المقالات

ثلاثة خيارات


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين )

بعد مرور ما يقرب من الاربعة اعوام على حصول التغيير السياسي في العراق تنتصب استفهامات عديدة متعددة حول طبيعة المشهد النهائي الذي يفترض ان ترسو قبالته القافلة العراقية.البوصلة المقررة لرسم اتجاهات خارطتنا السياسية وبعد ان اضاعت خارطة الطريق طوال السنوات الاربع تلك يبدو انها اقتربت من الوصول للاتجاهات الدقيقة التي تمنح الخيارات المحددة في سلوك احدها.

الخيار الاول ترتبط مساراته بالمشهد الذي كان عليه العراق خلال الاعوام 2003 - 2004 وهو ان يبقى العراق حتى زمن بعيد آخر قابعا تحت الاحتلال الاجنبي والوصاية الدولية وتوظيفه بالشكل الذي تريده القوى الاقليمية المتناحرة مع الساحة الدولية والقوى الكبرى فيها، وهذا الخيار بالتأكيد في حال فرضه على العراقيين فانه سيلغي تطلعات العراقيين نحو الحرية والاستقلال وسيكون العراق بموجبه قد وقع بين ثنائية الدكتاتورية - الاستعمار وبالتأكيد فان احداً لن يقبل لنفسه ولوطنه هذا الخيار حتى وان تسببت القوة الدولية باسقاط النظام الفاشي واجتثاثه من الخارطة السياسية فضلاً عن ذلك فان الخيار هذا سيقوض فرص اعادة البناء والاعمار وتحقيق الامن والاستقرار.

فيما الخيار الثاني هو هذا الذي نعيش تجلياته الان والمتمثل بالفوضى الامنية والادارية والسياسية واشاعة روح الرعب واذكاء نار الفتنة الطائفية التي يريدها البعث والقاعدة وقوى اقليمية معروفة، ان تلتهم العراق وشعبه وهذا ما نعانيه الان في مناطق ومحافظات متعددة في العراق سواء في شماله الغربي ام في وسطه ام في جنوبه كما يحصل حاليا من عمليات مؤسفة في الموصل وديالى والانبار وتوابع صلاح الدين نزولا الى بغداد والديوانية والبصرة والعمارة وحواضن اخرى.

بالتأكيد ان الرغبة العراقية تجنح نحو الامن والاستقرار وترفض أي لون من الوان الفوضى المفروضة على العراقيين من أي جهة كانت وهذا ما يدفع العراقيين نحو التشبث والتمسك بالخيار الثالث والمتمثل بالحفاظ على الانجازات العشرة التي حققها العراقيون خلال السنوات المنصرمة عندما اسسوا بدمائهم وتضحياتهم وعطاءاتهم وجهدهم وصبرهم، بتجربتهم الديمقراطية والدستورية والتي تمخض عنها صياغة اول دستور دائمي رسمي شرعي للبلاد وبناء تجربة برلمانية وحكومة وحدة ومشاركة وطنية دفعت بالمعادلة الظالمة الى رفوف التاريخ.

ان خيار دعم التجربة العراقية وبالتالي دعم الحكومة الوطنية المنتخبة بلا شك يعد خيارنا الوحيد للخروج بالعراق والعراقيين من عنق الزجاجة ومن الاوضاع المأساوية التي يعيشها جميع العراقيين دون استثناء بل وان اعتماد هذا الخيار كممارسة وسلوك هو الكفيل بدحض الخيارات الاخرى وصولا الى تحقيق منجز التحرير الكامل للارض والقرار والثروة وطرد شبح الفوضى والعصيان والتمرد والفساد والارهاب الى غير رجعة باذنه تعالى.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير الكيتب
2006-11-02
اهلا بك ثانيا نعرف رمضان فيه صيام ولكن ليس الصيام عن الكتابة يا عزيزنا نتمنى لك المواصلة المتجددة نعم لا خيار لنا سوى دعم الحكومة المنتخبة قولا وعملا ولكن ماذا تقول للذين لا يفقهون هذا وينادون بخروج القوات الاجنبية نعم كل عراقي بل كل انسان لا يقبل بالاحتلال لبلده ولكن عندما تستند على جيش وقوى امنية قادرة على ضبط امن البلد والمواطن معا لا بالاعمال التخريبية والتصادمات الداخلية والتي تؤدي الى ضعف الحكومة وبدلا من ان تحارب الارهابيين وضبط الحدود ومن ثم اعمار البلد تراها تعمل لارضاء هذا واسكات اخر
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك