المقالات

مخاطر تأخير تشكيل الحكومة

731 09:01:00 2010-09-20

محمود الربيعي

لقد لحق بالعراقيين الظلم الشديد طيلة حكم حزب البعث الذي كان يرفع الشعارات العنصرية ويعتمد برنامجاً إقصائياً ولم يكن للعراقيين في ذلك الوقت قدرة على دفع الضرر ولقد باءت جميع محاولاتهم بالفشل لوقوف جيوش معظم الساسة الى جانب النظام فلم يسمع أنينهم أحد.

ولقد فقد العراقيون قادة وشباب دفعوا حياتهم ثمناً غالياً في سبيل إزاحة الكابوس الذي كان جاثماً على صدورهم ولم يفكروا يوماً ما في طرح أية مشروعات عنصرية أوطائفية وكان كل أملهم أن تأتي حكومة منهم عادلة تقيم النظام وتحقق سعادة الشعب في جو من السلام.

ولقد تشتت الكثير من المعارضين في مختلف البلدان هروباً من بطش النظام لكنهم فيما بعد طمعوا أن يطيحوا بهذا النظام عن طريق أيدي أجنبية ولم يكن أحد يعلم بما سيصدرعنهم بعدذلك.

قد سقط الكثير منهم في الفخاخ المرسومة لهم دون أن تكون لهم حصانة تنقذهم من إرهاصات الطامعين والمتلاعبين بمقدرات الشعوب، ولقد بذل الشعب كل جهده من أجل مساعدتهم ضناً منه أن ذلك سيخرجهم من ظلمات كابوس الهيمنة الأجنبية لكنهم فشلوا في إثبات حسن نواياهم وسمحوا لكثير من الأعداء والمتربصين أن يخترقوا جدران الحصانة الشعبية فتعرض الشعب بسبب فشل المشروع السياسي لأقسى حملات القتل والإبادة الجماعية وبشكل يفوق التصور وأصبحت خارطة العراق منقوعة بدماء الأبرياء ممن يسقط يومياً دون أن توفر لهم حكومتهم المدعومة من الدول العظمى أية فرصة للعيش بهناء.

لقد بات الساسة العراقيون يتصارعون ولأكثر من نصف عام على المناصب وتقاسم السلطة في جو أغبر أسود مظلم وبلا إستحياء ولاخجل، فلا مشروع ولاحكومة ولامجلس نواب ولارئيس ولا أمن ولاخدمات.. أفلا يستحي القوم من أنفسهم وهم يقبضون الرواتب العالية ويتمتعون بحصانات ومناصب لم يكونوا يحلموا بها في الوقت الذي تتساقط فيه جثث الضحايا من أبناء شعبنا المظلوم.

لقد أصبح مشروع الدولة العراقية الجديدة مشروع تنازلات مستمرة لهذا وذاك وخاضعاً لمطالب الكتل الداخلية والمنظومات الإقليمية وإرادات الدول الكبرى دون أن يكون للفئة المسحوقة ولالممثليها مطالب، ونحن نلمس وبإستمرار مدى توسل الساسة ووقوفهم على ابواب الدول الحاقدة التي تدعو الى سحق الشعب العراقي وهي تصرف الملايين من الدولارات لهذا وذاك وتشجع على تنفيذ مشاريعها العدوانية والتخريبية، تلكم الدول التي تنشر الدمار والإرهاب تحت مسميات عديدة وغير رسمية تدعو الى العنصرية والطائفية وتلعن أهل الدار.

فالعراق اليوم مقطع الأوصال تنهش فيه الوحوش ويقف عليه الذباب الذي يأتيه من كل مكان، وتلسعه الأفاعي، وتلدغه العقارب، وتركض على أراضيه الجرذان.

إن الساسة الذين يحكمون اليوم نسوا أن البترول مصدر خطر على الشعب العراقي وأن هذا الشعب يتعرض بسبب السياسات النفطية والأحلاف العسكرية والحروب الإقتصادية الى هجمة شرسة تستهدف مصادر طاقته وعلى الرغم من سياسات التنازل المستمرة لهم إلاّ أنهم لاينفكوا عن توجيه الطعنات رغم التوسل بهم والتزلف لهم دون نتيجة.

إن المرحلة التي يمر بها العراق اليوم تعد أصعب مرحلة تأريخية، وسيلعن التاريخ كل من ركب موجة الكفر والفسوق والعصيان، وسوف تلعن الأجيال الساعة التي وقفت فيها تمهد لمن أدعى النزاهة والإستقامة.

إن الشعب اليوم يريد التخلص من ظلمات الحاضر الفاسد كما كان يريد التخلص من حقب الماضي المظلم ولعل الشعب ينهض من جديد ليمنع عودة الفاسدين ممن مضى ومن تلى، والشعب اليوم يتوق أن يحكم نفسه معتمداً على الله وعلى القيم العادلة فلامجال لعودة البعث ولامكان للفساد في أرض العراق الطاهر.

وأخيراً نوصي بما يلي:أولاً: عدم تسليم الملف الأمني بأيدي غير أمينة خصوصاً قادة وأركان النظام السابق.ثانياً: مراعاة الإستحقاق الإنتخابي على مستوى الكتل والأشخاص.ثالثاً: فرز الأعداء والأصدقاء وإتخاذ مواقف مناسبة تجاه توجهاتهم وسياساتهم وعدم التمادي في إعطاء التنازلات.رابعاً: الإعتماد على الله وعلى الشعب وعلى وحدة الموقف ونكران الذات والعمل من أجل المشروع لا من أجل تحقيق الأحلام الشخصية.خامساً: الحفاظ على أمن المواطنين وعلى ثروات بلدهم والإسراع بتوفير الخدمات لهم.سادساً: إعادة تقييم الخارطة السياسية والأمنية والإقتصادية بما يحفظ غستقلال البلد ومصالحه.سابعاً: تطبيق بنود الدستور وتجاوز الخلافات السياسية والعمل على إحياء الإصلاحات السياسية والدستورية بعد تشكيل الحكومة.

وفق الله جميع الخيرين من أهل العراق، ونسأله تعالى أن يحفظ شعبنا من كل ظالم وفاسد، وأن الله مع العبد مادام العبد في عون أخيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك