بقلم : مراد زكي الشمري
للمرجعية الدينية تأثير كبير على حركة الواقع الإسلامي الذي يتحرك فيه الناس في أوضاعهم العامة ، وذلك من خلال الموقع المميز الذي يتميزون به في ثقافتهم ، وقداستهم ، ومواقفهم ، وعلاقاتهم ، التي تنفتح على أكثر من جهة وأكثر من واقع . ولعل قيمة المرجعية الشيعية الدينية النجف الاشرف أنها تمتد في عناصرها التاريخية إلى عُهدة الإمامة في مضمونها القيادي الشامل ، الذي يتسع للفتوى ، وللسياسة ، وللحرب ، والسلم ، وللجوانب الاقتصادية في الحقوق الشرعية ، وغير ذلك لتنفتح المسألة على موقع النيابة عن الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه ) في زمان الغيبة ليكون للمجتهد العادل موقع النائب عنه ( عليه السلام ) .
وفي ضوء ذلك اكتسب الفقيه المرجع قداسة بحيث يرى الناس أن قول المرجع هو قول الإمام ( عليه السلام ) والرادُّ عليه كالرادِّ على الإمام ( عليه السلام ) .
في عام 1972 زار عضو القيادة القومية لحزب البعث ( زيد حيدر ) الشهيد محمد باقر الصدر ( رضي الله عنه ) قال له السيد: الحكام يملكون الناس ونحن ( المرجعية ) نملك قلوب الناس وإذا أردتم معرفة مواقف الناس منكم ومن حكمكم ومن قضايا تهم البلد عليكم إن تأتوا إلى المرجعية ، لان الناس تسال على ابسط القضايا منا مثل هل يجوز لي إن استعمل قلم دائرتي في أمور خارج وظيفتي ؟ أو هل يجوز لي إن انزل من باص المصلحة قبل وصول إلي جابي التذاكر ولم ادفع أجرة الركوب ؟ فكيف بالقضايا الحساسة والكبيرة .
والحديث عن دور النجف التاريخي وارتباط الشيعة الروحي والسياسي لا يمكن الإحاطة به من خلال هذه السطور ولكن نتناول في مقالتنا هذه الدور الرائد الذي يقوم به السيد السيستاني الذي تبلورت مكانته العلمية ومرجعيته الدينية رغم محاولات نظام صدام تشويهها والقضاء عليها كما حاولت مخابرات النظام اغتياله بمنزله . إن للمرجع الديني السيد السيستاني مقلدين كثيرين بل غالبية شيعة العراق تقلده , وهذا معناه إن هذا الكم الكبير من العراقيين يأخذون رأيه في جميع القضايا وهم مؤمنين بمواقفه الحكيمة أن السيد السيستاني أفسد الكثير من مخططات الأمريكان في العراق فالإدارة الأمريكية تواجه جبل أشم في العراق يجعلها في موقع لا تحسد عليه مما جعلها تحسب له ألف حساب فأخذت تحشد أجنداتها المخابراتية والإعلامية للانتقاص منه ولكنها لم تستطع رغم وجود مساعدين لها محسوبين على الشيعة ولكنهم لا يقلدون أو يتبعون مرجعية السيد السيستاني وهذا يعطيهم مبرر حسب اعتقادهم على تشويه المراجع العظام والانتقاص منهم بأي وسيلة كانت خصوصا إن السلطة اليوم بيديهم وهي الأهم عندهم مادام المحتل يوفر لهم مصالحهم فلا قدسية للدين عندهم فهم يأخذون الدين وسيلة لوصولهم للمناصب فباس التجارة تجارتهم باعوا دينهم بدنياهم !
بقلم : مراد زكي الشمري
https://telegram.me/buratha