الاجرامية التي يراد من ورائها التضييق على الناس المؤمنين والمخلصين والمضحين، والاساءة الى الرموز الدينية، وجعل الناس السيئين من اصحاب التأريخ الاجرامي يتحكمون ويمسكون بزمام الامور.ان أي مساس بالثوابت الوطنية او اساءة الى الرموز والقيادات الدينية والسياسية المخلصة لابد ان يواجه بردود افعال ومواقف حازمة، ويخطأ من يتصور او يفترض انه من خلال موقع تنفيذي معين يستطيع ان يمرر مايريد او ما يراد منه من اجندات سيئة وتخريبية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك