بقلم : إيهاب محمد البرزنجي
المرجعية الدينية في النجف الاشرف واحدة من المؤسسات التي أفرزها المجتمع الإسلامي في مواجهة الهيمنة السلطوية ومن أجل تحديد طغيانها ، وقد اكتسبت قوتها من اعتمادها على الشعب في مصادر تمويلها ، وانتخابها وتناغمها مع المطالب الشعبية ، ومحاربتها للديكتاتورية والاستبداد.
إن المتابع للأحداث التي تجري في العراق منذ السقوط والى الآن يكتشف حقيقة أصبحت واضحة للعيان إن الوضع في العراق ليس وضعا بسيطا وإنما هو وضع مركب فيه تعقيدات مختلفة والسؤال الملح من القوة التي يمكنها إن تملأ الفراغ بعد إن أسقطت قوات الاحتلال الأمريكي نظام صدام في 942003 ، حيث لم تشكل إدارة مدنية عراقية ، وتم حل الجيش ،والشرطة ، والأجهزة السرية ، وأصبح العراق بدون حكومة و لا امن وأصبحت الحدود مفتوحة على مصراعيها واستمرت هذه الحالة لمدة ليست بالقصيرة ، بل الحدود استمرت مفتوحة لأكثر من سنة ونصف . لم تأخذ الإدارة الأمريكية بحساباتها بان المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني هي صمام الأمان لوحدة العراق والحفاظ على تماسك الشعب العراقي وعدم الانجرار إلى الصراعات الطائفية ومطالبتها المنظمة الدولية بدور مركزي في مساعدة الشعب العراقي على حكم نفسه . مما جعل المحتل يواجه صعوبات في تنفيذ مخططاته خصوصا إن المرجعية الدينية رفضت استقبال احدا من المحتلين رغم إرسال بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي رسائل شفوية للقاء بها لكنها رفضت واستمرت على موقفها إلى يومنا هذا ، ورسالة اوباما الأخيرة التي طلب فيها تدخل المرجعية لحل أزمة تشكيل الحكومة ولكن المرجعية تعاملت معها بذكاء وفوتت الخطة الأمريكية التي يراد منها تشويه صورة المرجعية ، وبقت المرجعية تقف على مسافة واحدة من الجميع ، ولا تدعم طرف على حسب طرف أخر .
السيد السيستاني أدلى بتصريح نقله عنه نجله السيد محمد رضا يقول فيه: "يجب إن تُحكم بلادنا على أيدي شعبها ، وعلى أيدي أفضل أبنائها، وعلى العراقيين إن يختاروا من يحكمهم". فدأبت الإدارة الأمريكية بتوجيه الإعلام ضد المرجعية بالتعاون مع كل من لا تمثل له المرجعية قدسية ولم يكتفي المحتل بمحاولة تسقيط المرجعية إعلاميا ولكن استخدم الانتهازيين ومن لديه مصالح معه فقام بتجنيد مسؤولين من جهة سياسية لها نفوذ حكومي غايتها التشبث بالسلطة بأي ثمن هوايتها تبديل المراجع لأنها تأخذهم كغطاء لمصالحها السياسية حيث تقوم باستغلال المراجع والعلماء للوصول إلى أهدافها ، وهذه الجهة تسعى للنيل من المرجع الأعلى سماحة السيد علي السيستاني ( دام ظله ) و نجله بشتى الطرق مستخدمين نفوذهم ، وسلطتهم وذلك عن طريق فربكة جنائية مدبرة وضعتها المخابرات الأمريكية تنتهي خيوطها بنجل السيد السيستاني السيد محمد رضا من ثم تربطها بدولة مجاورة - إيران - وبذلك ضربت الإدارة الأمريكية عصفورين بحجر أما الجهة المنفذة لهذا الفربكة فسوف تستفيد من إن القوى الوطنية السائرة على خط المرجعية والأقرب إليها سوف يلحقها التشويه أيضا ، حسبي الله ، ونعم الوكيل ، من يقف مع المحتل ضد أبناء جلدته مصيره مزبلة التأريخ .
بقلم : إيهاب محمد البرزنجي
https://telegram.me/buratha
